السكون يخيّم على أوروبا.. والجيوش تلتحق بمعركة «كورونا»

عناصر من الحرس الوطني الأمريكي في نقطة طبية بنيويورك للكشف عن المصابين بالفيروس | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

خيّم السكون على شوارع عريقة، كانت تضج بالحياة في معظم المدن الأوروبية، مع تفعيل قانون الحظر بشكل أكبر، وتدخّل جيوش وقوات أمن، لفرض الالتزام بالحظر، ومساعدة الفرق الطبية، حيث يحاول الكثير من سكان المدن، التوجه إلى الأرياف لتفادي الحجر المنزلي في مساحة ضيقة، وتراجعت الحركة في الشوارع من المارة والسيارات إلى حدها الأدنى مع توسع الفيروس في التفشي وتجاوز عدد الإصابات في أوروبا حاجز المئة ألف، بينها 41 ألف إصابة في إيطاليا، وتخطت الولايات المتحدة عتبة عشرة آلاف إصابة.

ودعت سلطات دول العالم، أكثر من نصف مليار شخص إلى البقاء في بيوتهم، لمنع انتشار مرض «كوفيد 19»، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس.

في الولايات المتحدة، قال قائد الحرس الوطني الأمريكي، إنه يتوقع أن يشارك عشرات الآلاف من أفراد الحرس في جهود مواجهة «كورونا»، لكنه لا يرى داعياً لنشرهم على المستوى الاتحادي.

كما أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيجريت كرامب-كارنباور، أن 2336 جندياً احتياطياً في الجيش الألماني، سجلوا أسماءهم للاستعانة بهم في حال الضرورة.

ووضعت بريطانيا قوات الاحتياط بالجيش في حالة تأهب. كما أمرت إيطاليا الجيش بنقل الجثث من بلدة بشمالي البلاد، حيث تعمل خدمات دفن الموتى بأكثر من طاقتها.

وفي مصر شاركت قوات الجيش في تعقيم المؤسسات الحكومية.

سكون في المدن

وتنغلق أوروبا على نفسها لمكافحة الفيروس.

وقال الإيطالي الثمانيني روميرو فيشيرا، إن «الأمر الوحيد الذي يثير قلقي هو الصمت في الشوارع!». وأضاف: «لا نسمع ضجيجاً.. عندما نخرج للمشي ونسمع خطوات وراءنا، نشعر بالخوف، ونلتفت بقلق».

وفي مشهد نادر، عادت مياه قنوات البندقية إلى صفائها، مع غياب السفن السياحية، وتوقف المراكب التقليدية فيها، بعد عشرة أيام من دون سياح. أما فرنسا، فتبدأ يومها الثالث من العزل، بينما أصبح وسط باريس أشبه بمدينة أشباح، بعد أن كان يزدحم بالمارة، فيما يحاول سكان المدن الصغيرة التوجه إلى الأرياف. وفي ألمانيا، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، مواطنيها إلى تنفيذ توصيات الحد من التنقل، مؤكدة أنه «لا بد منها لإنقاذ أرواح».

أما بريطانيا، فقد أمرت بإغلاق المدارس اعتباراً من اليوم.

سياسة العزل

اتخذت بعض الدول إجراءات ملزمة، بينما اكتفت أخرى بتوصيات.

بعد المقاطعة الصينية هوبي، اتخذت ثماني دول على الأقل، إجراءات ملزمة لإبقاء السكان في بيوتهم، هي إيطاليا وإسبانيا ولبنان والجمهورية التشيكية، ثم فرنسا وإسرائيل وفنزويلا وبلجيكا.

على نطاق أضيق، تفرض بعض الدول إجراءات حجر على مناطق محددة. ودعت أربع دول على الأقل، ألمانيا والنمسا وبريطانيا وإيران، سكانها إلى الحد من تنقلاتهم واتصالاتهم إلى أبعد حد، بدون أن ترفق هذه التوصيات بإجراءات ملزمة.

وفرضت ست دول على الأقل، منع تجول يحظر التنقلات مساء وليلاً، وهي تونس وبوليفيا وصربيا، والولايتان الأمريكيتان نيوجيرسي وبورتوريكو، والعاصمة الفليبينية مانيلا.

Email