عقد من تولي السلطة شهد نمو اقتصاد البلاد وانتشالها من الفقر

الشيخة حسينة.. أيقونة بنغلاديش والمرأة الحديدية

ت + ت - الحجم الطبيعي

إنها «والدة الإنسانية» التي آوت الروهينغا بالنسبة لمحبّيها، ومجرّد أوتوقراطية زاحفة نحو السلطة، سجنت معارضيها وكمّت أفواه المنشقين لكارهيها، لكنها الشيخة حسينة واجد المرأة التي وصفتها معظم الصحافة العالمية بالقائدة التي تحولت من أيقونة إلى امرأة حديدية، وجعلها انتصارها الساحق الأخير في انتخابات بلادها بنغلاديش رئيسة الوزراء الأطول ولايةً.

وتلقت الشيخة حسينة عقب الانتخابات العامة الـ11 في بنغلاديش تهنئة الكثير من رؤساء وقادة العالم، أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء الهند نارندرا مودي. وأكدت أن تصويت الناس كان بسبب رؤيتهم الرمز كما في العام 1970، وليس المرشح، مؤكدة أن إعادة انتخابها يمثل فرصة عظيمة لخدمة البلاد وتحقيق أحلام والدها المؤسس وإنهاء المهام غير المكتملة. كما أشارت في حديث لها عقب الفوز أمام حشد من المراقبين الأجانب والصحفيين أنها ستكون رئيسة وزراء الكل، وأنها ستجعل على سلم أولوياتها المضي في تنمية الاقتصاد وتحسين حياة الناس، وأجابت عن سؤال آخر بالتأكيد أن حزبها العوامي يكره الانتقام، وأن الناس تريد العيش بسلام بعيداً عن العنف.

بطلة سياسية

الشيخة حسينة ذات السنوات الواحدة والسبعين ابنة مؤسس بنغلاديش وأول رؤسائها تؤكد في عدد من المقابلات والأحاديث الصحفية أنها كبرت في ظل الخوف بسبب عمل والدها السياسي، إلا أنها دخلت غمار السياسة مبكراً بصورة البطلة ومن بوابة حزب العوامي، الذي انتخبت رئيسة له في فبراير 1981 من المنفى ولم تتمكن من العودة إلا في مايو من العام نفسه.

تحصد ثناء مؤيديها لإشرافها على امتداد عشر سنوات على التنمية الاقتصادية للبلاد الفقيرة في جنوب آسيا المعروفة بكثرة فيضاناتها وأعاصيرها. كما يساندها الشعب في القضاء على ظاهرة التطرف الإسلامي، والمحاكمات التي أطلقتها لمحاسبة مرتكبي جرائم حرب الاستقلال عام 1971. أما المعارضون فيتهمونها بزج منافستها خالدة ضياء في السجن على خلفية تهم سياسية، وبتنظيمها اعتقالات بالجملة وحوادث إخفاء قسرية وسن قوانين جائرة مناهضة لحرية الإعلام بهدف التمسك بالسلطة.

الشيخة حسينة، التي تتولى زمام السلطة منذ العام 2008 شاهدة على النمو الاقتصادي لبلادها، لا سيما أن بنغلاديش ستنتقل في عهدها من الدول الأقل تطوراً إلى أمة ذات معدل دخل متوسط. أما نسبة الفقر فقد انخفضت إلى 20%، وأصبح نحو 90% من سكان البلاد البالغ عددهم 165 مليون نسمة ينعمون بالكهرباء.

وتحصد الشيخة حسينة كذلك ثناء المعجبين لتشريعها أبواب بنغلاديش أمام نحو مليون من اللاجئين الروهينغا الفارين من تعسّف غرب ميانمار. كما استحقت تصفيق دول الغرب لسماحها للاجئين البقاء في مخيمات شمال شرق بنغلاديش، فيما يصر المؤيدون على حصولها على جائزة نوبل للسلام.

محاولات اغتيال

نجت الشيخة حسينة من حادثة الاغتيال التي أودت بحياة عائلتها حيث كانت في ألمانيا مع أختها. وتعرضت شخصياً لعدد من المحاولات التي استهدفتها، ونجحت في إفقادها السمع جزئياً عام 2004.

تخرجت الشيخة حسينة في جامعة داكا عام 1973، وحصلت على عدد كبير من الأوسمة والميداليات وشهادات الدكتوراه الفخرية في بنغلاديش والخارج على الرغم من اعترافها أنه لم يكن يسمح لها في إحدى الفترات من الذهاب للمدرسة لأنه كان عليها أن تجتاز القناة عبر جسر خشبي، حيث كانت تخشى الوقوع عن الجسر والسقوط في النهر. كما أنها مؤلفة عدداً من الكتب وبطلة فيلم وثائقي صدر عام 2018 بعنوان «حسينة: حكاية ابنة».

Email