من الأكثر عرضة لكورونا؟.. دراسات متناقضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ بدء انتشار جائحة «كورونا» في جميع أنحاء العالم، لا تتوقف التقارير والتحليلات والربط المتخيل وغير المتخيّل بين الإصابة بالفيروس وصفات أو مواصفات بعينها.

يشترك في هذا الضخ الكثيف علماء أوبئة ومجلات صحية ووسائل إعلام.

ثمة سباق في مضمار حل العديد من الألغاز المحيطة بهذا الوباء، لكن في كثير مما يقال وينشر يستطيع المرء أن يرى تناقضات واضحة، حيث يقرأ معلومة مصدرها «علماء»، ثم يقرأ نقيضها ومصدرها «علماء» أيضاً.

الربط بين الإصابة بالمرض وبعض الصفات والظواهر يندرج في إطار الافتراض العلمي، الذي قد يكون صائباً أو خاطئاً، لكنّه في بعض الحالات يبدو مفتعلاً ولا يتكئ على دليل.

من المفهوم أن يكون ضعيفو المناعة ممن يعانون أمراضاً مزمنة، والمرضى والرضّع والأطقم الطبية ورجال الإطفاء وعمال التوصيل، وعمال الوظائف الخدمية معرضون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بالفيروس.

الرجال والنساء

دراسات كثيرة قالت: إن الرجال أكثر من النساء عرضة للإصابة بالفيروس بمرتين أو ثلاث أو أربع، وفقاً لتقديرات كل منها، في حين ذهبت إحدى الدراسات للقول إن النساء أكثر عُرضة للإصابة في أوقات الإغلاق، بنسبة 54% في سويسرا، على سبيل المثال.

الصلع

آخر تقليعات الأكثر إصابة «ما زعمه» علماء قبل بضعة أيام عن إمكانية وجود «علاقة محتملة» بين الصلع وإصابة الرجال الشديدة بـ«كورونا».

وتحدّثوا عن تجارب أجريت في الولايات المتحدة وإسبانيا دعمت ما يذهبون إليه، لكن للحفاظ على خط الرجعة قالوا- حسب مجلة تلغراف- إن هذه النتائج المثيرة للجدل «تحتاج إلى بحث موسّع».

التدخين

في أبريل، ربطت دراسة بين التدخين وارتفاع خطر الإصابة بالفيروس، وذلك «عن طريق رفع الإنزيمات، التي تسمح للفيروس بالوصول إلى خلايا الرئة». الدراسة التي نشرت في مجلة «يوروبيان ريسبايراتوري»، أظهرت أن المدخنين والأشخاص، الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن، قد تكون لديهم مستويات مرتفعة من إنزيم «إيه سي إي2-»، الذي يساعد الفيروس على دخول خلايا الرئتين، حيث يتكاثر،

لكن وحسب «فرانس 24» ثمة فرضية تناقض الأولى، توصل إليها فريق من الباحثين في مستشفى «لابتيي سال بتريير» بباريس، بناء على دراسة علمية لمعرفة الآثار الإيجابية المحتملة لمادة النيكوتين في التصدي لفيروس «كورونا»، خلصت إلى أن المدخنين هم أقل عرضة للفيروس مقارنة بغير المدخنين.

فصيلة الدم

في17 مارس، قالت دراسة إن الأشخاص الذين يملكون زمرة الدم من فصيلة A، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بـ«كورونا»، في حين أن أولئك الذين يملكون فصيلة دم من نوع O يكونون أكثر مقاومة للفيروس، هذا وفقاً لما ذكرته صحيفة scmp الصينية استناداً لدراسة قام بها علماء صينيون في مدينة ووهان، مركز تفشي الفيروس، بعد فحص الدم لأكثر من 2000 مريض مصاب بالفيروس في ووهان وشنتشن وقارنوها بالسكان الأصحاء، لكن مديرة الوكالة الطبية البيولوجية الفيدرالية الروسية، فيرونيكا سكفورتسوفا، قالت بعد ذلك في 15 مايو: إن الأشخاص الذين يملكون زمرة دم «B» هم أكثر عرضة للإصابة.

وأضافت أنه يأتي في المرتبة الثانية والثالثة «O»و«A»، بينما أصحاب «AB» هم أقل عرضة للإصابة من غيرهم.

فيتامين «D»

في 2 مايو الماضي، وجدت دراسة أولية أدلة على أن المستويات المنخفضة من فيتامين «D» قد تجعل الأشخاص أكثر عرضة للوفاة عند الإصابة بـ«كورونا».

وقارن البحث متوسط مستويات فيتامين «D» في 20 دولة أوروبية مع معدل الإصابة بـ«كورونا» والوفيات، حسب صحيفة «ديلي ميل» التي قالت إنه لم تتم مراجعة الدراسة والتدقيق فيها من قبل علماء آخرين حتى الآن.

الأقليات العرقية

دراسة أعدها المركز الوطني للتدقيق والبحوث في لندن، توصّلت في 7 أبريل إلى أن الأقليات ذات العرق الأسود وكذلك الأقلية الآسيوية في البلاد، هم أكثر عرضة للإصابة في إنجلترا، وأن أكثرهم يتعرضون لأعراض خطيرة جراء الفيروس، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل»، لكن الدراسة لم تستند إلى خلفية عنصرية في هذا الاستنتاج، بل عزت أن هذا الارتفاع في الإصابات، إلى أن الأقليات هم الفئة الأكثر فقراً في المجتمع، وبالتالي الأكثر تضرّراً من المرض.

وفي مزيد من التوضيح قالت إن الفقراء يستخدمون وسائل النقل العام أكثر من الآخرين، ويعيشون في منازل مشتركة ومزدحمة، ما يزيد من فرص التقاط الفيروس ونشره.

Email