الوباء يطلق عنان الشائعات ونظريات المؤامرة

عامل طبي على الحدود بين بولندا وألمانيا | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصيب 60 شخصاً في أقل من ساعة بعدوى فيروسية في أوتريخت الهولندية، لم تكن تلك عدوى فيروسية بحق، بل عدوى في تطبيق «واتساب».

تناقل الأصدقاء والأقارب، في غضون دقائق، رسائل تطلب من الناس تناول حساء ساخن لمنع الإصابة بفيروس «كورونا»، أو اختبار العدوى بحبس أنفاسهم 15 ثانية، خلافاً للنصائح الطبية الرسمية.

وقالت إيفون هوك (63 عاماً) إنها تلقّت هذه الرسالة من صديق بعد الساعة 11 صباحاً مباشرة، جاء فيها أنه تلقّاها من جار يعمل في مستشفى، ولانزعاجها أرسلتها على الفور إلى ولديها.

وبضغطة زر في الساعة 11:36، أرسل ابنها تيم الرسالة إلى فريق رياضة الفريسبي الذي ينتمي إليه المكون من 65 فرداً.

وقال تيم فان كوبرج (35 عاماً): «لو أني تلقيتها من غريب على فيسبوك لما أرسلتها على الأرجح، لكني أثق بأمي ثقة كبيرة، وزّعتها لأنها جاءت من مصدر موثوق به، هكذا تحدث تلك الأمور».

وتُعدّ سرعة انتشار رسالة من هذا النوع في هولندا بين التحديات التي تواجهها منصات الدردشة مثل الرسائل النصية وتطبيق «واتساب» التابع لـ«فيسبوك»، إذ يصعب الإشراف على المضمون، ويبدو في كثير من الأحيان كأنه من مصدر موثوق به عندما يتناقله الأصدقاء والأقارب.

وقالت آنا صوفي هارلنج، رئيسة الوحدة الأوروبية التابعة لمركز نيوزجارد لمراقبة التضليل الإعلامي، ومقره الولايات المتحدة: «اعتقد أن ثمة إحساساً بالأمن والشيوع في إطار تلك الدردشات الجماعية يمنح أي شيء يُتداول فيها صفة الصدق».

وأضافت: «بإمكان الناس بسرعة أن ترسل وتعيد إرسال الصور والرسائل النصية والصوتية، وكل ذلك يحدث سراً، وهو الأمر الذي يجعل من الصعب حقاً التحرك لتفنيد تلك الادعاءات».

وقالت ليزا ماريا نيوديرت، الباحثة بجامعة أكسفورد: «مثل هذا التضليل قد يعرقل مساعي السيطرة على انتشار الفيروس، من خبرتي الخاصة، نعم أعتقد أن هذا له أثره، أعرف أشخاصاً متعلمين يلتزمون بنصائح طبية غير دقيقة، رأوها تتناقل على وسائل التواصل وفي رسائل خاصة».

وأكّدت «واتساب»، إنها تعاونت مع منظمة الصحة العالمية ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة لإطلاق خدمة لنشر الإرشادات الصحية الرسمية عن فيروس «كورونا».

Email