عقوبات أمريكية على إيران تطال نجل خامنئي وهيئة الأركان

فرضت الولايات المتحدة، أمس، عقوبات على 9 أشخاص وكيان مرتبطين بإيران، من بينهم نجل المرشد الإيراني علي خامنئي، بالإضافة إلى هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وذلك في الذكرى الأربعين لاقتحام السفارة الأمريكية في طهران.

وأوضحت وزارة الخزانة الأمريكية على موقعها، أن العقوبات تشمل مجتبى خامنئي، نجل المرشد الإيراني. كما طالت العقوبات كلاً من مستشار المرشد علي أكبر ولايتي، ورئيس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي، «لدوره في قمع الثورة الخضراء وإعدام السجناء في إيران». وقالت الوزارة إن الكيان الذي فرضت عليه العقوبات هو هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين في بيان «هؤلاء الأفراد على صلة بسلوكيات خبيثة من قبل النظام، بما في ذلك تفجير الثكنات البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983 والجمعية الأرجنتينية الإسرائيلية عام 1994، والتعذيب، والقتل خارج نطاق القضاء، وقمع المدنيين».

وكان البيت الأبيض قال أمس، إن النظام الإيراني يواصل استهداف المدنيين الأبرياء لاستخدامهم كـ«بيادق» في العلاقات الخارجية الفاشلة، متعهداً بفرض المزيد من العقوبات عليها. وتابع: «سنواصل فرض عقوبات على إيران إلى أن تغير سلوكها العدائي. على النظام الإيراني أن يختار».

واستطرد قائلاً: «بدلاً من أن تكون إيران الدولة الرائدة في العالم في رعاية الإرهاب، يمكنها أن تضع الشعب الإيراني في أولوياتها، يمكن أن تختار السلام بدل حجز الرهائن والاغتيالات والتخريب والاختطاف البحري والهجمات على أسواق النفط العالمية».

وختم البيت الأبيض بالقول «الولايات المتحدة تسعى للسلام، ونحن ندعم الشعب الإيراني. لقد حان الوقت للنظام الإيراني أن يفعل الشيء نفسه».

تسريع وتيرة

من جهة أخرى، أعلنت إيران، أمس، أنها سرعت بشكل واضح خلال الشهرين الأخيرين، وتيرة إنتاجها لليورانيوم الضعيف التخصيب، ودشّنت 30 جهاز طرد مركزي جديداً، وذلك عشية إعلانها المرتقب عن خفض جديد لالتزاماتها باتفاق فيينا 2015، حول برنامج إيران النووي.

وصرح علي أكبر صالحي نائب رئيس الجمهورية، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية للتلفزيون الرسمي، بأن بلاده باتت تنتج 5 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب يومياً، أي ما يزيد على عشرة أضعاف ما كانت تنتجه في بداية سبتمبر.

وأدلى صالحي بهذه التصريحات خلال زيارة لمنشأة نطنز النووية وسط البلاد، واكبها صحافيون إيرانيون. وأوضح أنه قبل المرحلة الثالثة «كان إنتاجنا 450 غراماً من اليورانيوم المخصب يومياً، لكن هذا الإنتاج بات خمسة آلاف غرام يومياً».

وبحسب مشاهد التلفزيون الإيراني، فإن صالحي دشن سلسلة جديدة من 30 جهاز طرد مركزي من نوع «آي آر-9»، التي يسهم إنتاجها لليورانيوم المخصب الضعيف التخصيب، في تسريع رفع مخزون البلاد.

كما أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية، أن بلاده صممت نموذجين جديدين لأجهزة الطرد المركزي المتطورة، أطلق عليهما «آي آر-9» و«آي آر-إس».

وأضاف أنه بدأ اختبار أحدهما باستخدام يورانيوم في شكل غاز، موضحاً أن إيران لم تعد تستخدم أي جهاز طرد مركزي من الجيل الأول (آي آر-1)، وهو النموذج الوحيد الذي سمح به اتفاق فيينا.

وانتهت أمس، مهلة الستين يوماً التي منحتها إيران في بداية سبتمبر لشركائها في اتفاق فيينا، لمساعدتها في تجاوز العقوبات الأمريكية، وأساساً تصدير نفطها.

وإذا لم يحصل تقدم في هذا المستوى من الدول الموقعة على اتفاق فيينا (روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا)، فإن «إيران ستدخل عملياً في المرحلة الرابعة من خفض التزاماتها في المجال النووي» اليوم (الثلاثاء)، بحسب ما أوردت وكالة ايسنا شبه الرسمية، دون الإشارة إلى مصدر، أو توضيح كيفية الإعلان عن هذه المرحلة الرابعة.

من جهته، قال الاتحاد الأوروبي إنه «أخذ علماً بإعلان طهران»، وحذر من أن دعم أوروبا لاتفاق فيينا، يبقى رهن «احترام إيران بشكل تام لالتزاماتها».

وأكدت الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديركا موغوريني، مجدداً «أن دعمنا رهن احترام إيران التام لالتزاماتها». وقالت «في هذه المرحلة، نسجل ما أعلنته طهران. نحن نعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتحقق من احترام إيران لالتزاماتها، وسنثق بتقييم الوكالة».

وأضافت «لم نفتأ نعبر عن انشغالنا، وسنواصل حض إيران على العودة عن هذه الإجراءات، بلا تأخير، والامتناع عن أي إجراء آخر من شأنه الإضرار بالاتفاق».

وقال وزير خارجية ألمانيا، هايكو ماس، إن إعلان إيران يهدد الاتفاق النووي مع القوى العالمية، ودعا طهران إلى العودة للاتفاق. وأضاف «أعلنوا في أوائل سبتمبر، أنهم لن يلتزموا بالاتفاق النووي، ونعتقد أن هذا غير مقبول». «إيران تخاطر من خلال ذلك بمستقبل الاتفاق النووي ككل».

 

 

الأكثر مشاركة