استقالة صويلو.. صراعات النظام التركي تطفو على السطح

ت + ت - الحجم الطبيعي

واقعة تقديم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، استقالته، أمس الأحد، في ظل أزمة «كورونا»، ورفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبولها، ألقت الضوء على جانب من الصراعات الداخلية في محيط رجب طيب أردوغان، ودفعتها لتطفو على السطح، حسبما تنقل قناة «روسيا اليوم» عن مراقبين.

بعض هؤلاء المراقبين، لفت إلى أن خصومة قوية تفرق بين صويلو، ووزير المالية النافذ، وصهر أردوغان، براءت ألبيرق، حسب وكالة «فرانس برس».

صحيفة «الزمان» التركية المعارضة، نقلت عن المحلل السياسي، رئيس تحرير موقع «خبردار»، سعيد صفا، قوله إن استقالة صويلو وعودته مرة أخرى «من تجليات الصراع بين ما يسمى في تركيا مجموعة البجع/ باليكان، التابعة لصهر أردوغان، ووزير الداخلية الذي يتمتع بعلاقات وطيدة، مع كل من حزب الحركة القومية، وتنظيم أرجنكون/ الدولة العميقة، حليفي أردوغان».

وقال صفا قبيل رفض أردوغان استقالة صويلو: «مجموعة البجع التابعة لصهر أردوغان، تنشر الادعاء أن صويلو استقال من منصبه بعلم أردوغان، في حين تسوق اللجان الإلكترونية ووسائل الإعلام التابعة للوزير، المزاعم القائلة إن أردوغان لم يقبل الاستقالة.. ليلة غريبة بالفعل!».

هلع وفوضى

وجاء قرار الوزير، بعدما سادت خلال اليومين الماضيين، حالة من الهلع والفوضى، وإطلاق نار في بعض الشوارع، إضافة إلى مشاجرات أمام محال البقالة وأفران الخبز، بسبب نقص في الغذاء، ومن دون أخذ تدابير التباعد الاجتماعي بعين الاعتبار، إثر إعلان الحكومة التركية حظر التجول بطريقة مفاجئة، حيث تم تطبيق الحظر بعد ساعتين من إعلانه.

جريدة «أحوال» التركية، تساءلت فيما إذا جاء قرار استقالة صويلو لينقذ أردوغان من ورطته، أم ليزيد الضغوطات عليه، وفيما إذا كان القرار نابعاً من إحساس بالمسؤولية أم أنّه كان مناورة سياسية، مشيرة إلى أن هذه الاستقالة التي بدت مفاجئة، ساهمت بتحريف الأنظار عن المشكلة الأساسيّة في البلاد.

تقول «أحوال» إن استقالة صويلو، ورفض أردوغان لها، تكشف هشاشة منظومة الحكم بتركيا، لا سيّما أنّها أظهرت الصراعات الخفية داخل الائتلاف الحاكم، حزب العدالة والتنمية، وحليفه القومي المتشدد الحركة القومية، وخلطت الأوراق، بحيث زادت حدّة الاستقطابات داخل «العدالة والتنمية»، وسرّعت بإظهارها للعلن.

سيف أردوغان

وحسب «أحوال»، فإنه ليس الحسّ الأخلاقي الذي حاول صويلو أن يبديه من خلال إعلانه استقالته، والذي يتنافى مع الممارسات التي دأب عليها طيلة سنوات من استلامه حقيبة وزارة الداخلية، والتي كان فيها بمثابة سيف أردوغان المسلط على رقاب خصومه من مختلف التيارات السياسية، وإنما كان نتيجة استشعاره الخطر، وأنّه قد يكون كبش الفداء القادم لأردوغان، كي يتملّص من مسؤولية الفشل في إدارة الأزمة المتفاقمة، ويلقي بها على كاهله، لإنقاذ نفسه من أي مساءلة، في ظلّ ازدياد النقد والمعارضة والتململ في الشارع التركي، وبين حاضنته الشعبية كذلك.

وتضيف «لعلّ استقالة صويلو جاءت كمناورة سياسية من قبله، لا سيّما أنّه استشعر خطر أن يضحّي به أردوغان في وقت قريب، كما ضحّى قبل أيّام بوزير النقل محمد جاهد طورهان، الذي أقاله، وعيّن عادل كارا إسماعيل أوغلو وزيراً جديداً محلّه، دون ذكر أي تفاصيل».

ليست إرادية

رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيلتشدار أوغلو، رأى في تصريحات تلفزيونية، أن استقالة صويلو لم تكن بإرادته، وقال تعقيباً: «لا أعتقد أن قرار استقالة وزير الداخلية فردي، بل جاء لإنقاذ أردوغان».

بدورها، قالت وزارة الداخلية، إن الأمر سيستمر حتى منتصف ليل الأحد في عشرات المدن، بما فيها إسطنبول والعاصمة أنقرة.

وواجه القرار انتقادات لاذعة، حيث ندد رئيس بلديّة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، عضو حزب المعارضة الرئيس، بالطبيعة المفاجئة لإعلان الحجْر، قائلاً إنّه لم يتم إبلاغه به مسبقاً.

 

كلمات دالة:
  • أردوغان ،
  • تركيا ،
  • أوغلو،
  • سليمان صويلو،
  • استقالة
Email