القوة الناعمة سلاح بكين الأنجع

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع انتشار وتوسع بقعة فيروس كورونا «كوفيد-19» وصراع الدول على خط المواجهة، اتخذت الصين لنفسها موقع القائد والمحسن في مجال الصحة العامة، وأخذت تؤسس لنوع من القوة الناعمة هي أحوج ما تبغيه بكين في زمن اشتداد حدة الوطاس بين الصين والولايات المتحدة وترقب تأثير الصين حول العالم.

وقد تبرعت الصين على مدى الأسابيع الأخيرة بأدوات عدة اختبار فيروس «كورونا» لكمبوديا، وأرسلت طائرات محمّلة بالمراوح والأقنعة والطواقم الطبية إلى كل من إيطاليا وفرنسا، وتعهدت بتقديم المساعدة لكل من الفلبين وإسبانيا وبقية الدول، كما أوفدت طواقم أطبائها إلى إيران والعراق.

مواساة

أما الرئيس الصيني شي جينبينغ فقد توجه بكلمات المواساة لرئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز قائلاً: إن الشمس تشرق بعد العاصفة، مشدداً على ضرورة تعزيز البلدين لعلاقات التعاون والتبادل عقب تفشي الوباء.

وشكل الغضب الشعبي والانتقادات الموجهة لإقدام الحكومة على التكتم على المعلومات وبطء الاستجابة المؤدية لانتشار الفيروس واحداً من التحديات الجدية، التي واجهت القيادة الصينية منذ عقود، إلا أنه مع تراجع عدد الإصابات وفرض إجراءات الحظر المشدد، والحفاظ على المسافة الآمنة بين الناس تبدّلت رسالة الصين، لتعلن بكين أخيراً عن قرب موعد الانتصار على الوباء، وتثني وسائل إعلام الدولة على دعم الصين لبقية الدول في مواجهة تفشي الوباء.

غايات

ويشدد الخبراء على أنه بالرغم من صدقية الجهود الإنسانية المبذولة فإن للصين غايات سياسية تستحق الاهتمام. وقد أعرب جينبينغ في محادثة هاتفية له مع رئيس وزراء إيطاليا غيسيبي كونتي عن رغبة بإنشاء «طريق حرير صحي» كونه جزءاً من مبادرة حزام واحد طريق واحد الصينية، التي لاقت انتقاد عدد من الدول القلقة حيال توسع النفوذ الصيني.

ويشير نواه باركين، كبير الباحثين في معهد مارشال الألماني إلى أن قيام الصين بتوفير الدعم لدول مثل إيطاليا فإنها تسلّط الضوء على الصراع الذي تشهده الدول الأوروبية في مساعدة بعضها، وتقيم نقيضاً تفاضلياً بينها وبين الولايات المتحدة. وفي حين يتجلى نجاح المساعي، يبدو أن الحملة تستهدف الجماهير المحلية كما المجتمع الدولي.

Email