كفى استباحة للبلد تحت ذريعة الظروف

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين يقول رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ان الحكومة الحالية شرٌّ لا بد منه. وحين يقول رئيس الحكومة بالذات أننا بحاجة، في هذه المرحلة بالذات، إلى حكومة استثنائية. فليسمونها ما يشاؤون. حكومة وحدة وطنية أو حكومة حيادية أو حكومة عمل أو إنقاذ. المهم أن تكون جامعة، وأنا لن أكون حجر عثرة أمام تشكيلها، فماذا يتبقّى من هذه الحكومة؟
ولماذا تبقى؟

ليس معقولاً أن يبقى الإنشغال بها إلى هذا الحد؟
فهي حكومة غير منتجة وقد أصبحت الكتابة عنها مضيعةً للوقت، فالناس باتوا يتصرفون وكأنها غير موجودة ويظهر ذلك في تدبيرهم لأمورهم من دون الحاجة إلى سلطة تنفيذية عموماً وإلى هذه الحكومة بالذات خصوصاً.
سؤال المواطن اليوم:
ما هي حاجتي إلى الحكومة؟
فهي لا توفر لي لا المياه ولا الكهرباء ولا الإتصالات الجيدة ولا الطبابة ولا الإستشفاء ولا المدارس ولا الطرقات ولا الإستقرار ولا ضمان الحاضر والمستقبل. فلماذا الرهان عليها واعتبارها موجودة؟
أليس من الأجدى التصرف وكأنها غير موجودة؟

ربما هذا الواقع هو الذي جعل المعني الأول بهذه الحكومة، الرئيس نجيب ميقاتي، ينأى بنفسه عنها فينكرها عند الفجر قبل صياح الديك، كما ان الراعي الأول لها، الرئيس نبيه بري، يعتبر انها شرٌّ لا بد منه.

إذاً، في ظل هذا الواقع، كيف ستستطيع هذه الحكومة الإستمرار؟
يُقال إن علة استمرارها عائدة إلى عدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة، إذا صحَّ هذا الكلام فإنه يُعتَبَر في أعلى درجات الخطورة، ففي ذروة الحرب اللبنانية، وفي عز الصراعات الداخلية، كانت تُشَكَّل حكومات ولم تكن الحروب والصراعات عوائق تحول دون تشكيلها. اليوم لا حروب لبنانية بالمعنى المتعارَف عليه، فما الذي يحول دون الإتيان بحكومة جديدة؟

مجلس الوزراء يضع نصب عينيه هذه الأيام مناقشة مشروع قانون الإنتخابات الذي وضعه وزير الداخلية العميد مروان شربل، جهدٌ كبيرٌ بذله الوزير شربل لتحقيق هذه الخطوة، لكن السؤال هنا:
هل هذه الحكومة هي التي ستُشِرف على الإنتخابات النيابية التي ستجري الصيف المقبل؟
كثيرون من المعنيين يتحاشون الرد بصراحة على هذا السؤال، فيأخذون السائلين إلى مكان آخر مثل:
وهل ستجري الإنتخابات النيابية في ظل هذه الظروف؟

من الآن يجب أن يتم تكوين رأي عام ضاغط في اتجاه عدم القبول بمقولة عدم إجراء الإنتخابات لأن السادة النواب سيتربعون على عدم القيام بأي مبادرة تجاه الناس. وستقوم صفقة بين الحكومة والنواب بمعنى ان النواب يسكتون عن الحكومة في مقابل أن تنأى الحكومة بنفسها عن دعوة الهيئات الناخبة.

هذا السيناريو يجب ألا يتحقق تحت أي ظرف من الظروف. فكفى استباحة للبلد تحت ذريعة الظروف.

 
 

Email