لماذا تشعر المقاهي بالتمييز العنصري ضدها في بلجيكا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد دول القارة العجوز ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة بفيروس «كورونا»، ما يوحي بأن الموجة الثانية قد دخلت بضراوة شديدة، إذ عاودت العديد من الدول الأوروبية إعادة قيود الإغلاق والإجراءات الاحترازية لوقف تفشي الفيروس التاجي، والذي قفز بنسب إصابات أعلى من المعتاد في الأشهر الأخيرة. وارتفعت حالات الإصابات في العديد من البلدان، الأمر الذي أدى لزيادة الإجراءات التقييدية، والتي كان بعضها سارياً خلال الإغلاق الأول وتم رفعه لاحقاً.

وفي حين تتجه دول القارة إلى إعادة النظر في الإجراءات المفروضة جراء الوباء، أفرز قرار السلطات البلجيكية اليوم الأربعاء بإغلاق المقاهي علامات استفهام كبيرة بعدما استثنى القرار المطاعم، وهو ما دفع بالمقاهي للتنديد بما وصفوه «تمييزاً» ضدها، حيث تساءلت عن الفرق بين تناول الطعام في مطعم والشرب على طاولة في مقهى، خاصة وأن الجارة هولندا أصدرت قراراً فرضت فيه إجراءات تقييدية جديدة، ومنها أن الأقنعة إلزامية في المتاجر في المدن الكبرى والمطاعم والمقاهي بلا تمييز، كما حظرت السويد التجمعات التي تضم أكثر من 50 شخصاً ودعت أولئك الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً إلى البقاء في منازلهم، لكن المتاجر والمقاهي والمطاعم وصالات الألعاب الرياضية لا تزال مفتوحة في إجراء أيضاً لا يميز بين المقاهي والمطاعم.

وأعلنت السلطات البلجيكية اليوم الأربعاء أن المقاهي ستغلق أبوابها من صباح يوم غدٍ الخميس في سائر أنحاء منطقة بروكسل للحد من الانتشار المتسارع لفيروس كورونا في العاصمة البلجيكية.

ومن المقرر تطبيق هذا الإجراء لمدة شهر واحد إلى غاية 8 نوفمبر. ويسمح للمطاعم بأن تبقى مفتوحة.

ونددت رئيسة اتحاد المقاهي في بلجيكا بهذا الإجراء «التمييزي» ضد هذه المؤسسات، وطالبت بتقديم «دليل علمي يؤكد أن انتشار الفيروس يأتي من المقاهي».

واستنكرت على قناة «أر تي بي إف» التلفزيونية قائلة «ما هو الفرق بين تناول الطعام في مطعم والشرب على طاولة تضم أربعة أشخاص في مقهى؟ من المستحيل فهم ذلك».

ويوم أمس، أعلن رئيس الوزراء ألكسندر دو كرو أنه يتعين إغلاق جميع المقاهي في جميع أنحاء المملكة اعتباراً من بعد غدٍ الجمعة. وقال «سنبذل قصارى جهدنا لتجنب إغلاق جديد، لكن إذا لم يتم الالتزام بالقواعد، فإننا نتجه نحو أمر أكثر صرامة»، معتبراً انتشار فيروس كورونا «مقلقاً».

وسجلت بلجيكا، التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 11,5 مليون نسمة، 134291 إصابة و 10092 وفاة بالفيروس منذ بدء تفشي الوباء.

Email