«كورونا» يفتك بفئة الشباب في البرازيل فما السبب؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يودي فيروس «كورونا» بعدد أكبر من الشباب في البرازيل مقارنة بالدول الأخرى، في منحى مدفوع جزئياً بالتركيبة السكانية الشابة لكن أيضاً بالفقر والحاجة إلى العمل.

وتحوّلت الدولة العملاقة في أمريكا الجنوبية، والتي تعد 210 ملايين نسمة إلى بؤرة جديدة لوباء (كوفيد 19)، فسجّلت أكثر من 310 آلاف إصابة، وهي ثالث أعلى حصيلة إصابات في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا بناءً على ترتيب يعتمد على الأرقام المطلقة.

في الأثناء، تجاوزت حصيلة الوفيات لديها 20 ألفاً أمس.

ويثير التدقيق في الأرقام أسئلة بشأن الفكرة التي لطالما كانت سائدة وهي أن (كوفيد 19) أخطر على كبار السن.

وبحسب الإحصاءات الرسمية، تبلغ أعمار 69 في المئة من ضحايا الوباء في البرازيل 60 عاما أو أكثر، مقارنة بـ95 في المئة في إسبانيا وإيطاليا.

ويعود هذا الاختلاف جزئياً إلى العمر الذي يشكّل الشريحة الأكبر من السكان، إذ إن 13,6 في المئة فقط من سكان البرازيل تبلغ أعمارهم 60 عاماً وما فوق، مقارنة بـ25 في المئة في إسبانيا و28 في المئة في إيطاليا. لكن الإجابة لا تكمن في التركيبة السكانية وحدها.

وفي هذا السياق، يشير عالم الأوبئة في جامعة برازيليا ماورو سانشيز إلى أنه «بما أن لدى البرازيل تركيبة سكانية أكثر شباباً، فمن الطبيعي أن يكون عدد الإصابات أكبر في أوساط من هم دون الستين. لكن يعود الأمر كذلك إلى أن الشباب أقل التزاماً بإجراءات العزل المنزلي».

وأوضح أن البرازيليين الشباب لا يستجيبون للفيروس بشكل مختلف. كل ما في الأمر هو أنهم معرّضون أكثر له.

وتابع: «السيئ في الأمر هو أن الكثير من الأشخاص الذين يعرّضون أنفسهم للفيروس يقومون بذلك لأن لا خيار آخر لديهم». وباتت الظاهرة أكثر وضوحاً مع تفشي الفيروس بشكل أكبر.

وفي مطلع أبريل الماضي، سجّلت 19 في المئة من الوفيات بالفيروس في البرازيل في أوساط من هم تحت الستين. وارتفعت النسبة هذا الأسبوع إلى 31 في المئة.

وتشير دراسات مبنية على بيانات تحديد المواقع من خلال الهواتف المحمولة إلى أن البرازيليين يلتزمون بشكل أقل بتدابير العزل يوماً بعد يوم.

ويرجع بعض الخبراء الأمر إلى سياسات الحكومة غير المتسقة، إذ إن سلطات الولايات المحلية تقرر تدابير العزل المطبقة. لكن على المستوى الفدرالي، فإن الرئيس اليميني المتشدد جاير بولسونارو يندد مراراً بالإجراءات.

ويقول بولسونارو الذي اعتبر «كورونا» المستجد «مجرّد إنفلونزا صغيرة»، إن إغلاق الأعمال التجارية غير ضروري وهو مجرّد خطوة تضر بالاقتصاد، الذي يواجه ركوداً عميقاً هذه السنة.

وحضّ البرازيليين على العودة إلى العمل. لكن شريحة السكان الذين في سن العمل معرّضون للوباء.

ولا تفصّل الإحصاءات الرسمية في البرازيل أعداد الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد بحسب الأعمار، بينما يشير الخبراء إلى أن نقص الفحوص يعني أن العدد الحقيقي للإصابات أعلى بكثير على الأرجح من ذاك الصادر عن وزارة الصحة.

وتقدّر مجموعة من الباحثين أطلقت على نفسها «كوفيد 19 البرازيل» أن لدى البلد أكثر من 3.6 ملايين إصابة، وهو رقم أعلى بعشرة أضعاف من الأرقام الرسمية.

وتقدّر أن الفئات العمرية الأكثر إصابة هي ما بين 20 و29 عاماً و30 و39 عاماً، مع تسجيل كل من المجموعتين 580 ألف إصابة، أي ضعف الإصابات المسجّلة في أوساط الفئة العمرية ما بين 60 و69 عاماً.

Email