بروفايل

السيناتور المتمرد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن لجون سيدني ماكين الثالث إلا ربّ عمل واحد على مدى مسيرته المهنية البارزة والمضطربة - الولايات المتحدة الأميركية. ويبدو أنه تقليد عائلي، إذ إن ماكين هو سليل مباشر، كما يقول، لقائد في جيش جورج واشنطن خلال حرب الاستقلال الأميركية.

وعلى غرار والده وجدّه قبله، وهما أدميرالان بأربعة نجوم يحملان كذلك اسم جون ماكين، عاش في خدمة بلاده، كطيار حربي في البحرية الأميركية، ومن ثم كنائب في الكونغرس حتى وفاته السبت عن عمر 81 عاماً بسرطان الدماغ.

وكان ليصبح هو كذلك أدميرالاً لو أن صاروخ أرض-جو سوفييتي الصنع لم يضرب طائرته من طراز «إيه-4 سكاي هوك» أثناء تحليقه فوق هانوي في 26 أكتوبر 1967. ونجا ماكين بنفسه حيث هبط بمظلة في بحيرة صغيرة وسط المدينة، لتستقبله عصابة غاضبة كانت على وشك قتله. وتعرض ذراعاه وركبته اليمنى إلى كسور شديدة، وبقي ماكين أسير حرب أكثر من خمس سنوات، وأطلق سراحه عام 1973.

محطات وعقبات

وبعد عدة سنوات من عمله منسقاً خاصاً للبحرية في مجلس الشيوخ، انتقل ماكين إلى أريزونا، التي تنتمي إليها زوجته الثانية، ليفوز بمقعد في مجلس النواب الأميركي عام 1982. وكبرت طموحاته فصعد سريعاً إلى مجلس الشيوخ، ليمكث فيه 30 عاماً. ولطالما برز ماكين بصورة الجمهوري المتمرد حيث تحدى حزبه بشأن قضايا تتراوح من إصلاح تمويل الحملات الانتخابية إلى الهجرة.

وكان ماكين غير التقليدي والمزدري للسلطة والمتعجرف أحياناً هو ذاته الذي قرر خوض انتخابات عام 2000 الرئاسية، وفشل عندها إلا أنه انتزع في النهاية الشعلة الجمهورية من بوش الذي تراجعت شعبيته بشكل كبير. وفي 2008، فاز بالترشح للرئاسة.

ومع اقترابه من البيت الأبيض، اتخذ قراراً مثيراً للجدل، إذ اختار حاكمة ألاسكا التي لم يكن يعرف عنها الكثير ساره بالين كنائب رئيس خلال الانتخابات. وسمح القرار ببروز «حزب الشاي (تي بارتي)» وصعود الشعبوية التي تجسدت لاحقاً بالرئيس الحالي دونالد ترامب. وهيمن الديمقراطي باراك أوباما آنذاك على المشهد ليخسر ماكين للمرة الثانية.

قوائم موسكو

وبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، أدرجت موسكو اسمه على قائمة سوداء أعدتها للرد على العقوبات التي قادتها الولايات المتحدة. وعلّق هو على ذلك بالقول: «أعتقد أن هذا يعني أنني لن أتمكن من قضاء عطلة الربيع في صربيا». وعلا صوت ماكين عندما تعلق الأمر بروسيا وسوريا، لكنه كان في الواقع جنرالاً لا يملك جيشاً.

ومن بين الأوسمة التي تقلدها مكين ثلاثاً من ميداليات النجمة البرونزية، ونال وسام القلب الأرجواني مرتين، ووسام الاستحقاق مرتين، ووسام النجمة الفضية وصليب الطيران المتميز.

Email