خبير أمريكي يشيد بلقاح صيني ضد «كورونا»: رائع جداً

ت + ت - الحجم الطبيعي
كأنما اختار المسار المعاكس للتيار الذي يسير فيه الرئيس دونالد ترامب إزاء الصين، أشاد أخصائي أمريكي رائد في علم الأوبئة بلقاح صيني يجري إنتاجه ضد فيروس «كورونا».

وقال روبرت شولي، أستاذ الطب بقسم الأمراض المعدية والصحة العامة العالمية بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، إن نتائج المرحلة الأولى من التجارب الإكلينيكية للقاح الصيني ضد «كورونا» الذي يعد أول لقاح يصل لهذه المرحلة، «رائعة جداً».

ووفقاً لدراسة نشرتها مجلة «لانسيت» الطبية الجمعة الماضية على شبكة الإنترنت، فإن التجارب، التي أجريت على اللقاح الصيني، أثبتت أنه آمن ويمكن تحمل أعراضه الجانبية، وقادر على توليد استجابة مناعية ضد الفيروس لدى البشر.

وقال، «أوضحت التجارب أن اللقاح ليست له أعراض جانبية خطيرة خلال الجرعات الثلاث التي شملتها التجارب، وتولدت في أجسام الذين تلقوا اللقاح استجابات مناعية ضد الفيروس كما جرى قياسه في اختبارات تحييد الأجسام المضادة وخلايا- تي».

المرحلة الأولى
وأجرى فريق من الباحثين الصينيين المرحلة الأولى من تجارب اللقاح في مدينة ووهان، وأجريت التجارب على 108 أشخاص من الأصحاء البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاماً، وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات تتلقى كل منها جرعة مختلفة من اللقاح. وتقول المجلة، إن التجارب تظهر نتائج واعدة بعد 28 يوماً من بدايتها، وإن النتائج النهائية ستقيّم خلال 6 أشهر.

لكن بروفيسور بمستشفى إسرائيلي ياكوف بيركون، يحذر من التسرّع في استخدام اللقاح المنتظر الذي تعمل عشرات المختبرات في العالم على ابتكاره، على نطاق واسع، بسبب آثار جانبية خطرة محتملة.

ويقول بيركون، وهو رئيس قسم بمستشفى «هداسا هاشيميم» في القدس المحتلة: «تسمح التكنولوجيات الحالية بتقليص فترة البحث والتحقق من فاعلية اللقاح وعدم خطورته. فإذا كان ابتكار اللقاح واختباره يحتاج في السابق إلى سنوات طويلة، فإنه الآن يحتاج بضعة أشهر أو سنوات محدودة».

تجربة سارس
ويقول: «عند انتشار وباء سارس في بداية العقد الأول من القرن الحالي، كان يعتقد أن العلماء ابتكروا بسرعة اللقاح المضاد له، ولكن اختباره استمر حوالي خمس سنوات. أما الآن، فتسمح التكنولوجيا بتقليص هذه الفترة، ولكن مع ذلك، لا بد من وقت كافٍ لتحديد اللقاح الأكثر فاعلية».

ويشير الخبير، إلى أن عشرات المختبرات في العالم تعمل على ابتكار هذا اللقاح بطرق مختلفة، لكل منها إيجابيات وسلبيات. وأن بعض هذه المختبرات بدأت فعلاً في اختبار اللقاح على الناس. ونتائج العلماء الصينيين التي نشرت قبل بضعة أيام موضع اهتمام واسع، لأنهم في المرحلة الأولى اختبروا اللقاح على مجموعة صغيرة من الناس، وكانت النتائج إيجابية، مع بعض الآثار الجانبية البسيطة، لأن 90% من الذين لقحوا نشأت عندهم الأجسام المضادة للفيروس والتفاعل الخلوي.
Email