واقعة هروب السفن .. أول اختبار عملي للردع اليوناني ضد تركيا

سفينة تنقيب تركية أمام سواحل أنطاليا بعد تراجعها عن التوغل في المياه اليونانية | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

واجهت تركيا الثلاثاء الماضي أول ردع حقيقي تجاه سياساتها التوسعية شرق المتوسط، ولولا تدخل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في اللحظات الحاسمة لاندلعت حرب بين البلدين، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام ألمانية الأسبوع الماضي.

ما زالت تداعيات الردع اليوناني، والجاهزية المطلقة للدفاع عن سيادتها أمام التمادي التركي، تلقي بثقلها على المخططات التركية. فقد أفادت صحيفة يونانية، اليوم الأحد، بأن تركيا سحبت سفناً حربية وسارعت إلى حذف «تغريدة دعائية» كانت قد نشرتها السفارة التركية في الولايات المتحدة وذكرت فيها أن سفينة المسح السيزمي التركية «أوروتش رئيس» بدأت التنقيب في منطقة تقول اليونان إنها تابعة لجرفها القاري.

وذكرت صحيفة «جريك سيتي تايمز» أن سفينة الأبحاث التركية لا تزال راسية قرب أنطاليا رغم أن تركيا كانت قد «أعلنت أنها ستنتهك المياه اليونانية من الثلاثاء الماضي حتى الثاني من أغسطس». وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا سحبت سفناً حربية، كان من المفترض أن ترافق سفينة التنقيب، «بعد رد فعلي قوي من اليونان».

وكان الجيش اليوناني أعلن مساء الثلاثاء أن قوات في شرق البحر المتوسط باتت في حالة تأهب قصوى، بعدما قال إنه رصد تحركات عسكرية تركية قريبة قرب الجزيرة، تزامنت مع إعلان التنقيب المزمع، وذكر الجيش اليوناني، بحسب ما أوردت صحف محلية، أنه تم رصد 15 مجموعة بحرية غادرت قاعدة «أكساز» العسكرية التركية، الأمر الذي أثار الشكوك لدى السلطات اليونانية. وقالت صحيفة «بيلد» إن الطائرات والبوارج الحربية من الطرفين كانت على بعد خطوة واحدة فقط من الشروع في القتال.

وأمس، حذرت هيثر كونلي الباحثة ومديرة برنامج أوروبا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، وراشيل إليهوس الباحثة ونائبة مديرة برنامج أوروبا بالمركز، من أن حادث الثلاثاء «يمثل مأزقاً استراتيجياً أكثر عمقاً بالنسبة لحلف الناتو، كما يمثل انقساماً واضحاً بصورة متزايدة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا».

وذكرتا في تقرير مشترك أن تركيا لم تواجه سوى مقاومة ضئيلة من الاتحاد الأوروبي، أو الناتو، أو الولايات المتحدة، رداً على تصرفاتها، باستثناء بعض التصريحات الغاضبة والعقوبات المحدودة. وقد استنكر بعض البرلمانيين في الاتحاد الأوروبي «دبلوماسية الزوارق المسلحة» التي تتبعها أنقرة، وأصدر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بياناً قال فيه إن دول الاتحاد الأوروبي «تشعر بقلق متزايد إزاء عمليات التصعيد الأخيرة من جانب تركيا».

Email