أماتالتال.. قرية وادعة تحمل مفتاح هزيمة المتطرفين في النيجر

عودة المتمردين السابقين يعيد السلام إلى القرية الوادعة/ رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

هدّد نزاع بين رعاة الفولاني، وجيرانهم من الطوارق الرحل، حول ماشية ودراجات نارية مسروقة، بإشعال أعمال العنف في قرية أماتالتال، إثر انتزاع رجل بندقيته، وإطلاق النار في الهواء. يرى السكان في الأمر تصعيداً نادراً في بلدة هادئة لا يسكنها سوى بضع مئات في شمال النيجر، فيما مثّل الحادث أيضاً تحذيراً من أنّ مثل هذه النزاعات فتحت باباً للمتطرفين المتمرسين على استغلال الصراعات، لتعزيز عمليات التجنيد ونشر الفوضى.

وبدافع مخاوف التصعيد، دعا زعماء أماتالتال، لجنة إقليمية لحفظ السلام للتوسط في يونيو من العام الماضي، وفي غضون أيام، جلس الخصوم وجهاً لوجه على طاولة في بستان من شجر الكافور، معربين عن مخاوفهم واتفقوا على حفظ السلام، وفيما قتل ستة عمال إغاثة فرنسيين واثنان من السكان الأحد الماضي، في محمية للزرافات على بعد 65 كيلو متراً من نيامي عاصمة النيجر في منطقة كانت تعتبر آمنة في السابق، ظلّت منطقة أغاديز، التي تقع أماتالتال داخل حدودها، وهي منطقة بحجم فرنسا على الحدود مع الجزائر وليبيا وتشاد، تنعم بالسلام إلى حد بعيد. ويقول الزعماء المحليون، إنّ شبكة من المتمردين السابقين ورجال الدين ولجان السلام المؤثرة، تشكلت رداً على انتفاضة مسلحة تسعى إلى قدر أكبر من الاستقلال السياسي للطوارق في التسعينيات، منعت المتطرفين من اكتساب موطئ قدم، من خلال مراقبة المظالم، ومن يعتنقون الأفكار المتطرفة.

وفي الوقت الذي تكافح فيه آلاف القوات الفرنسية لاحتواء العنف في أماكن أخرى، وتفكر الولايات المتحدة في سحب القوات، يرى زعماء أغاديز أنّ أساليبهم تقدم نموذجاً ممكناً لهزيمة المتطرفين دون اللجوء للسلاح. وتقول هانا أرمسترونج، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية: «تُظهر أغاديز أنه يمكن القيام بذلك، بالقيادة الصحيحة والعلاقات الصحيحة، يمكنك أن تنعم بالاستقرار».

في المقابل، يتناقض وضع أغاديز بشكل صارخ مع منطقة تيلابيري في جنوب غرب النيجر المتاخمة لمالي وبوركينا فاسو، إذ تسبّبت الهجمات، التي شنها متطرفون على صلة بتنظيمي داعش، والقاعدة العام الماضي، في مقتل 367 شخصاً على الأقل جميعهم في تلك المنطقة الحدودية.

وعلى الرغم من أنّ أغاديز ليست بمنأى عن الخطر كما يرى خبراء، إلا أن قادتها مطمئنون في الوقت الراهن، إذ يقول سليمان هيان هيار، وهو متمرد سابق عاش لسنوات في كهوف بالجبال يقاتل القوات الحكومية: «المتطرفون بعيدون عن هنا، لم يصلوا إلى هنا، لأننا نضع الأمر في دائرة اهتمامنا».

Email