اعتقال 13 مشتبهاً سريلانكياً وإعلان حالة الطوارئ وغمـوض حـول الجهـة المنفذة

215 قتيلاً و450 جريحاً في 8 هجمات متتاليـة استهدفت كنائس وفنادق

دمار كبير داخل كنيسة نيغومبو | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

صحا شعب سريلانكا، أمس، على أسوأ سلسلة تفجيرات انتحارية تشهدها الجزيرة منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل عشرة أعوام.

وقُتل 215 شخصاً على الأقل، وجُرح أكثر من 450 آخرين، أمس، في ثمانية اعتداءات استهدفت كنائس وفنادق فخمة، حيث أقيمت قداديس بمناسبة عيد الفصح في سريلانكا. وذكرت التقارير أن التفجيرات الستة الأولى وقعت خلال فترة قصيرة في الصباح لدى بدء القداسات في الكنائس. وقال الناطق باسم الشرطة أن هذه الحصيلة تأخذ في الاعتبار ضحايا الانفجارات الثمانية التي وقعت في الجزيرة. ويُعتقد أن انتحاريين نفّذوا اثنين من الاعتداءات.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات، إلا أن الحكومة أعلنت اعتقال ١٣ سريلانكيا، وأنه يجري التحقيق فيما إذا كانت لهم «علاقات خارجية».

وعثرت السلطات في سريلانكا على شاحنة يشتبه في نقلها منفذي الهجمات. وأفاد موقع «دلي موريرو» المحلي أن الشرطة عثرت على الشاحنة في منطقة ويلواتا، قرب العاصمة كولومبو.

وأعلنت السلطات السريلانكية منعاً للتجول فوراً، وتعطيل شبكات التواصل الاجتماعي لمنع نشر «أنباء غير صحيحة وكاذبة» بعد التفجيرات.

ووقعت ثمانية انفجارات في الجزيرة، ستة منها في الصباح وانفجاران بعد الظهر.

محاولة منسقة

وقعت الهجمات الأولى التي أعلن عنها في كنيسة القديس أنطونيوس في كولومبو وفي كنيسة نيغومبو. وكتبت كنيسة سان سيباستيان في نيغومبو على صفحتها في «فيسبوك»: «اعتداء على كنيستنا، نرجوكم أن تساعدونا. ندعوكم إلى المجيء لمساعدتنا إذا كان أفراد من عائلتكم هنا». قُتل 67 شخصاً في هذه الكنيسة.

واستهدفت التفجيرات ثلاثة فنادق فخمة مطلة على البحر، ما أدى إلى مقتل 64 شخصاً على الأقل. وفي بلدة نيغومبو الواقعة شمالي كولومبو، و25 آخرون في كنيسة باتيكالوا المدينة الواقع شرقي البلاد، بحسب المصدر.

وبعد ساعات، وقع انفجاران آخران في ضاحيني ديهيوالا، حيث قتل شخصان على الأقل في انفجار في فندق رابع، وفي أوروغوداواتا قام انتحاري بتفجير نفسه، ما أدى إلى مقتل ثلاثة شرطيين خلال عملية بحث في منزل.

والفنادق التي استهدفت في كولومبو هي شانجراي-لا وكينجسبري وسينامون جراند وتروبيكال إن. وقال شاهد لتلفزيون محلي إنه رأى بعض الأشلاء، ومنها رأس مقطوعة على الأرض إلى جانب فندق تروبيكال إن.

في فندق «سينامون غراند» الفخم، فجّر انتحاري نفسه بين نزلاء كانوا مصطفين لدخول مطعم في المبنى في عيد الفصح. وقال موظف إن الانتحاري «ذهب إلى أول الصف وقام بتفجير نفسه». وأضاف أن «بين الذين قتلوا على الفور مدير (في الفندق) كان يستقبل الزبائن». ووصف الوضع بأنه «فوضى كاملة»، بينما ذكر مسؤولون آخرون في الفندق أن الانتحاري مواطن سريلانكي استأجر غرفة منذ السبت. وفي فندق شانغري لا القريب، لوحظت أضرار كبيرة في مطعم في الطابق الثاني. فقد كسر زجاج نوافذه بينما تدلت أسلاك الكهرباء من سقفه.

تحذير مسبق

وكان قائد الشرطة الوطنية بوجوث جاياسوندارا حذر، قبل عشرة أيام، من أن حركة إسلاموية متطرفة تدعى «جماعة التوحيد الوطني» تخطط «لهجمات انتحارية على كنائس مهمة وعلى المفوضية العليا الهندية». وكانت هذه الجماعة عُرفت العام الماضي بسبب أعمال تخريب طالت تماثيل بوذية.

وفي وقت لاحق، أقر ويكريميسينغه بوجود «معلومات» عن هجمات محتملة، وأنه «يجب أن نحقق كذلك في سبب عدم اتخاذ احتياطات كافية». إلا أنه أكد أن أولوية الحكومة الأولى ستكون «اعتقال الإرهابيين». وتابع: «أولاً وقبل كل شيء علينا أن نضمن أن لا يرفع الإرهاب رأسه في سريلانكا».

اجتماع طارئ

وكتب وزير الإصلاحات الاقتصادية هارشا دي سيلفا في تغريدة «اجتماع طارئ خلال دقائق وعمليات الإنقاذ جارية». وتحدث عن «مشاهد رعب» في كنيسة القديس أنطونيوس وفندقين استهدفا وقام بتفقدهما.

وكتب على «تويتر»: «رأيت أشلاء مبعثرة في كل مكان»، مشيراً إلى سقوط «العديد من الضحايا بينهم أجانب». وناشد المواطنين: «أرجوكم حافظوا على هدوئكم وابقوا في الداخل». وقال المتحدث باسم الشرطة روان جوناسيكيرا للصحافيين: «إجمالاً لدينا معلومات من جميع المستشفيات عن وجود ٢١٥ قتيلاً. ووفقاً للمعلومات الواردة حتى الآن، فإن هناك 450 مصاباً في المستشفيات». واعلنت الشرطة حالة الطوارئ.

Email