واشنطن: نستهدف النظام الإيراني وليس الشعب

طهران تبدأ السير على شوك العقوبات الأميركية

إيراني في محل للصرافة حيث تشمل العقوبات المعاملات المالية | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع دخول الحزمة الثانية من العقوبات على إيران حيز التنفيذ اليوم (الاثنين)، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن العقوبات التي ستعيد بلاده فرضها على إيران تستهدف النظام في طهران وليس الشعب الإيراني. وقال بومبيو في تغريدة عبر حسابه بموقع «تويتر»: «في الخامس من نوفمبر نفرض عقوبات قاسية على النظام الحاكم في إيران»، مشدداً على أن «هدفنا هو إلزام إيران بالتخلي عن أنشطتها التدميرية».

وأكد أن «هذه العقوبات كان لها بالفعل تأثير هائل»، مضيفاً أن سياسة ترامب المتمثلة في «أقصى قدر من الضغط سيتم تنفيذه بالكامل اعتباراً من (اليوم) الاثنين».

تغيير سلوك

وقال بومبيو إن الإدارة الأميركية مصممة على «تغيير سلوك النظام الإيراني»، وبخاصة دعمه للجماعات الإرهابية مثل حزب الله.

وتحدث بومبيو في برنامج «فيس ذي نيشن» على شبكة «سي بي إس» قائلاً، إنه واثق من أن إيران لن تستأنف برنامجها النووي مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.

ومن المتوقع أن يقدم بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوشن مزيداً من التفاصيل بشأن العقوبات في مؤتمر صحافي اليوم.وحذر بومبيو شبكة «سويفت» للتحويلات المالية بأنها ستخضع لعقوبات إذا قدمت خدمات مراسلة مالية للمؤسسات المالية الإيرانية الخاضعة للعقوبات. وأضاف أن ثماني دول ستحصل على إعفاءات مؤقتة من العقوبات التي تفرضها بلاده على النفط الإيراني، من دون أن يسميها. وأضاف: «إن العقوبات ستستهدف النظام، وليس الشعب الذي عانى من سوء إدارة حكومته ومن السرقات والوحشية».

وكان ترامب أعلن أنه على استعداد للقاء قادة طهران للتفاوض بشأن اتفاق شامل على أساس تلبية 12 شرطاً، أبرزها فرض قيود أكثر تشدداً على القدرات النووية الإيرانية مما هو وارد في اتفاق عام 2015، وفرض قيود على انتشار الصواريخ الباليستية الإيرانية، وإيقاف «النشاطات الإيرانية المزعزعة للاستقرار» في العديد من دول الشرق الأوسط مثل سوريا واليمن ولبنان.

ونشر ترامب، على حسابه الرسمي بصفحته الرسمية في «تويتر»، صورة تحاكي ملصق المسلسل الأميركي الشهير «صراع العروش». ودوّن على الملصق عبارة «العقوبات قادمة في 5 من نوفمبر» التي اقتبسها من الجملة الدعائية للمسلسل «الشتاء قادم».

ولم تمر ساعات طويلة حتى جاء الرد الإيراني عن طريق حساب إنستغرام منسوب لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، ونشر الحساب ملصقاً يحمل صورة سليماني تحت عنوان «سأقف بوجهك».

قطاعات عديدة

وستسري العقوبات الأميركية على قطاعات عدة، أبرزها يقع على أي معاملات متعلقة بالنفط الإيراني، سواء مع شركة النفط الإيرانية الوطنية أو أي شركات إيرانية أخرى، وتتضمن شراء النفط، والمنتجات البترولية، والبتروكيماويات.كما تتضمن العقوبات الأميركية عمليات الموانئ الإيرانية، وقطاعي النقل البحري، وبناء السفن، لتتضمن الخطوط الإيرانية للنقل البحري، والخطوط الإيرانية الجنوبية للشحن البحري وشركاتها التابعة.

واعتباراً من اليوم، ستعاقب الولايات المتحدة أي مؤسسات أجنبية تتعامل مع البنك المركزي الإيراني، أو المؤسسات المالية الإيرانية، كما تفرض عقوبات شاملة على خدمات التحويلات المالية، وتطال العقوبات أيضاً خدمات التأمين وإعادة التأمين، وعقوبات على قطاع الطاقة الإيراني.

الشريحة الأولى

وكانت واشنطن أعادت فرض الشريحة الأولى من العقوبات في أغسطس الماضي. أما العقوبات الجديدة فهي تعني منع كل الدول أو الكيانات أو الشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأميركية في حال قررت المضي قدماً بشراء النفط الإيراني أو مواصلة التعامل مع المصارف الإيرانية.وشملت العقوبات طائرات الركاب، والصادرات الغذائية الإيرانية، وامتدت إلى صادرات السجاد الإيراني الذي يستوعب نحو 2.5 مليون فرصة عمل، وشهد إقبالاً بالسوق الأميركي في العامين الأخيرين.

أميركا ستراقب ناقلات النفط الإيرانية بتكنولوجيا متطورة

أفاد تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت غورنال» الأميركية، أن الولايات المتحدة ستعتمد على التكنولوجيا المتطورة لمراقبة حركة ناقلات النفط الإيرانية. وقالت الصحيفة إن واشنطن تعتزم الاستعانة بشركات تستخدم أقماراً صناعية لرصد حركة ناقلات النفط الإيرانية ومحاولتها التحايل على العقوبات.وحسب التقرير، ترمي الخطط الأميركية إلى الاستعانة بشركات لرصد حركة ناقلات النفط الإيرانية، وبالتالي لن تجدي محاولات إخفائها عبر تغيير أعلام بلد المنشأ أو إطفاء إشاراتها اللاسلكية.

ومع بدء الحزمة الجديدة من العقوبات ستصطدم حيل تحويل تلك الناقلات إلى سفن أشباح بعقبات، إذ ستعتمد الولايات المتحدة على شركات متخصصة تقدم بيانات مراقبة من خلال أقمار صناعية تجري مسحاً يومياً لأهم طرق الشحن النفطية في العالم.

وسائل الذكاء

وسيتم استخدام وسائل الذكاء الاصطناعي لحساب المسافة التي قطعتها السفينة وسرعتها لمعرفة ما إذا أوقفت بث جهازها اللاسلكي، ذلك أن السفن ترسل إشارات لاسلكية تسمى أنظمة التعرف الآلي للمساعدة على تجنب الاصطدام، والسماح للمنقذين بتحديد أماكن السفن المتعثرة.وستوظف الشركات المتخصصة أدق التفاصيل، ومن بينها الظلال، لرصد مقدار الحمولة على متن السفن وما إذا جرى تفريغها.

وبين تلك الشركات «كيروس» ومقرها باريس، وتعتمد الشركة على برنامج المراقبة الأوروبي «كوبرنيكوس»، الذي تأسس عام 2014، ويقوم على تحديث صور مساحات واسعة من مياه المحيط بشكل مستمر.

Email