أوروبا تتحصن بتدابير جديدة لمواجهة تمدد كورونا

فرنسيون يتسوقون في سوق بمدينة مالاوسين | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت دول أوروبية وعلى رأسها فرنسا تدابير مواجهة تفشي الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وسط تحذيرات بتفاقم الأزمة لدرجة قد تخرج عن السيطرة بحلول الخريف المقبل بعد انتهاء العطلة الصيفية شهر أغسطس الجاري، وتصاعدت حملات التحذير والتوعية الإعلامية في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا، في نهج «حمّل المواطنين المسؤولية» كاملة عن تفاقم الأوضاع نتيجة الخروج «الحُر» والعودة للحياة الطبيعية مبكراً، خاصة خلال ممارسة الطقوس الصيفية «العُطلة»، ما دفع السلطات المحلية «البلديات» في العديد من المدن الأوروبية لفرض حالات طوارئ في محاولة لاحتواء الموجهة الثانية من الجائحة التي يتوقع الخبراء أن تكون أكثر شراسة من الأولى.

وقال مدير إدارة الطوارئ بالمديرية العامة للصحة بباريس كينجي ليغراد لـ«البيان»، إن فرنسا بدأت بالفعل في مواجهة تفشي الإصابة بالفيروس، وأعلن المجلس العلمي الوطني، أول من أمس، إمكانية العودة لمستوى «عالٍ» من الانتشار للفيروس مع حلول الخريف المقبل، و توقع ان تكون الذروة مع بداية أكتوبر المقبل، وأوضح ان الخطر بدأت بوادره تظهر بوضوح خلال الأسابيع الأخيرة، حيث بدأت أعداد المصابين الذين نقلوا لغرف العناية المركزة في المستشفيات في التزايد بشكل كبير.

تدابير جديدة

بدوره، أكد توم شميت، المدير المناوب لمؤسسة البحوث الألمانية، أن ألمانيا نجحت في مواجهة م الجائحة بأقل الخسائر مقارنة بدول الجوار، لكننا اليوم نواجه «إنذاراً» بعد تزايد الحالات إلى 879 حالة أول من أمس، ومن المتوقع ارتفاع الحالات لفوق الألف حالة يومياً، نتيجة عدم الالتزام الكامل بإجراءات الوقاية والتباعد، لهذا فإن الحكومة قد تضطر لفرض تدابير جديدة مثل فرض غرامات مالية كبيرة على المخالفين لإجراءات الوقاية، وفرض العزل الذاتي على المدن التي تتزايد فيها الحالات، لإجبار المواطنين على التعامل مع الأزمة بمسؤولية، فالموجة الثانية لو لم نتعامل معها بجدية ستكون كارثية.

خروج اندفاعي

أما خوليو بلاسيدو، مدير إدارة المتابعة والطوارئ بوزارة الصحة الإسبانية، فأشار إلى أن الإصابات تتزايد حالياً بشكل كبير في شمال المملكة وخاصة في كتالونيا، نتيجة الخروج «الاندفاعي» من إجراءات العزل والتحرر بشكل غير مسؤول من إجراءات الوقاية، وهو ما يجعلنا نتعامل مع هذه الزيادة على أنها «الموجة الثانية» التي كنا ننتظرها، لا سيما بعد تجاوز الإصابات اليومية لـ1500 حالة، والسبب الرئيس وراء هذه الزيادة هو عدم الالتزام بإجراءات الوقاية والتباعد، خاصة مع بداية العطلة الصيفية، ما يفرض علينا العودة من جديد لفرض تدابير وقائية إلزامية وتغليظ العقوبة، قبل بلوغ الخريف، الذي تؤكد جميع المؤشرات أنها ستكون فترة قاسية، نعمل بكل طاقتنا للاستعداد لها، وعلى المواطنين إدراك هذا ومساعدتنا في إبقاء الوضع تحت السيطرة لحين خروج مصل فعّال، وحتى هذا الوقت يجب أن يلتزم الجميع بإجراءات الوقاية والتباعد، لأن الجيل الثاني من الفيروس سيكون مميتاً وأكثر فتكاً في حالة انتشاره الخريف المقبل.

Email