«الذئاب المنفردة».. صداع فرنسي مزمن

حادثا طعن للمارة في فرنسا خلال أسبوع واحد، الأول وقع جنوب العاصمة باريس يوم الجمعة الماضي، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين.

والثاني وقع في مدينة ميتز شمال فرنسا أول من أمس، دون أن يوقع أي ضحايا، ليطل شبح الإرهاب من جديد على عاصمة الأنوار، مذكراً بحادث شارلي إيبدو الإرهابي الذي وقع أول عام 2015 وما تبعه من حوادث دموية كدرت المجتمع خلال خمس سنوات وما زالت.

الحوادث الإرهابية الأخيرة جاءت بعد أيام من إطلاق مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2019 تحذيرات من تزايد خطر اليمين المتطرف في أوروبا وارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية مع تزايد ضحايا العمليات الإرهابية في دول أوروبا، وعلى رأسها فرنسا التي شهدت خلال العام الماضي 21 حادثة تم السيطرة على 14 حالة.

فيما تم تنفيذ 7 حوادث، أغلبها عمليات طعن بواسطة سلاح أبيض من أشخاص لا يوجد اتصال بينهم وبين رأس محرك في الخارج، أي أنها «ذئاب منفردة» خاملة في الداخل مشبعة بالأفكار المتطرفة وتتحرك بشكل مفاجئ بناء على قرار شخصي، حيث لا يمكن تتبعها أو رصد تحركاتها إلا وقت وقوع الحادث.

وهو ما لا يمكن التعامل معه أمنياً إلا بطريقة «تكثيف الانتشار الأمني» في الشوارع، إلى جانب تتبع المشتبه بهم من الذين تمتلك وزارة الداخلية بيانات حول شبهات تطرفهم، وهؤلاء عددهم أكثر من 20 ألف شخص موزعين على ثلاثة قوائم حسب درجة الخطورة.

معطيات خطيرة

وتستعين الإدارات الأمنية المختصة في فرنسا بدراسات قام بها أكاديميون رسموا فيها ملامح الشخصية لمنفذي الهجمات الإرهابية في البلاد منذ حادث شارلي إيبدو بداية عام 2015، في محاولة للتنبؤ بسلوك «الذئاب المنفردة» وتحديد السمات الشخصية للإرهابيين المحتملين.

حيث أجريت الدراسة حول 88 هجوماً إرهابياً ومشروع هجوم تم إحباطها في فرنسا خلال الفترة بين (2015 و2018)، توصلت إلى أن العنصر النسائي في هذه الهجمات شبه منعدم.

فيما بلغت نسبة منفذي الهجمات الإرهابية من الذين لا يمتلكون سوابق جنائية 90%، ما يعجل مهمة الشرطة شاقة، لهذا فإن ملف «الذئاب المنفردة» وفق الرؤية الأمنية مسألة مستعصية تحتاج لقوانين جديدة وأدوات مغايرة ووقتاً طويلاً.

الأكثر مشاركة