تعليقاً على لعب أردوغان بورقة اللاجئين.. سياسيون أوروبيون لـ«البيان»:

الاتحاد الأوروبي مطالب بالحسم في مواجهة تركيا

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ندد سياسيون أوروبيون بسياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اللعب بورقة اللاجئين للي ذراع دول الاتحاد الأوروبي وابتزازها، وإجبارها على التدخل لتخفيف الضغط الأمريكي على أنقرة، إلى جانب إخضاع أوروبا للجنوح نحو صف تركيا في المفاوضات الدائرة حالياً بشأن التنقيب غير المشروع لتركيا عن الغاز في منطقة الجرف الأصفر الواقعة في المياه الإقليمية القبرصية، وعدم استكمال مباحثات أوروبا لفرض عقوبات على أنقرة لمخالفتها القانون الدولي في شأن التنقيب عن الغاز، وأخيراً وقف مساعي حلف شمال الأطلسي «الناتو» لإلغاء عضوية تركيا في الحلف بسبب إتمام صفقة استيراد منظومة الصواريخ الروسية إس-400، مؤكدين لـ«البيان» أن هذا الابتزاز مرفوض وعلى دول الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية تحديداً التصدي له والبحث عن تدابير ناجعة لوقف موجات تدفق اللاجئين، ليس من جهة الحدود التركية الأوروبية فحسب، ولكن أيضاً من الشواطئ الليبية، التي تسيطر ميليشيات تركيا على أغلبها وتستغلها سلاحاً في مواجهة أوروبا.

ابتزاز

وقال هانس لوف، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني- حزب الحكومة- أن أنقرة أعلنت عن سياسة تندرج تحت مضمون مفاده «استخدام أردوغان للاجئين سلاحاً مسلطاً ضد الاتحاد الأوروبي لمساومته وابتزازه»، من أجل التهرب من العقوبات الأمريكية المرتقبة، بسبب استيراد أنقرة لمنظومة الصواريخ الروسية إس-400، والعقوبات الأوروبية بسبب تحدي أردوغان للقانون الدولي والقيام بعمليات تنقيب في المياه الإقليمية القبرصية، وبالتالي هدد أردوغان ومسؤولوه بإطلاق ملايين اللاجئين المقيمين في تركيا عبر الحدود مع «رومانيا، ومقدونيا، واليونان، وبلغاريا»، مستغلاً ضعف الرقابة الحدودية وقلة الإمكانات في تلك الدول، وهو أمر يجب ألا تقبله أوروبا، كونه يصنع من تركيا إيراناً جديدة في المنطقة، ولن تقف ابتزازات تركيا عند سحب المال والبقاء عنوة في حلف الناتو وإجبار الاتحاد الأوروبي على دعم تركيا اقتصادياً للخروج من الأزمة التي تمر بها، بل سيمتد إلى أبعد من ذلك.

لعب متعدد

من جهتها، قالت ريبيكا لونج بيلي، عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال المعارض والعضو في حكومة الظل البريطانية، إن أنقرة ترفض منذ فترة الامتثال لاتفاقية بروكسل عام 2016 بوقف تدفق اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي مقابل الدعم المالي، ويتحدث وزير الخارجية التركي منذ فترة عن حاجة أنقرة لمزيد من الدعم المالي لمواجهة زيادة أعداد اللاجئين في تركيا، ومواجهة المشكلات الناجمة عن تكدسهم في تركيا، كما طالب جاويش أوغلو من بروكسل لعب دور الوسيط في المفاوضات بين تركيا وقبرص، وعدم الانحياز إلى جانب الأخيرة، كما طالب بدعم الاتحاد الأوروبي لمواجهة الأزمة الاقتصادية وانخفاض الليرة التركية والركود الاقتصادي، وإلا بحسب ما أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، فإن أوروبا لن تصمد أمام موجات المهاجرين 6 أشهر.

وبحسب تقارير استخباراتية، استغلت تركيا السواحل الليبية وخاصة «مصراته وطرابلس»، التي يسيطر عليها أتباع النظام التركي في ليبيا، لإطلاق سفن المهاجرين نحو أوروبا ورقة ضغط، والتلاعب بالمهاجرين المقيمين في تركيا من جهة أخرى، لابتزاز المال والمواقف السياسية، وشددت لونج بيلي أن على الاتحاد الأوروبي أن يواجه هذه السياسة بحزم.

تعليق المفاوضات

وأكد أتييان بورغا، عضو اللجنة العليا بحزب الجبهة الوطنية الفرنسي «المعارض» والبرلماني السابق، أن الاتحاد الأوروبي، أقر بتعليق المفاوضات حول اتفاق النقل الجوي الشامل، ووقف اجتماعات مجلس الشراكة، والاجتماعات رفيعة المستوى مع تركيا، بالإضافة إلى تخفيض المساعدات لتركيا خلال عام 2020، بقيمة 146 مليون دولار، من مبالغ تابعة لصناديق أوروبية، من إجمالي المبلغ المقدر بنحو مليار و400 مليون يورو التي كان قد أقرها الاتحاد الأوروبي عام 2016 لدعم برامج الصحة والحماية والدعم الاجتماعي الاقتصادي، والبنية التحتية البلدية.

لا سيما أن الدعم البالغ 6 مليارات يورو، الذي قدم لتركيا عام 2016 مقابل إيقاف تدفق اللاجئين نحو أوروبا، لم يتبين للاتحاد أوجه إنفاقه حتى اليوم، وتحوم حوله شبهات الفساد، ورغم ذلك تطلب تركيا دفعات جديدة لمواجهة أزماتها الاقتصادية، في الوقت الذي تهدد فيه بإطلاق اللاجئين، واعتبر بورغا أن هذا أمر يجب ألا يستمر تحت أي ظرف، ويجب وقف هذه التدفقات وتوجيهها لدعم دول العبور «رومانيا، ومقدونيا، واليونان، وبلغاريا» لتأمين حدودها في مواجهة المهاجرين والمتسللين.

Email