الصـين تكثّف إجراءاتها لدحر «كورونا الخارج»

جنود فرنسيون يهيئون أحد المستشفيات الميدانية في مدينة مولوز | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي تعمل فيه دول العالم على تشديد إجراءاتها لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد19)، كثفت الصين إجراءاتها المتعلقة بفحص القادمين من الخارج، بعد أن نجحت في السيطرة على الوباء داخلياً.

وسجلت الصين، أمس، 46 حالة إصابة جديدة بالفيروس، ليستمر تزايد الحالات لليوم الرابع على التوالي، لكن جميع الحالات الجديدة جاءت من الخارج باستثناء حالة واحدة.

وفي إشارة على مدى جدية تعامل الصين مع الحالات القادمة من الخارج، قالت وكالات حكومية إنه سيبدأ توجيه جميع رحلات الطيران الدولية القادمة إلى بكين لمطار آخر ابتداءً من اليوم، إذ سيخضع المسافرون لفحص للكشف عن الفيروس توسيعاً للإجراءات القائمة.

وقالت الهيئة المنظمة للطيران إن الرحلات الدولية التي كانت متوجهة إلى العاصمة ستهبط بواحد من 12 مطاراً. وسيسمح للمسافرين الذين يثبت خلوهم من الفيروس بالصعود مجدداً للطائرة التي ستنقلهم حينئذٍ إلى بكين.

وفي إجراء منفصل، أعلنت شنغهاي وقوانغتشو أن جميع المسافرين الدوليين القادمين سيخضعون إلى اختبار «آر.إن.إيه» للكشف عن الفيروس، بعد أن كان برنامج الاختبار مطبقاً في السابق على القادمين من الدول الأشد تضرراً بالفيروس. يأتي هذا في وقت بدأت الصين المرحلة الأولى من التجارب السريرية على لقاح «كورونا».

وصرح موظف مشارك في المشروع، الذي تموله الحكومة، أمس: «بدأ المتطوعون للمرحلة الأولى من التجارب في تلقي اللقاح».

وأضاف أنه سيتم اختبار المشاركين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاماً، في 3 مجموعات، حيث سيتم إعطاؤهم جرعات مختلفة. وجميع من يخضع للاختبار من سكان مدينة ووهان وسط الصين، التي ظهر فيها الفيروس أول مرة أواخر العام الماضي.

أوروبياً، قالت تقارير إن الرئيس إيمانويل ماكرون هدد بإغلاق حدود فرنسا مع بريطانيا إذا لم يتخذ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إجراءات أكثر صرامة لاحتواء تفشي الفيروس.

وذكرت صحيفة «ليبراسيون»، نقلاً عن مصادر في مكتب ماكرون، أن قرار جونسون جاء بعد أن وجّه له ماكرون إنذاراً مهدداً بفرض حظر على دخول أي مسافر قادم من بريطانيا إذا لم تتخذ إجراءات جديدة.

وردا على سؤال عن التقرير، قالت ناطقة باسم داوننج ستريت: «كما قال رئيس الوزراء، هذه الإجراءات الجديدة اتخذت بناء على نصيحة علمية، وتماشياً مع خطة عمل الحكومة الموضوعة قبل أسبوعين».
وقالت الحكومة البريطانية إنها تتحرك بناء على إرشادات مستشاريها العلميين مع تعزيز جهودها للحد من التفشي.

في الأثناء، بدأت فرنسا سباق مع الزمن من أجل بناء المستشفيات الميدانية في إطار مواجهة الفيروس تزامناً مع الإعلان عن وفاة أول طبيب في البلاد وفق ما صرح وزير الصحة أوليفييه فيران.

معاقبة المخالفين
وفي ألمانيا، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنّ التجمعات في الأماكن العامة، والتي يزيد عدد الحاضرين فيها عن اثنين، ستمنع في ألمانيا لمدة أسبوعين.

وأضافت أنّه يتوجب احترام مسافة 1,5 متر على الأقل في الأماكن العامة، موضحة أنّ المطاعم وصالونات الشعر ستغلق أبوابها في وقت أعلن قال يورج راديك، نائب رئيس مجل إدارة نقابة الشرطة الألمانية أنه
من المهم أن يفسر القادة المختصون بالإدارة، وأن يوضحوا قراراتهم بحيث يتضح أن انتهاك هذه القيود سيقابل بعقاب.

ولاحقاً، ذكرت وكالة أنباء بلومبرغ أن ميركل أخضعت نفسها لعزل ذاتي بالمنزل ، بعد مخالطة طبيب مصاب بالفيروس.

في الأثناء، أعلنت اليونان العزل التام اعتبارا من اليوم.

آسيوياً، ذكر مسؤولون أن الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي طلب من الكونغرس الفلبيني سلطات طارئة، وسط إغلاق تام، يستمر شهراً واحداً يهدف إلى عرقلة انتشار فيروس كورونا، مع ارتفاع عدد الحالات إلى 380 في البلاد، في حين أعلنت تايوان حظراً يستمر أسبوعين على ركاب الترانزيت، وسيبدأ الحظر غداً الثلاثاء.

وفي الهند، بقي أكثر من مليار شخص داخل منازلهم خلال مدة حظر التجوال المفروض على مستوى البلاد لمدة يوم واحد، بهدف السيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد، حتى بعد أن تجاوزت الحالات الإيجابية 300 شخص.

إغلاق
إلى ذلك، أمر رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون العديد من الأماكن ومناطق الأعمال، بما يشمل الملاهي وصالات التمرينات الرياضية ودور العرض السينمائي بالإغلاق، اعتباراً من اليوم الاثنين، لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.

Email