جهود طبية ماراثونية عبر العالم لهزيمة الفيروس

ت + ت - الحجم الطبيعي

حالة غير مسبوقة من الذعر العالمي، يثيرها فيروس كورونا المستجد، بعد أن تسبب في وفاة أكثر من ثمانية آلاف شخص حول العالم، وارتفع عدد المصابين به إلى أكثر من 194 ألف حالة إصابة مؤكدة، لكنّ الأمل لم ينقطع بشأن التوصل لعقارٍ ناجع، في ظل مواصلة مختبرات دوليّة مختلفة اختباراتها للتوصل للقاحات مناسبة للقضاء على الفيروس، سواء باستخدام مكونات لقاحات معروفة، أو بتطوير لقاحات جديدة.

وفي الوقت الذي حذّر فيه مسؤولو منظمة الصحة العالمية من أن تطوير لقاح للوقاية من فيروس كورونا قد يستغرق 18 شهراً، لم تتوقف جهود العلماء حول العالم من أجل إيجاد لقاح يُسهم في السيطرة على الفيروس، لإنقاذ البشرية، وهي الجهود التي بدأت تؤتي ببشائرها مؤخراً من خلال الإعلان عن تحقيق تقدم عملي في التوصل إلى اللقاح، لكنه لا يُمكن التسليم حتى اللحظة بموعد مُحدد لخروج أي من تلك اللقاحات إلى النور.

في الصين، حيث نقطة انطلاقة الفيروس الأولى، يُطور علماء صينيون بمركز تطوير العلوم والتكنولوجيا لقاحاً ضد كورونا، ويتوقع أن يتم تنفيذ اختبارات إكلينيكية لذلك العقار في الشهر المقبل (أبريل)، بينما في الولايات المتحدة أعلن مؤخراً المعهد الأمريكي للأمراض المعدية والحساسية عن انطلاق المرحلة الأولى لاختبار لقاح ضد الفيروس. وطبقاً لمدير المعهد المذكور أنطوني فاونشي، فإن تلك الخطوة تستهدف توفير اللقاح خلال عام ونصف على أقصى تقدير.

ومن المقرر أن تُجرى تجارب اللقاح المذكور على 45 متطوعاً. وتستهدف تلك التجارب الأوليّة التأكد من عدم وجود أي آثار جانبية خطيرة للقاح، بما يمهد الطريق بعد ذلك إلى تجارب أوسع.

ذلك في الوقت الذي سعت فيه الولايات المتحدة أيضاً إلى احتكار «لقاح ألماني» تردد أن شركة Cure Vac قد اقتربت من تطويره، إلا أن وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، قد أعلن رفض بلاده ذلك، وقال إن القضاء على الفيروس يجب أن يكون في إطار جهد جماعي، وأن بلاده لن تسمح باحتكار آخرين لنتائج أبحاث العلماء الألمان.

وتنشط بالولايات المتحدة على أكثر من صعيد تجارب أخرى من أجل التوصل للقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، من بينها تجارب معهد كايزر الدائم للبحوث الصحية بواشنطن.

وفيما يتفشى الفيروس في إيطاليا كبؤرة شديدة الخطورة، تسعى روما إلى تطوير عقار مقاوم للفيروس، وذلك عبر شركتي Takis وEvvivax من خلال استخدام تقنيات التلقيح الوراثي سعياً لتوليد أجسام مضادة للفيروسات واختبار مدى تمكنها من التعامل مع الفيروس.

الجهود الأمريكية والألمانية والإيطالية تتزامن أيضاً مع أبحاث تُجرى في فرنسا، من خلال مختبر VirPath الذي ينشط في إطار محاولة استخدام عقاقير ضد الأمراض المعدية متوافرة فعلياً في الأسواق (حوالي 1500 عقار بشكل خاص)، واختبار مدى نجاعتها في التصدي لفيروس كورونا المستجد.

وعلى نفس النهج، فإن علماء أستراليين نجحوا معملياً في التوصل لعلاجين للفيروس داخل المختبر، العلاج الأول كان مستخدماً لعلاج الملاريا، والثاني كان يتم وصفه للمصابين بالإيدز، لكنّه لم يتم إجراء اختبارات مباشرة على أي من المصابين بكورونا لتحديد أيهما أنسب.

Email