الاتحاد الأوروبي يتوعّد تركيا: عقوبات بانتظار أنقرة في «قمة ديسمبر»

وجّه الاتحاد الأوروبي، في ختام لقاءات القمة الأوروبية التي بحث خلالها ملف شرق المتوسط، انتقادات حادة إلى تركيا، واصفاً تصرفاتها بالاستفزازية وغير المقبولة، مؤكداً أنه يعتزم دراسة الوضع في ديسمبر، للنظر في عقوبات ضد أنقرة.

وانتقد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، عمليات استئناف التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، مندداً بما اعتبرها «استفزازات» تركية أحادية الجانب، في ختام قمة في بروكسل، كما أكد أن الاتحاد الأوروبي يعتزم دراسة الوضع في ديسمبر للنظر في عقوبات ضد أنقرة، فيما شدّد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على تصميم الاتحاد على عدم التنازل أمام الاستفزازات التركية.

جاء ذلك، بعد أن مارست كل من اليونان وقبرص ضغوطاً لدفع الاتحاد الأوروبي لاتخاذ رد فعل أشد صرامة إزاء أعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي، التي تقوم بها في البحر المتوسط. وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أمس الخميس، في بروكسل: «تركيا لا تزال مصممة على سلوكها الاستفزازي والعدواني».

فبعد مضي أسبوعين على آخر قمة ناقش فيها الزعماء الأوروبيون فرض عقوبات اقتصادية، فشل الاتحاد حتى الآن في إقناع أنقرة بوقف التنقيب في المياه المتنازع عليها مع اليونان وقبرص.

اتفاق

واتفق زعماء الاتحاد الأوروبي اتفقوا في الثاني من أكتوبر على إمهال تركيا حتى أوائل ديسمبر قبل النظر في مسألة فرض العقوبات الاقتصادية، لاسيما أن ألمانيا، التي تقود حتى الآن المحادثات الدبلوماسية مع أنقرة، تود منح فرصة للحوار بسبب العلاقات التجارية الوثيقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

وجدد قادة الاتحاد الأوروبي تضامنهم التام مع كل من اليونان وقبرص، في مواجهة الإجراءات الأحادية الجانب من قبل تركيا. وحضّ القادة تركيا على التراجع عن إجراءاتها المنافية للقانون الدولي والعمل على تخفيف التوترات بطريقة متسقة ومستدامة. وأكد القادة الأوروبيون أن المسألة ستبقى قيد النظر من أجل متابعة توصيات قمتهم في ديسمبر التي لا تستبعد فرض عقوبات على تركيا.

تصرفات استفزازية

واعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة أعادت التأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي لقبرص واليونان، مع الاستعداد للتحدث مع تركيا بشأن المنطقة البحرية المتنازع عليها في البحر المتوسط، فيما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن تصرفات تركيا في شرق المتوسط استفزازية ومؤسفة ولا لزوم لها، في الوقت الذي تواصل فيه أنقرة التنقيب عن الغاز الطبيعي في مياه متنازع عليها.

وقالت ميركل للصحافيين في قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل: «اتفقنا على أن الإجراءات الأحادية التي اتخذتها تركيا مؤخراً ذات الطبيعة الاستفزازية بشكل واضح يترتب عليها زيادة التوترات بدلاً من تخفيفها.. هذا السلوك مؤسف للغاية ولا لزوم له». وأضافت: «نحن حريصون على المضي قدماً في المسار الذي سلكناه مع تركيا، زيادة تطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا يصب في مصلحة الطرفين».

مواقف

واستبق وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا تناول القادة الأوروبيون المجتمعون في بروكسل، ملف التحركات التركية الأخيرة في مياه شرق المتوسط، بتصريحات حازمة، ما يؤشر إلى احتمال صدور موقف أوروبي جماعي متقدم على الموقف الأخير الذين عبروا عنه عقب اجتماعهم السابق بداية الشهر الجاري، حين منحوا أول من أمس أنقرة مهلة أسبوع من أجل التوقف عن استفزازاتها تجاه اليونان وقبرص، وخفض التوتر.

ويدل تصريح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، عقب اجتماع ثلاثي مع نظيريه الفرنسي والبولندي، على أن صبر الأوروبيين آخذ في النفاد، إذ أشار ماس إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يعطي تركيا «مهلة لمدة أسبوع» للنظر في ما إذا كانت ستغير تصرفها و«بعدها سيقرر الاتحاد الأوروبي الموقف الذي سيتبناه إزاءها».