تدخلات أنقرة تفاقم الأزمة في قره باغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر استطلاعان للرأي، أجرتهما «البيان» على موقعها الإلكتروني، وعلى حسابها في «تويتر»، أن التدخل التركي في أزمة أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناغورني قره باغ، سيؤدي إلى مفاقمة الصراع، وهو ما أيده 60 في المئة من المستطلعة آراؤهم في الموقع، و60.7 في المئة في «تويتر»، في حين ذهب 40 في المئة من المستطلعة آراؤهم في الموقع، إلى أن التدخل التركي سيؤدي إلى ردع دولي لأنقرة، وهو ما أشار إليه 39.3 في المئة من المستطلعة آراؤهم في «توتير».

خلفيات تاريخية

وفي قراءة لنتائج الاستطلاعين، يرى الخبير الاستراتيجي، د. أيمن أبو رمان، أن التدخل التركي في الأزمة الحاصلة بين أذربيجان وأرمينيا، سيفاقم من حدة الصراع بينهما، وهذا التدخل، انطلق وامتد من خلفيات تاريخية، تتمثل في الصراع بين الأتراك والأرمن، وقد لوح الاتحاد الأوروبي مراراً بفتح تحقيقات جنائية بالجرائم التي ارتكبها الأتراك ضد الأرمن.

وأضاف أبو رمان في تصريحات لـ «البيان»، قائلاً: تركيا ترى في أرمينيا عدواً تقليدياً لها، ومن هنا تساند أذربيجان بعدة أشكال، من أهمها الدعم العسكري، وتقديم الاستشارات لهم، والمعدات العسكرية، علاوة على إرسال المقاتلين المرتزقة، الذين يقاتلون في الجبهات، إضافة إلى أن تركيا أخذت على عاتقها تولي المساحة الجوية».

وختم تصريحاته بالقول: «هذا التدخل، سيزيد من تعميق الأزمة، ولن نرى تهدئة في الوقت القريب، ولكن سيكون هنالك ردود فعل دولية، وبالذات من روسيا، لوضع حد لما يجري، وسيكون هنالك مناشدة من الأمم المتحدة، ولكن تأثيرها قليل، نتيجة الظروف الوبائية التي يعيشها العالم».

مشاكل سياسية

من جهته، أشار الكاتب الصحافي، كمال زكارنة، إلى أن تاريخياً هنالك مشاكل سياسية بين تركيا وأرمينيا، حيث تتهم الأخيرة تركيا، بأنها قامت بعمليات إبادة جماعية قديماً، وتطالبها دوماً بالاعتذار، وكون أذربيجان دولة حدودية مع تركيا، فإنها تعمل بكل وسعها لمساندتها، وإبعاد أرمينيا عن الحدود التركية، ولا يمكن أن تسمح لأرمينيا بالاقتراب.

وأضاف: «التدخل التركي بالتأكيد سيفاقم الصراع، ولكنه أدى إلى تحرك روسي أمريكي على المستوى الدولي الإقليمي، فجميعهم يطالبون بوقف القتال، وعدم توسع الصراع، حتى لا يصبح صراعاً إقليمياً، تشارك بها الدول التي تحد أذربيجان وأرمينيا، والتدخل التركي، يتمثل في دعم القوات الأذرية بالأسلحة والمعدات العسكرية، والجنود على الأرض، وهنالك مطلب تركي، بأنه لا يمكن لتركيا أن تقبل إلا بانسحاب القوات الأرمينية بالكامل، من إقليم ناغورني قره باغ».

Email