أوروبا تتوحد في الدفاع عن كييف وتتهم موسكو بالعدائية

تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه كييف وموسكو أسوأ أزمة منذ سنوات فيما طالبت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون، أمس، بالإفراج عن السفن الأوكرانية الثلاث التي احتجزتها روسيا بعد إطلاق النار عليها بالقرب من شبه جزيرة القرم.

واحتجزت روسيا سفينتين حربيتين مصفحتين وسفينة جر، أول من أمس، بعد اتهامها بدخول المياه الروسية بشكل غير شرعي قبالة ساحل القرم في بحر آزوف.

ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن تاتيانا موسكالكوفا مفوضة حقوق الإنسان الروسية قولها إن روسيا تحتجز 24 بحاراً أوكرانياً.

ووضع الجيش في حالة تأهب عليا كما صوت البرلمان على طلب من الرئيس بترو بوروشينكو لفرض الأحكام العرفية لمدة 60 يوماً. وعقد بوروشينكو اجتماعاً لحكومته العسكرية واقترح فرض الأحكام العرفية «لضمان أمن وسلامة المواطنين».

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة الأزمة. وأخفقت روسيا، خلال الجلسة، في تصنيف الاشتباكات على أنها تمثل انتهاكاً لسيادة موسكو. وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من بين الدول التي صوتت ضد محاولة موسكو لعقد اجتماع حول «انتهاك حدود الاتحاد الروسي».

واستمر الاجتماع في إطار بند منفصل على جدول الأعمال اقترحته كييف. واتهم حلفاء أوكرانيا الغربيون روسيا باستخدام القوة دون مبرر، فيما دعت كييف شركاءها إلى فرض مزيد من العقوبات على موسكو.

كما دعا حلف شمال الأطلسي إلى لقاء طارئ لبحث الحادث، فيما اقترح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن برلين وباريس يمكن أن تقوما بجهود وساطة.

تلويح بعقوبات

وقال وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين للصحافيين في كييف «هذه أعمال عدائية مخططة من قبل الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا. سنطالب (في مجلس الأمن) بالإفراج الفوري عن بحارتنا وتحرير سفننا».

وأشار إلى أن محادثات تجري مع الاتحاد الأوروبي وغيره حول فرض مزيد من العقوبات على روسيا.

وأصرت موسكو أن اللوم يقع على كييف. وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «الجانب الروسي تصرّف بشكل يتطابق تماماً مع القوانين، القانون الدولي والقانون الداخلي في آنٍ معاً»، مشيراً إلى أن «الأمر يتعلق بـانتهاك سفن حربية أجنبية المياه الإقليمية لروسيا الاتحادية».

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهته، أوكرانيا بانتهاك القانون الدولي عبر «أساليب خطيرة شكلت تهديدات ومخاطر على حركة عبور السفن الطبيعية في هذا الممر البحري» معتبراً الأمر «استفزازاً صريحاً».

واندلعت الأزمة عندما كانت السفن الأوكرانية تمر في مضيق كيرتش المؤدي إلى بحر آزوف من البحر الأسود، والذي تستخدمه أوكرانيا وروسيا. وقالت أوكرانيا أن سفينة تابعة لحرس الحدود الروسي صدمت سفينة جر أوكرانية وبعد ذلك أطلقت النار على السفن وشلت حركتها.

وأضافت أن مضيق كيرتش أغلق بناقلة نفط وأن طائرات الجيش الروسي كانت تحلق فوق البحر. واتهم جهاز «اف اس بي» الأمني الروسي المشرف على قوات الحدود، السفن الأوكرانية بـ«انتهاك الحدود».

وقالت أوكرانيا إن ستة من بحارتها أصيبوا وإن إصابة اثنين منهما خطيرة. بينما قال جهاز «اف اس بي» أن ثلاثة فقط أصيبوا بجروح غير خطيرة وتلقوا علاجاً طبياً.

دعم أوروبي

وسارعت العديد من العواصم الأوروبية إلى دعم كييف. وكتب رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك على تويتر «أدين استخدام روسيا للقوة في بحر آزوف»، مضيفاً أن «السلطات الروسية يجب أن تعيد البحارة والسفن الأوكرانية والامتناع عن أي استفزاز جديد».

وعبّر سفراء فرنسا وبريطانيا والسويد وبولندا وهولندا، في بيان مشترك، عن «مخاوفهم من تصاعد التوتر الأخير في بحر آزوف ومضيق كيرتش»، وحضوا روسيا على إطلاق سراح البحّارة الأوكرانيين وإعادة السفن المحتجزة. وأكّدت فرنسا أنّها لا ترى «مبرراً ظاهراً في استخدام روسيا القوة» ضد السفن الأوكرانية.

كما قال الناطق باسم الحكومة البريطانية أن «الحادث يوفر مزيداً من الأدلة على سلوك روسيا المزعزع لاستقرار المنطقة»، بينما اتهم وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت روسيا بازدراء الأعراف الدولية والسيادة الأوكرانية.

Email