بايدن يرث مجتمعاً منقسماً مع زيادة حظوظه في الفوز باقتراب انتهاء عمليات الفرز

في ظل حالة عدم اليقين التي تكتنف نتائج الانتخابات الأمريكية، من دعاوى قضائية من قبل الجمهوريين لإيقاف عمليات فرز الأصوات، والتشكيك في نزاهة الاقتراع، هناك معركة أخرى في المعسكر الديمقراطي تتعلق بإعداد مرشحهم جو بايدن لإمكانية تولي الرئاسة وسكنى البيت الأبيض.

ويسعى الديمقراطيون إلى دراسة سيناريو يتطلعون لتحقيقه في الفترة المقبلة، بحيث يمكن أن يحسن من أداء بايدن للتعامل مع الأزمات ومع أولويات الناخبين.

وقد يفوز بالرئاسة، لكن تبقى التساؤلات مطروحة حول قدرته على التعامل مع متطلبات هذا المنصب. وحسب براد بانون الخبير السياسي الديمقراطي، فلكي ينجح في ذلك يحتاج للتعامل بصورة جريئة مع المشكلات الضاغطة التي تتحدى مستقبل الولايات المتحدة.

وفي نظر الديمقراطيين، كانت الظروف مهيأة لتحقيق فوز ضخم على ترامب، لكنهم فشلوا في ذلك، حيث شهدت الفترة الأولى للرئيس ترامب جائحة كورونا التي أودت بأرواح أكثر من 230 ألف أمريكي، إضافة إلى تداعياتها التي أثرت على ملايين الأشخاص وحولتهم إلى عاطلين عن العمل بعد فقدان وظائفهم.

ورغم أن الأزمات المدمرة التي اتسمت بها تلك الفترة كانت تستلزم شن ضربات هجومية قاضية لترامب وحزبه الجمهوري، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، بل يبدو أن ترامب خرج من هذه المعارك بسهولة لأن بايدن فشل في لفت أنظار المواطنين بالقدر الكافي. وقد ركزت استطلاعات آراء الناخبين على مستوى الولايات المتحدة ككل عقب خروجهم من مراكز الاقتراع على أن أكثر عاملين يثيران اهتمام الناخبين هما الاقتصاد والعدالة العرقية، لكنهم كانوا أكثر اهتماماً بالاقتصاد.

استطلاعات الرأي

وبينت تلك الاستطلاعات أن ثلث عدد الناخبين يضعون في الأولوية الاقتصاد، وهؤلاء يؤيدون الرئيس ترامب على نطاق واسع، كما أن واحداً من بين كل خمسة ناخبين قال إن أهم ما يشغلهم هو العدالة.

وجاء الاهتمام بجائحة كورونا تالياً على قائمة اهتمام الناخبين، لكن كان ضعف عدد الناخبين قلقين بشأن الاقتصاد.

وبينما كان الأمريكيون غير سعداء بتعامل ترامب مع أزمة الجائحة، لكنهم كانوا معه بشأن الاقتصاد.

ويسعى الديمقراطيون إلى وضع رؤية أكثر حدة وجرأة للاقتصاد لتخفيف معاناة الأمريكيين الذين تعرضوا لموسمين من الركود في الاثني عشر عاما الماضية، فلو لم يتمكن الديمقراطيون في ذلك، عندئذ سيقعون في هوة سحيقة من المشكلات حول إمكانية تحسن الاقتصاد وتوقيت تحسنه.

وقد أظهرت الانتخابات الأمريكية، بما فيها من غموض وتشوش، حالة الانقسام والخلاف التي ستظل موجودة بقوة في أمريكا لفترة طويلة نسبياً، انقسام بين مؤيدي بايدن الذين يتبنون التغيير بقوة، وبين مؤيدي ترامب الذين يقاومون انطلاق هذا التغيير، والمعركة الحقيقية ربما ستكون بين هاتين القوتين.