قرية تاريخية في فرنسا سكانها مرضى زهايمر

تستعد فرنسا لافتتاح أول قرية سكانها بالكامل من المسنين الذين يعانون من مرض الزهايمر، اعتباراً من مارس المقبل، في بلدة «داكس» – جنوب غرب.

حيث تم إحياء وتطوير القرية التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، وفق مخطط هندسي يجمع بين عبق التاريخ وتوافر شروط الأمان والحياة الهادئة للمرضى الذين يحتاجون لشروط حياة خاصة تتماشى مع مرضهم.

ومن المقرر نقل 120 مريضاً إلى القرية خلال الأيام القليلة المقبلة، يرافقهم 120 موظفاً ومتطوعاً لرعايتهم، وتعد هذه القرية نموذجاً فريداً للتعامل مع مرض الزهايمر، سابع الأمراض الخطرة المؤدية للوفاة في العالم، والذي يستنزف قرابة التريليون دولار سنوياً لعلاج حوالي 50 مليون شخص حول العالم.

وقالت ديل شابرول، مديرة المنتجع الصحي في قرية «داكس» لـ«البيان» إن فكرة القرية طرحت لأول مرة قبل خمسة أعوام في إطار البحث عن سبل ناجعة لمواجهة مخاطر مرض الزهايمر المتزايد في فرنسا، خاصة في ظل جهل الكثيرين من أسر المرضى بطريقة التعامل مع الشخص المريض، وحاجاته التي تتغير تماماً ونمط الحياة الجديد.

حيث اقترح فريق البحث إنشاء منتجع صحي بالكامل لمرضى الزهايمر، يوفر لهم سبل الحياة الطبيعية الآمنة دون تعرضهم لضغوط المحيطين بهم التي دائماً ما تكون نتيجة الجهل بسبل التعامل مع المريض في هذه الحالة.

وأضافت، وجدنا في قرية «داكس» جميع الشروط المناسبة، فهي هادئة مهجورة تماماً، تعود إلى القرون الوسطى، مبانيها عتيقة والمساحات الخضراء شاسعة، طقسها جيد، كل هذه المقومات جعلتنا ننتقل على الفور للعمل على تهيئتها.

وبالفعل تم ترميم المباني القديمة وبناء أقواس وطرق صغيرة معبدة للتمشية، مع توفير عناصر الأمان والرقابة، بهدف خلق حالة متكاملة تناسب حياة مرضى الزهايمر.

الأهم فيها هو تعزيز صورة الماضي في أذهانهم، هذه الصورة ستساعدهم في التأقلم، هم فقدوا صور الحاضر في الذاكرة، ويعيشون الآن في الماضي، وأغلبهم عاصروا صوراً شبيهة إلى حد كبير لهذا النمط من الحياة، لذلك سيكون من المفيد جداً لهم أن يعيشوا وسط الطبيعة، وبساطة المعمار، وبين الحيوانات الأليفة، هنا سيكونون أحراراً وسيتحركون بحرية.