قرار حظر دخول المسلمين يقسم الأميركيين

معركة «طويلة النفس» بين ترامب والقضاء

تظاهرات ضد ترامب قرب السفارة الأميركية في لندن ( أ ف ب)

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحول الخلاف بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعارضي قراره التنفيذي بمنع رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة إلى معركة قانونية وحرب صلاحيات بين السلطات القضائية وسلطات الرئاسة.

ولم يبق أمام الرئيس سوى نقل القضية الى المحكمة الأميركية العليا بعدما ردت محكمة الاستئناف الأميركية طلب وزارة العدل إعادة العمل بقرار الحظر وإبطال حكم القاضي الفدرالي عن ولاية واشنطن جيمس روبارت الذي عطل قرار المنع واعتبره قراراً لا قانونياً يخالف الدستور الأميركي الذي يمنع التمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنسية.

والى جانب الحملة الإعلامية والسياسية التي يشنها ترامب على السلطات القضائية من خلال الحديث عن الأبعاد الأمنية لقرار الحظر وعدم أخذ القضاة هذه الأبعاد في عين الاعتبار، وبالتالي تحميلهم مسؤولية وقوع أي عمل إرهابي على الأراضي الأميركية بعد تعطيل قرار الرئيس، الى جانب هذه الحملة تراهن إدارة ترامب على كسب المعركة مع القضاء وإعادة العمل بقرار الحظر لدى انتقال الدعوى الى المحكمة الأميركية العليا التي تنتظر اكتمال نصابها بعد تصديق الكونغرس على تعيين القاضي نيل غورساتش.

انتقادات

في المقابل ينتقد المعارضون الكثر لقرار المنع لجوء ترامب الى مهاجمة القضاء الأميركي بشكل علني ويرون في ذلك خطيئة دستورية وسابقة سيئة لم يشهد تاريخ الرؤساء مثيلاً لها. وترفض وجهة نظر هؤلاء الحديث عن تداعيات أمنية ومخاطر على الأمن القومي الأميركي يشكلها إبطال قرار الرئيس.

بل يعتبرون ان العكس هو الصحيح مستندين الى تقديرات أجهزة الاستخبارات ورجال السياسة التي حذرت من مخاطر قرار منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة على الأمن القومي الأميركي والمصالح الأميركية حول العالم.

وترى تلك التقديرات ان المجموعات الإرهابية المتشددة ستكون من أبرز المستفيدين من قرار المنع من خلال تصعيد حملاتها الدعائية ضد الولايات المتحدة، والأرجح ان يساعدها قرار ترامب في تجنيد عناصر إرهابية جديدة وتصعيد مشاعر الكره و العداء لأميركا في المجتمعات الإسلامية.

تحرك الديمقراطيين

ومن المتوقع ان يبذل الديمقراطيون في الكونغرس قصارى جهدهم لعرقلة المصادقة على تثبيت تعيين القاضي غورساتش في المقعد التاسع في المحكمة العليا أو على الأقل تأخير ذلك قدر الممكن، وإن كانت مسألة الموافقة عليه شبه محسومة في ظل الغلبة الجمهورية على مجلس الشيوخ.

ولا يخفى أن ترامب يراهن على سرعة المصادقة على تعيين مرشحه للمحكمة العليا لأن من شأن ذلك ان يميل الدفة لصالح المحافظين (5 مقاعد) مقابل أربعة مقاعد لليبراليين. إذ يرجح ان يكون قرار المحكمة العليا لصالح الرئيس في نزاعه مع السلطات القضائية بشأن قضية منع رعايا الدول السبع من دخول الولايات المتحدة

100

الف تأشيرة ألغيت منذ قرار حظر دخول مواطني 7 دول لأميركا.

27

يناير الماضي، تم حظر دخول مواطني 7 دول لمدة 90 يوماً.

31 %

من الأميركيين يعتقدون أن فرض الحظر سيجعلهم «أكثر أمناً».

Email