استطلاع «البيان »: أوروبا والاتفاق النووي.. سيناريوهات مفتوحة

أظهرت 3 استطلاعات للرأي أجرتها «البيان» على موقعها الإلكتروني وعلى حسابيها في «تويتر» و«فيسبوك» تبايناً لدى المستطلعة آراؤهم بشأن انسحاب أوروبا من الاتفاق النووي الإيراني، إذ رجح 33 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع "البيان" الإلكتروني أن تحذو أوروبا حذو الولايات المتحدة، وهو ما ذهب إليه 98 في المئة من المستطلعة آراؤهم في «توتير» و57 في المئة من المستطلعة آراؤهم في فيسبوك، بالمقابل، أعرب 67 في المئة من المستطلعة آراؤهم في الموقع من أن أوروبا لن تنسحب من الاتفاق النووي وهو ما أيده 2 في المئة فقط من المستطلعة آراؤهم بتويتر و43 في المئة من المستطلعة آراؤهم في فيسبوك.

وفي قراءة لنتائج الاستطلاعات الثلاثة يرى الباحث والخبير بالشأن الإيراني علاء السعيد، أن «مصالح أوروبا تظل مع الولايات المتحدة، وعليه فإن أوروبا على ما يبدو تحاول أن تجد مخرجاً للضغوط الشديدة من الجانب الأمريكي على أوروبا ربما تجعلها في النهاية ترضخ وتستجيب للموقف الأمريكي من إيران بشكل عام».

تبادل أدوار
لكنّه في الوقت ذاته يُشير إلى وجهة نظر أخرى تتبنى الرأي القائل بأن الخلاف بين أوروبا والولايات المتحدة فيما يتعلق بالموقف من الاتفاق النووي ما هو إلا شكل من أشكال «تبادل الأدوار بين الطرفين»؛ على أساس محاولة إيجاد مخرج لإيران، ما بين طرف يُمارس ضغوطاً ممثلاً في الولايات المتحدة، وطرف آخر موقفه معاكس للموقف الأمريكي.

واستشهد للتأكيد على ذلك بالقناة المالية الجديدة التي أعلنت عنها أوروبا للتجارة مع إيران، والتي هي في صالح إيران، ولربما لإيجاد مخرج لها. ويعتقد السعيد بأن أزمة الاتفاق النووي ربما في وقت قريب تُحسم، انطلاقاً من التفاهمات التي تتم بين أمريكا وإيران وإسرائيل عن طريق وساطات مختلفة.

من جهته، يرى الباحث بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية محمد خيري أن أمر انسحاب أوروبا من الاتفاق النووي سيتوقف على مدى الجهد الأمريكي المبذول فيما يخص إقناع أوروبا بالتخلي عن تمسكها بالاتفاق النووي مع إيران، مشدداً على أن واشنطن عليها أن تفتح السوق أمام الاستثمارات الأوروبية.. أعتقد لو أن واشنطن منحت الجانب الأوروبي مزايا استثمارية فقد تُعلن دول أوروبا خلال الفترة المقبلة عن انسحابها.

يعزز ذلك – في تصور خيري - أن «الآلية المشتركة التي أقرها الاتحاد الأوروبي لتهدئة روع إيران، تظل تفاصيلها الكاملة غامضة حتى الآن، علاوة على أن هذه الآلية تخدم الشركات الصغيرة والمتوسطة ولا تخدم الشركات الكبرى، وتأتي في خطٍ متوازٍ مع التهديدات الأمريكية بفرض المزيد من العقوبات على الشركات المتعاملة مع إيران، ومن ثمّ كل هذه الأمور لن تُنجح الآلية الاقتصادية المشتركة، ولن تُنجح التعامل الأوروبي مع إيران التي يواصل اقتصادها النزيف»؛ وعليه يراهن خيري على مزايا أمريكية لأوروبا كي تلجأ أوروبا للانسحاب من الاتفاق والتخلي عن موقفها.

خلافات عميقة
أما عضو مجلس النواب الأردني، محمد ارسلان فأكد أنّ هنالك خلافات عميقة بين الولايات المتحدة وأوروبا. فالأخيرة تبحث عن هوية سياسية خاصة بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد، وتحاول إيجاد ترابطات سياسية وثقافية قوية. ولهذا لن تتخلى عن الاتفاق النووي مع إيران إضافة إلى عدم تخليها عن مصالحها مع الروس والصين وغيرهم.

وأضاف: كان هنالك محاولات لتغيير اتجاه الأوروبيين عبر مؤتمر وارسو، ولكن هذا المؤتمر لم يأت بالنتائج التي تتأملها الولايات المتحدة، لذلك انعقد مؤتمر ميونيخ للسياسات لمناقشة أهم القضايا.

وتم التأكيد مجدداً من الجانب الأمريكي على أهمية انسحاب الأوروبيين من الاتفاق النووي والانضمام للولايات المتحدة.

ومن جهته أشار المحلل السياسي د. محمد البشير إلى أن انسحاب أوروبا من الاتفاق النووي أمر غير متوقع، وليس بهذه السهولة. فهنالك صراع قديم جديد غير معلن بين أوروبا والولايات المتحدة في العلاقات السياسية، رغم وجودهم في حلف الشمال الأطلسي (الناتو).

وحاولت أوروبا أن تنفرد بخصوصية علاقاتها وإثبات حضورها في المنطقة، والاتفاق مع إيران حول الملف النووي بأبعاده المختلفة يجسد مصلحة أوروبية متعددة الأشكال، من أهمها مصالح اقتصادية وأخرى من الناحية الأمنية.