كيرزيك دكتور مقاتل في معركة شائعات كورونا

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدكتور جيرالد كيرزيك، استشاري الطوارئ والرعاية الفائقة بمستشفى بيتي سالبترير الجامعي بباريس، رئيس فريق قسم الحجر الصحي للحالات المشتبه بإصابها بـ«كورونا»، طبيب بدرجة مقاتل في مواجهة «وباء الشائعات» الأكثر فتكاً من الفيروس نفسه، كيرزيك يعتمد في معركته، التي تطوع لها على الحقائق العلمية والأخبار الصادقة لتقديم أدق وصف حول الوضع في فرنسا.

القنوات التلفزيونية استغلت حالة الثقة الجماهيرية في أحاديث كيرزيك لتناقل مقاطع الفيديو، التي يبثها بشكل يومي حول المرض وطرق الوقاية منه، في وقت وقعت وزارة الصحة الفرنسية جزاءات على 7 أطباء و28 ممرضة لنشر أخبار وصفتها بـ«الكاذبة» حول الفيروس وتطورات الأوضاع داخل المستشفيات، ما أثار الفزع بين الفرنسيين.

فيروس الشائعات

ويرى كيرزيك أن الخوف والفزع الشعبي من «كورونا» قد يقتل عشرات الآلاف، وقد يكون هذا الخوف أشد فتكاً من الفيروس نفسه، كما يؤمن بأن التوعية «المتوازنة» حول المرض استناداً إلى الحقائق والسبل العلمية البسيطة السهلة الفهم الطريق الأنجع لمحاصرة الفيروس وحماية الناس، مؤكداً لـ«البيان»، أن الشائعات في مثل هذه الحالات الطارئة تكون أكثر خطراً على المجتمع من المشكلة نفسها، أو الوباء، وقد عاينت خلال مشاركتي في مواجهة جائحة إيبولا في غينيا عام 2014 كيف قتلت الشائعات أكثر من ثلاثة آلاف من أصل عشرة آلاف هم إجمالي ضحايا فيروس إيبولا في غينيا، كانت معاناة عشتها بنفسي خلال تلك الأزمة، لذلك سارعت من جهتي وبإمكانات بسيطة مستنداً لوسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة «فيروس الشائعات» ومرض المبالغات، وسريعاً انضمت إلىّ وسائل الإعلام، لنحقق سريعاً نسبة مشاهدة كبيرة جداً، نعتبرها نجاحاً في حربنا ضد الخوف والفزع.

مسؤولية الأطباء

وأكد د. كيرزيك أن الأطباء عليهم مسؤولية التواصل مع الناس كلاً حسب استطاعته لتوضيح حقيقة المرض وطرق الوقاية، علينا مسؤولية كبيرة في هذا الوقت الحساس، معركتنا ضد الفيروس شرسة وضد الشائعات أشرس، التواصل مع الجماهير أمر مهم جداً، خاصة أن حالتهم النفسية سيئة نتيجة العزل الإجباري في المنازل، وهذا شعور صعب، الجميع يعيشون في رعب، محاصرون داخل منازلهم، وعلينا أن نتواصل معهم بشكل مناسب، نحن في حرب مع فيروس مستحدث مجهول لا نعرف عنه الكثير، ونحن الأطباء والفرق الصحية المعاونة جنود هذه الحرب، وعلينا أن نقوم بواجبنا وأن نتحمل مسؤولياتنا أمام وطنا وشعبنا، وواجبنا يبدأ بالعلاج في المستشفيات وطمأنة الناس في المنازل، وتقديم الاستشارات لهم، وتوعيتهم لمواجهة العدوى وحماية أسرهم من هذا الخطر غير مخيف، لكنه ليس بسيطاً.

 

كلمات دالة:
  • كورونا،
  • الشائعات،
  • الوباء،
  • كوفيد19
Email