أمريكا وروسيا.. توتر يطول أم سحابة عابرة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد العلاقات الروسية الأمريكية خلال الفترة الأخيرة حالة فتور خاصة بعد تصريحات أعلن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلافاً لاستنتاجات مدير جهاز مكافحة التجسس في بلاده، بأن موسكو لا تريد إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية، لأنه «لم يكن هناك من كان قاسياً مع روسيا» مثله، فضلاً عن دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة في روسيا البيضاء حينما تحدث ترامب قائلاً: «على ما يبدو، ليس هناك الكثير من الديمقراطية هناك».

وبعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على علماء معاهد البحوث الروسية والذي وصفته موسكو بـ«الأمر الصارخ» شهد يوم أمس توتراً جديداً بين البلدين على خلفية استخدام الجيش الأمريكي لراجمات الصواريخ خلال تدريبات في إستونيا إذ اعتبرتها موسكو «تصرفات استفزازية وخطيرة للغاية بالنسبة للاستقرار الإقليمي»

وقالت السفارة الروسية في واشنطن، في بيان، إن الجانب الروسي اقترح مراراً على الولايات المتحدة وحلفائها الحد من نشاطات التدريب وإبعاد مناطق تنفيذها عن خط التماس بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

ونقل موقع «روسيا اليوم» عن السفارة القول في بيان: «السؤال الذي يخطر في أذهاننا: كيف سيكون رد فعل الأمريكيين في حال نفذ الجيش الروسي عمليات رمي مماثلة على حدود الولايات المتحدة؟».

وخلال الشهر الماضي واصلت موسكو تحديها لواشنطن وعقوباتها على مشروع «نورد ستريم 2»، وأعلنت في 11 أغسطس أن خط الأنابيب سيكتمل في المستقبل القريب.

وانضمت ألمانيا لمعسكر روسيا وأكدت حقها السيادي في تحديد المصدر الذي تحصل منه على الطاقة، لكنها لم تقطع الطريق أمام عودة العلاقات لدفئها مع واشنطن، بتأكيدها أن العقوبات بين الشركاء هي قطعا السبيل الخطأ لنا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» الواصل إلى ألمانيا سيكتمل في المستقبل القريب.

وجرى تعليق العمل في خط الأنابيب بعدما فرض ترامب عقوبات عليه في ديسمبر الماضي.

يأتي ذلك في ظل المخاوف الأمريكية من أن يؤدي مد خط أنابيب الغاز الطبيعي إلى زيادة النفوذ السياسي والاقتصادي لروسيا في أوروبا حيث تعترض الولايات المتحدة على خط الأنابيب، الذي سيمتد في قاع بحر البلطيق، والذي سيجعل أوروبا معتمدة بشدة على الغاز الروسي.

ويتوقع أن يضاعف خط أنابيب «نورد ستريم 2» الذي تبلغ تكلفته 10 مليارات يورو (11 مليار دولار) وبات استكماله وشيكا في بحر البلطيق، شحنات الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي.

Email