هل تصبح الهند جزءاً من التحالف الأمريكي ضد الصين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه الولايات المتحدة صعوبة في حشد اللاعبين الإقليميين لتحالف سياسي وعسكري جديد مخصص لمواجهة الصين في جنوب شرقي آسيا، ضمن استراتيجية شاملة تهدف لتقليص الحضور الصيني على المستوى الدولي، من أوروبا والقطب الشمالي إلى أمريكا اللاتينية وأفريقيا. وتعد الهند حليفاً تقليدياً للولايات المتحدة ولكن من غير المرجح أن ينعكس هذا التحالف بصورة كبيرة على التوتر بين أمريكا والصين.

رغم التوتر الذي جرى على الحدود بين البلدين، عملت الهند على تهدئة التعبئة الإعلامية وصولاً إلى اتفاق الجانبين أمس الجمعة على سحب سريع للقوات المتواجهة على الحدود المتنازع عليها في منطقة هيمالايا الغربية. ومسار التهدئة الذي سلكته الهند، جزء من الصورة التي بنتها نيودلهي لنفسها على الصعيد الداخلي، وهي الاستقلالية عن الخارج وعدم الانجراف في محور دولي. ضمن هذا الإطار يمكن تفهم عدم احتفاء الهند بالتصريحات الأمريكية الداعمة في بداية المواجهة الحدودية، وحاول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الدخول على خط التصعيد وتشجيع الهند على الرد، ولكن الهند أرادت لحظتها الخروج من موقع لا يليق بها وفق ساستها، أي أن تكون أداة في صراع دولي أوسع بين واشنطن وبكين.

ولذا، سيكون ضمن السياق المفهوم أن تطلب الهند من الولايات المتحدة التحفظ علناً على مواقفها لكي لا تظهر الهند كأنها بحاجة للمساعدة، وأيضاً وفق إفادة لوكالة فرانس برس من الباحث في مؤسسة التراث المحافظة جيف إم سميث، والذي وضع كتاباً حول التنافس الهندي - الصيني «لا تريد الهند أن تغذي الدعاية الصينية التي تعد أن الأمر برمته جزء من التنافس الصيني - الأمريكي وأن الهند تنفذ طلبات أمريكا».

وبالفعل، خفّضت واشنطن توقعاتها من تفجر النزاع الحدودي. والأربعاء، دعا بومبيو في كلمة له خلال قمة الأعمال الهندية الأمريكية، الهند إلى تقليص اعتمادها على البضائع الصينية، باعتبار أن نيودلهي هي شريك طبيعي لواشنطن وواحدة من الدول القليلة الموثوق بها التي يتوافق تفكيرها مع الولايات المتحدة على حد تعبير الوزير الأمريكي.

Email