وجّهت اللوم إلى روسيا في قضية الجاسوس سكريبال

أوروبا تساند لندن وتستدعي سفيرها من موسكو

ميركل وماكرون عقب انتهاء قمّة الاتحاد الأوروبي في بروكسل - أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيّد زعماء الاتحاد الأوروبي، بريطانيا، في توجيه اللوم لموسكو في ما يتعلق بهجوم بغاز الأعصاب على الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا.

واستدعوا مبعوث الاتحاد إلى موسكو في احتجاج رمزي. وقال الزعماء في بيان بعد قمة عقدوها في بروكسل، إن الاتحاد يتفق مع تقييم حكومة المملكة المتحدة الذي يرجح بشدة أن روسيا الاتحادية مسؤولة عن الهجوم، وأنه لا يوجد تفسير آخر معقول.

وعقب محادثات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس، أثارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل احتمال اتخاذ مزيد من الإجراءات العقابية رداً على الهجوم، مشيرة إلى أنّ الاتحاد الأوروبي سيبذل قصارى جهده في سبيل التصرف بشكل جماعي حيال الأمر. وأضافت: نحن مصرون على الرد سوياً باللغة التي استخدمناها هنا لكن ربما أيضاً من خلال إجراءات إضافية.

وتعتزم ألمانيا وفرنسا الإعلان عن إجراءات إضافية ضد روسيا خلال الأيام المقبلة، بشأن هجوم بغاز الأعصاب على جاسوس روسي سابق في بريطانيا، وفق ما أعلنت ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقالت ميركل إن ألمانيا وفرنسا متفقتان على أن ردود الفعل تلك، بالإضافة إلى استدعاء سفير الاتحاد الأوروبي، لا تزال ضرورية، مشيرة إلى أنّ الأدلة التي قدمتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حول طبيعة الهجوم كانت موثقة جداً.

بدوره، قال ماكرون إن الهجوم غير المسبوق على أمن وسيادة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي يتطلب رد فعل، مضيفاً أنه سيتم الإعلان عن الإجراءات بطريقة منسقة ومتناسبة. فيما أكّد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أنّ من المتوقع اتخاذ خطوات إضافية على المستوى الوطني.

إلى ذلك، أشار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إلى أن باريس تفكر في طرد دبلوماسيين روس، تضامناً مع بريطانيا. ورداً على سؤال عما إذا كانت فرنسا ستطرد دبلوماسيين روس أو تستدعي سفيرها من موسكو، قال لو دريان خلال زيارة لكييف: «سترون».

من جهتها، رحّبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالدعم الذي عرضه قادة آخرون بالاتحاد الأوروبي، حين اتفقوا مع تقييم لندن أنّه من المحتمل بشدة أن موسكو كانت وراء الهجوم بغاز أعصاب على جاسوس روسي سابق. وفي حديث لها أثناء خروجها من المجلس الأوروبي حذرت ماي من أن التهديد الذي تشكله روسيا لا يحترم حدودا ويعد تهديداً لقيمنا.

على صعيد متصل، ألمح رئيس وزراء جمهورية التشيك أندري بابيس بعد لقاء مع قادة الاتحاد الأوروبي إلى إمكانية ان تحذو بلاده حذو بريطانيا في طرد دبلوماسيين روس. كما أعلنت وزارة خارجية لاتفيا، أنّها تعتزم طرد دبلوماسي أو أكثر من السفارة الروسية في ريغا متورطين في نشاطات تجسس، وذلك في إطار الرد على قضية تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا. وقال قادة ليتوانيا والدنمارك وايرلندا إنهم يفكرون في اتخاذ خطوات أحادية إضافية تشمل طرد دبلوماسيين.

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس، إنّ زعماء الاتحاد الأوروبي ينجرون إلى حملة معادية لروسيا تحرض عليها لندن وواشنطن لدق إسفين بين موسكو والتكتّل. وأضافت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أنّها تأسف لأن زعماء الاتحاد الأوروبي يدعمون موقف بريطانيا، لافتة إلى أنّ التفسير الوحيد لذلك هو مساعدة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على الخروج من موقف صعب.

كما أعرب الكرملين عن أسفه لقرار زعماء الاتحاد الأوروبي استدعاء مبعوث التكتل لدى موسكو. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن هناك قرارات تتخذ بناء على افتراضات لما حدث للجاسوس سكريبال وابنته يوليا من دون دليل.

وأضاف أن الكرملين لا يعلم على أي أساس عبر قادة الاتحاد عن تضامنهم مع بريطانيا، لأنّ روسيا لم تطلع على أي معلومات مباشرة تتعلق بقضية سكريبال، لافتاً إلى أنّ تعيين جون بولتون مستشاراً للرئيس الأميركي للأمن القومي هو شأن يخص الإدارة الأميركية.

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن كل ما تقوم به لندن في قضية الضابط السابق سيرجي سكريبال، يبدو وكأنه استفزاز، وأن تصرفاتها تدفع بشكل متزايد العلاقات مع موسكو لطريق مسدود. وكشف لافروف للصحافيين أمس، عن أن موسكو لم تتسلم حتى الآن أي دليل من بريطانيا يثبت اتهاماتها بتسميم سكريبال العميل لأجهزتها الاستخباراتية.

وقال الوزير الروسي: ما زلنا لا نرى الحقائق، وإن غياب هذا يشير إلى أن الأمر كله استفزاز، وإن التحقيق لم ينتهِ بعد، يحاولون في لندن بشكل محموم إجبار الحلفاء على اتخاذ خطوات تصادمية.

مغادرة

غادر دبلوماسيون بريطانيون، صباح أمس، سفارتهم في موسكو عائدين إلى بلادهم، بعدما أبعدتهم موسكو رداً على إبعاد لندن 23 دبلوماسياً روسياً. وغادر الدبلوماسيون البريطانيون مع عائلاتهم وحيواناتهم الأليفة وأمتعتهم السفارة البريطانية على متن ثلاث حافلات صغيرة، ولدى مغادرتهم، صفق لهم عشرات الأشخاص الذين احتشدوا في الخارج.

Email