تقارير «البيان»

الاستراتيجية الأميركية خريطة طريق لردع إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجمع محللون سياسيون على أنّ إعلان استراتيجية أميركية جديدة للتعامل مع إيران، والمفترض أن يكشف عنه اليوم، يمثل خريطة طريق خاصة بعد الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015. وتتمثل أساسيات هذه الاستراتيجية في التركيز على ثلاثة محاور رئيسية من أهمها كيفية تضييق الخناق على إيران من الناحية الاقتصادية من خلال فرض العقوبات، إلى استهداف أذرع إيران في المنطقة والحدّ من نفوذها من خلال العودة إلى قواعد الاشتباك العسكري الأميركيّ مع الملفَّات المفتوحة في الدول المختلفة.

ويرجح المحللون لـ«البيان» في أن الدول العربية سيكون لها دور فاعل في تنفيذ هذه الإستراتيجية، كونها الدول الأكثر تضرراً من هذا التوسع الإيراني. وأن إيران في إطار تلك التكتيكات المعقدة ستكون بصدد مواجهة صعبة، ستزيد من الارتباك الداخلي الذي تعيشه مؤخراً، إضافة إلى خطر فقدان حلفاء مهمين كدول الاتحاد الأوروبي.

وقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن الوزير مايك بومبيو سيعلن استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران، سيوضح من خلالها رؤية الولايات المتحدة حول كيفية مواجهة برنامج إيران النووي وأبعاده العسكرية. هذا وقد قام بومبيو بعدد من المحادثات مع الحلفاء لإقناعهم في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا بالضغط على إيران للعودة إلى المفاوضات.

رهانات متعددة

من جانبه، يعتقد الخبير والمحلل الاستراتيجي، د. عامر السبايلة، في أن هذه الاستراتيجية تهدف في النهاية إلى الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة. وفي المرحلة الأولى سيكون التركيز على الواقع الاقتصادي، من خلال فرض العقوبات ومراقبة المداخل الاقتصادية الإيرانية. والمحور الثاني يتجسد في وضع آلية تبين كيفية التحرك مع حلفاء إيران في المنطقة مثل تنظيم حزب الله وغيرها. وثالثاً التركيز على الوجود الإيراني في سوريا.

ويشير المختص في الشأن الإيراني، علي عبيدات، إلى أن إيران في ظل المتغيرات الأخيرة تعيش حالة من الرهان بالذات على دول الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، فهي تسعى جاهدةً إلى وقوفهم إلى جانبها. علاوة على حالة القلق من الداخل الإيراني، فهي تواجه ضغوطات مختلفة داخلية وخارجية من أبرزها إسرائيل التي لم تمنح إيران فرصة أمام المجتمع الدولي للرد على التداعيات الأخيرة، إضافة الى تغير وجهة نظر الاتحاد الأوروبي الذي أدان تصرفاتها ضد إسرائيل.

دول عربية

الخبير الاستراتيجي، د. أيمن أبو رمان يؤكد أن الإدارة الأميركية السابقة أخطأت في تقييم الموقف الإيراني، وتأتي الاستراتيجية الجديدة لتصويب التوجه الأميركي. فهم أدركوا في أن إيران لها باع طويل في البرامج النووية الغير سلمية.الاستراتيجية هي خطوة أولى لتضييق الخناق على إيران من الناحية الاقتصادية لتقويض دورها في المنطقة، فإما الاستسلام من قبلها أو إعلان الحرب عليها.

يضيف أبو رمان: في أن الدول العربية وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين والأردن والمغرب ستكون من أبرز الدول العربية المساهمة في تنفيذ هذه الاستراتيجية. من خلال فرض العقوبات على التعاملات المشبوهة إضافة إلى التعاملات التجارية والمصرفية والمالية.

Email