سلسلة انتكاسات للنظام السوري تؤثر على تماسكه الداخلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرض الرئيس السوري بشار الأسد خلال تشبثه بالسلطة لمدة أربع سنوات في خضم ثورة مسلحة، إلى سلسلة انتكاسات على أرض المعركة ألقت بضغوطات على تماسكه الداخلي.

ولا يوجد هناك مؤشرات على أن الرئيس السوري يخطط للتخلي عن استراتيجية المواجهات العنيفة ضد المعارضة المسلحة، وأشارت مجموعة تقارير جديدة تناولت حالات الاختفاء والوفيات المشتبه بها إلى احتمال تطوير الصراعات في المنطقة.

تكبد الخسائر

ويقول مراقبون إنه في حال تواصل نجاح الثوار ملقيا بمزيد من الضغوط على الجيش السوري المنهك، فإن هذه الضغوط قد تؤثر على النظام بحيث تدفعه للرضوخ في ايجاد تسوية عبر التفاوض. ويقول روبرت فورد، العضو في معهد الشرق الأوسط في واشنطن والسفير الأميركي السابق في سوريا بين عامي 2010 و 2014 إن التحليلات تشير إلى أن الأمر يتعلق بتقليل الخسائر والتمسك بالمنطقة الأساسية التي تدعم النظام، ويضيف تطور الأحداث سيؤدي خلال فترة تمتد لأشهر لايجاد عناصر مختلفة في النظام تبدأ بتحديد ما إذا كان من الصواب استمرار تكبد الخسائر أو البدء في التفاوض حيال بعض الصفقات التي تصب في مصلحة المنطقة، وذلك خلال حفاظهم على بعض المزايا النسبية المتعلقة بالتشبث ببعض المناطق المأهولة بالسكان والتمسك بالقوة الجوية.

وخلال الأشهر السابقة، حققت فصائل الثوار المختلفة بفعل التنسيق التصعيدي ودعم منافسي الأسد الإقليميين في المنطقة مجموعة من الانتصارات، منها السيطرة على مدينة بصرى الشام جنوبي سوريا، والاستيلاء على إدلب العاصمة الإقليمية في الشمال، والاستيلاء على مركز نصب الحدودي، المعبر السوري الأردني الأخير السالك، وأثبتت هجمات النظام في درعا والقنيطرة وحلب عدم جدواها.

صراعات داخلية

وتتزامن النكسات مع شائعات بشأن تصارع داخل نظام الأسد، فقد قتل محمد الأسد، أخيرا، وهو أحد أقرباء الرئيس السوري في معتقل القرداحة، بسبب خلاف حول المال والنفوذ، وقد يلمح ذلك إلى ممارسات اجرامية مشتركة أو إلى تآمر ضد النظام، واعتقل منذر الأسد أيضا وهو أحد أولاد عم الرئيس السوري جراء قرار مباشر من الرئيس بسبب ما سماها النظام «نشاطات غير قانونية» لاتزال غير واضحة.

وإذا استطاعت قوات الثوار في الشمال والجنوب البناء على مكتسباتهم الأخيرة على حساب دمشق، فإن النظام سيكون تحت ضغط هائل لإيجاد بديل ليس لسياساته العنيفة فقط بل ربما بديلا عن بشار الأسد نفسه، وهذا ما سيتبين في الأشهر القليلة المقبلة.

ويقول محللون النظام ليس قادرا على التغيير، وهو يفتقر للمبادرة ولا يمكنه الإتيان بنهج تفكير جديد، ولا يريد التفاوض تحت الإكراه لأنه يعتقد أن ذلك علامة على الضعف، ولكن عندما يشعر بالقوة فإنه يرفض التفاوض لأنه لا يشعر بحاجته لذلك.

تماسك محيّر

لطالما كان تماسك نظام الأسد مصدرا لإحباط قادة العالم والدبلوماسيين والسياسيين والمحليين الذين يسعون إلى فهم طبيعة تفكير نظام دمشق، وحتى الآن استطاع الرئيس السوري بشار الأسد تحدي المحللين الذين توقعوا أنه قد ينهار قريبا بعد اندلاع الثورات عام 2011، وخدم صراعا وحشيا ولد جماعات متطرفة وخلف أكثر من 120 ألف قتيل حتى الآن. ومما لا شك فيه أن التكهنات بشأن سقوط نظام الأسد أو انشقاق كبار شخصيات النظام أثبتت عدم صحتها.

وأشارت النكسات الأخيرة في إدلب والجنوب، إلى الحاجة إلى توحيد فصائل الثوار للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

Email