تحذير أمريكي ومزيد من الضغوط الأوروبية على أنقرة

استفزازات تركيا في المتوسط تضعها في مرمى العقوبات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه تركيا مزيداً من الضغوط الدولية، في ظلّ استمرار استفزازاتها شرق المتوسط، وتواصل عمليات التنقيب عن الغاز، ومع تلويح أوروبا بفرض مزيد من العقوبات، وكذا تحذير الولايات المتحدة الأمريكية لأنقرة، على خلفية تواصل تلك الأعمال الاستفزازية.

تعاني تركيا حالة عزلة تامة شرق المتوسط، وهي الساعية لحجز مكانٍ لها بثروات المنطقة، في الوقت الذي نجحت الدول المطلة على المتوسط، في إبرام اتفاقات ترسيم حدود، واتفاقات في ما بينها، بمعزلٍ عن الجانب التركي، الذي يواصل تخبّطه، ويبعث برسائل يسعى من خلالها إلى «إثبات الوجود»، تُواجه بمزيدٍ من الرفض الإقليمي والدولي.

ويناقش الاتحاد الأوربي في ديسمبر المقبل، فرض عقوبات على تركيا، التي تمثل سياساتها العدائية في المنطقة، صداعاً برأس المجتمع الدولي، لا سيما في ظل تواصل استفزازاتها، وكذا دعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط.

استعراض قوة

يقول مستشار مركز الخليج للدراسات، السفير أشرف حربي، إن الاستفزازات التركية شرق المتوسط «هي محاولة لاستعراض القوة»، موضحاً أن تركيا تحاول كل فترة،استفزازالعالم ومحاولة الاستعراض بزعم ان لها دوراً يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، وأن أي تطورات أو تفاوض أو تنقيب أو بحث عن مصادر الثروة الطبيعية في شرق المتوسط، يجب ألا يتم بمعزلٍ عنها.

يواجه ذلك تنسيق مصري يوناني قبرصي، كما دخل لبنان على الخط أخيراً، في ما يتعلق بمسألة التفاوض بالنسبة للحدود البحرية بينه وبين إسرائيل، وهو يمس تركيا أيضاً، طبقاً لحربي، الذي يلفت في تصريحات خاصة لـ «البيان»، من القاهرة عبر الهاتف، إلى أن «تركيا تسعى من خلال تحركاتها شرق المتوسط، لإثبات الوجود، وأنه يجب أن يكون لها موضع قدم في أي مباحثات أو أي مصالح اقتصادية، أو مشاريع خاصة بتنمية هذه المنطقة».

عقوبات

وحول تداعيات تلك الاستفزازات، وما قد تفضي إليه مستقبلاً،وما إذا كانت تنذر بمزيد من العقوبات على الجانب التركي، شدد حربي على أن «هناك تهديدات من الاتحاد الأوروبي، بفرض عقوبات، إذا ما تعدت تركيا حدودها والقواعد الأساسية للقانون الدولي بالنسبة لمناطق النفوذ، وبالنسبة أيضاً للدعم التركي للإرهاب، والجماعات المتطرفة». العقوبات التي تلوح بها أوروبا، كدول منفردة، أو كما حدث مؤخراً من قبل الاتحاد الأوروبي عامة، يعتبرها المحلل السياسي، محمد أرسلان «هي إنذار شديد اللهجة ضد تركيا، التي تعبث بأمن المتوسط.. وهي الإنذارات المباشرة الأولى من الاتحاد الأوربي لتركيا»، لكنّه في السياق ذاته، يعتقد بأن «تركيا سوف تستمر في عربدتها في البحر المتوسط، وكذا في تدخلاتها الخارجية، وهو ما تكشفه موافقة البرلمان التركي مؤخراً، على تفويض الجيش التركي، بالاستمرار في مهام خارج حدود الجمهورية التركية».

لا تراجع

وطبقاً لما يؤكده أرسلان، في تصريحات لـ «البيان»، عبر الهاتف من القاهرة، فإن «أردوغان سوف يستمر في عنجهيته وعربدته في المتوسط، مستهدفاً عديداً من الدول، لا سيما مصر، التي كانت عقبة أمام تمدده في تلك المنطقة، خاصة بعد اتفاقات ترسيم الحدود البحرية التي شهدتها منطقة شرق المتوسط مؤخراً، من خلال مصر وقبرص واليونان وإيطاليا.

انتخابات

يؤكد محللون انه على رغم كل الإنذارات الأوروبية، والإنذارات التي توجهها دول مختلفة في المنطقة، ومراكز ومؤسسات حقوقية إقليمية ودولية، إلا أن أردوغان لن يتراجع، وقد تغض بعض الدول الأوروبية النظر عن سياساته»، ملمحين في السياق ذاته، إلى تأثير مرحلة الانتخابات الأمريكية الراهنة على الموقف الأمريكي والأوروبي من تركيا.

Email