أين يقف عرب أمريكا من ترامب وبايدن؟

الأمريكيون العرب، والعرب الأمريكيون، والمقيمون مؤقتاً، فئات ثلاث من ذوي الأصول العربية، من القاطنين في الولايات المتحدة، لهم توجّهات ورؤى مختلفة للأحداث، فضلاً عن تباين الأجيال، وهو ما سوف ينعكس على حضورهم في الانتخابات الأمريكية. عددهم في أمريكا يتراوح بين مليونين و4 ملايين، حسب إحصاءات مختلفة، ومن المتوقع أن يكون لهم حضور ملموس في هذه الانتخابات. يقول بشار جرار خبير الشؤون الأمريكية لـ «البيان»، إن فارقاً بين هذه الفئات الثلاث، سواء الأمريكيين العرب أو العرب الأمريكيين، أو المقيمين العرب، الذين يعملون بالولايات المتحدة بصفة مؤقتة.

استقطاب

ويضيف أنه بالنسبة لهذه الفئة الأخيرة، على الأخص، فهي تثير الجدل، وتعتبر بقاءها في الولايات المتحدة بصورة مؤقتة، وبغرض العمل، وبالتالي تعيش في عزلة، رفضاً للنظام السياسي الأمريكي، ولا ترى في أي من المرشحين ما يتوافق مع قناعاتها، وهذه الفئة، للأسف، غالبيتها كانت لا تصوّت، وإن صوّتت، تكون أصواتها مشتتة، ولكن من المتوقع لهؤلاء في هذه الانتخابات بالذات، أن تغيّر موقفها، لأنها تنظر للأمور، ليس فقط من منظور أمريكي، إنما أيضاً في ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط. وبالنسبة للعرب الأمريكيين، منهم من يؤيد ما وصف بالربيع العربي، ولديه نوع من الولاء والتعاطف مع الاضطرابات التي عصفت المنطقة، وهؤلاء سيصوتون قطعاً ضد ترامب، ويمنحون صوتهم لبايدن، وفي المقابل، هناك فئة تدرك ما قامت به إدارة أوباما وبايدن على مدى 8 سنوات، وتعارض سكوت هذه الإدارة السابقة، عن تحركات التنظيم الإرهابي الإخواني، وغيره، وهذه الفئة من المرجح أن تصوت لصالح ترامب.

قضايا داخلية

بالنسبة للأمريكيين العرب، يكون اختيارهم بين أحد المرشحين مرتبطاً بقضايا أمريكية داخلية بحتة، مثل قضية حمل السلاح والإجهاض والأسرة، ومدى صلتها بالأديان، وكذلك السياسة الضريبية، وكثير من العرب يعملون بالتجارة. ومن ضمن هؤلاء الأمريكيين العرب، الأوائل، والذين ستكون الاعتبارات عندهم أمريكية في المقام الأول، أكثر من قضايا السياسة الخارجية، وذلك بعكس الجيل الجديد، ومعظمهم سيصوّتون لصالح بايدن، تأثّراً بشعارات الحزب الديمقراطي. أما كبار ومتوسطو الأعمار وذوو الخبرات وأصحاب الأعمال، فمن المتوقع أن تصوت بالأغلبية لصالح ترامب.