أي دور للدب الروسي في النزاع بين أرمينيا وأذربيجان؟

تتسارع وتيرة النزاع المسلح في إقليم ناغورني قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان بشكل دراماتيكي، في مشهد ينذر بحصول اشتباك جيوسياسي جديد على محور روسيا - أرمينيا من جهة، وتركيا وأذربيجان – من جهة أخرى.

وهذا هو التصعيد الثاني من نوعه للنزاع في الإقليم المتنازع عليه خلال العام الجاري، والحلقة الأخطر منذ اندلاعه في العام 1980، ويعتبر أطول حرب يشهدها فضاء الاتحاد السوفييتي السابق، أودت بحياة أكثر من 20 ألف قتيل، وتسببت في تشرد مئات الآلاف.

وبانتظار الرد على العرض الروسي باستضافة مفاوضات لإنهاء القتال الدائر في الإقليم، تبقى الأبواب مشرعة على أبعاد النوايا التركية الواضحة في دفع أذربيجان إلى الحرب وتفجير الأوضاع مجدداً في الإقليم المضطرب، والذي يعتبر موضوعياً في دائرة المصالح الحيوية لموسكو، التي لم تقبل، بطبيعة الحال، بأية تغييرات جيوسياسية في جنوب القوقاز تمس مصالحها وأمنها القومي.

وضع مزدوج

وترى روسيا نفسها في وضع مزدوج. فمن جهة، ترتبط بمعاهدة دفاع مشترك مع أرمينيا، ومن جهة أخرى – تعتبر وسيطاً رئيساً (إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا) في مباحثات التسوية بين يريفان وباكو.

ورغم أن هذه المفاوضات دخلت في نفق مسدود ولم تخرج بشيء منذ 25 عاماً، إلا أن الهدف انحسر في تجميد الأزمة، قبل أن تعود لتشتعل من جديد.

يستبعد الخبير في شؤون القوقاز فلاديمير أفاتكوف، أن تقوم موسكو بممارسة الضغوط على يريفان، لتعيد بشكل تدريجي ناغورني قره باغ إلى أذربيجان، لكنها يمكن أن تعيد الأمور إلى وضعها السابق، بإرسال قوات حفظ سلام للمنطقة (أوقوات فصل)، ما يؤدي إلى شل قواعد الاشتباك التي تديرها غرفة العمليات التركية، التي لا تريد بدورها الدخول في مواجهة غير محسوبة النتائج مع القوات الروسية.

كما حصل في سوريا. ويضع أفاتكوف السلوك التركي في سياق التماشى مع المغامرات الغربية لزعزعة الاستقرار في روسيا من خلال ضرب محيطها، في محاولة منها لتعويض خسارتها في سوريا.

ويضيف، أنه رغم الصداقة الظاهرة، إلا أن تصريحات أنقرة بخصوص القرم – على سبيل المثال - كانت في غاية الحدية وحملت نبرة عدوانية.كما يؤكد أن لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغبة متأصلة في الانتقام من روسيا، بسبب تعطيلها لمشاريعه في سوريا، وذلك من خلال مضايقتها وإشغالها في أزمات جديدة، متابعاً أن أردوغان نسي من أنقذه أثناء الانقلاب الذي تعرّض له، وتناسى كل الأشياء الجيدة التي قامت بها موسكو.