أوباما يحذر بوتين من الثمن و«ناتو» يدعوه إلى التخلي عن الانفصاليين

أوكرانيا تبدأ عملية عسكرية في معاقل الانفصاليين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصاعد التوتر المتعلق بالأزمة الأوكرانية، أمس، حيث أطلقت القوات الأوكرانية عملية عسكرية جديدة معززة برتل كبير من المدرعات وكتيبة من الحرس الوطني في شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه الموالون لروسيا وسط فشل جهود التهدئة، في وقت وجهت موسكو تحذيراً لكييف من اللجوء إلى «القوة الإجرامية».

وفيما حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن الثمن الذي ستدفعه روسيا سيزداد في حال أبقت على دعمها للانفصاليين، داعياً موسكو إلى الضغط لتسليم أسلحتهم، طالب حلف شمال الأطلسي (الناتو) روسيا بسحب قواتها وإثبات عدم دعمها للانفصاليين، في وقت أبدت بريطانيا استعدادها لتقديم «التضحيات الاقتصادية» لمنع روسيا من زعزعة استقرار أوكرانيا. واعتبر رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، أن أوكرانيا على مشارف حرب أهلية بسبب سياسات كييف.

في تفاصيل المشهد الأوكراني المتجه نحو العسكرة، أعلنت السلطات الأوكرانية إطلاق عملية عسكرية جديدة في شرق أوكرانيا تستهدف إعادة سلطة الدولة في شمال دونيتسك وسلافيانسك.

وذكرت تقارير من أنه «شوهد رتل من عشر دبابات وعشر ناقلات جنود مدرعة وسبع حافلات تحمل أعداداً كبيرة من عناصر القوات الخاصة على الطريق المؤدي إلى مدينة سلافيانسك الشرقية، حيث يسيطر عدد من المسلحين الموالين للكرملين على مبان حكومية». وذكر مراسل وكالة «فرانس برس» أن الرتل كان على بعد نحو 40 كيلومتراً شمال المدينة. ولم يلحظ صحافيو وكالة «فرانس برس» في سلافيانسك، أي نشاط عسكري صباح أمس، إذ بدا أن الانفصاليين يحكمون السيطرة على الأوضاع.

الحرس الوطني

في السياق، أعلن أمين مجلس الأمن والدفاع الوطنيين في أوكرانيا أندري باروبي إرسال أول كتيبة من الحرس الوطني الأوكراني إلى «الجبهة».

وتتكون الكتيبة من متطوعين كانوا في لجان الدفاع الذاتي بساحة ميدان، معقل حركة الاحتجاج وسط كييف التي أطاحت بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، وفق ما أفاد باروبي على حسابه من «فيسبوك».

وأضاف باروبي العائد من لوغانسك (شرق)، حيث قال إنه قضى أسبوعاً: إن «الجنود متدربون جيداً ومستعدون للدفاع عن أوكرانيا والوضع ليس سهلاً».

وتقع لوغانسك في حوض دونباس المنجمي الذي يشهد منذ عدة أيام حركة تمرد مسلحة موالية لروسيا احتل خلالها الانفصاليون منذ السادس من أبريل مقرات الأجهزة الخاصة.

إشعال الشرق

في الأثناء، اتهم الرئيس الأوكراني أولكسندر تورتشينوف، روسيا، بالقيام «بمشاريع عنيفة» لزعزعة جنوب وشرق البلاد أبعد من منطقة دونباس.

وقال تورتشينوف: إن «مشاريع روسيا كانت ولا زالت عنيفة. لا يريدون إشعال دونباس وحدها، وإنما كل شرق وجنوب أوكرانيا من منطقة خاركيف إلى أوديسا».

وأضاف تورتشينوف: إن «دونباس تواجه خطراً هائلاً. فإضافة إلى قوات النخبة (السبيتسناز) الروسية والإرهابيين، يوجد مئات آلاف الأوكرانيين الذين خدعوا بالدعاية الروسية ومئات آلاف الأوكرانيين الأبرياء».

وأعلن تورتشينوف إطلاق عملية «مكافحة الإرهاب في شمال منطقة دونيتسك والتي ستقاد بطريقة تدريجية ومسؤولة ومدروسة».

تحذيرات أوباما

دولياً، حضّ الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي على الضغط على المجموعات المسلحة في شرق أوكرانيا من أجل أن تسلم سلاحها.

وأعلن البيت الأبيض في بيان أن الاتصال الهاتفي تم بمبادرة من موسكو، وأن أوباما اتهم روسيا بدعم «انفصاليين مسلحين يهددون بتقويض وزعزعة الحكومة في أوكرانيا». وأكد أوباما لبوتين، بحسب البيان، أن «العزل المتزايد لروسيا على الصعيد السياسي والاقتصادي هو نتيجة لأعمالها في أوكرانيا، وشدد على أن الأثمان التي تدفعها روسيا سترتفع حتماً أذا ما واصلت» السير على الطريق الذي تسلكه.

وأضاف أن أوباما «شدد على أن كل القوات غير النظامية في البلد يجب أن تلقي أسلحتها».

الموقف الروسي

بدوره، أعلن الكرملين أن بوتين أبلغ أوباما أن بلاده لا تساند الانفصاليين الذين استولوا على مجموعة من المباني الحكومية في شرق أوكرانيا. وتابع الكرملين أن بوتين دعا باراك أوباما إلى «بذل ما في وسعه لعدم السماح باستخدام القوة و(حصول) حمام دم». من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، أن السلطات الجديدة في كييف تعمل في الوقت الحالي، على جرّ أوكرانيا إلى حرب أهلية. وقال ميدفيديف، على صفحته على موقع «فيسبوك»: إن «أوكرانيا على مشارف الحرب الأهلية».

في المقابل، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بكين من أن أي أمر «إجرامي» تصدره السلطات الأوكرانية باستخدام القوة في شرق أوكرانيا سيؤدي إلى نسف الحوار المقرر غداً في جنيف. وقال لافروف: «لا تستطيعون أن ترسلوا الدبابات وتجروا حواراً في الوقت نفسه».

قلق «الناتو»

من جهة أخرى، أعرب الأمين العام حلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسين، لدى وصوله إلى اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي، عن «قلق شديد من آخر التطورات في أوكرانيا باستمرار العنف الذي تمارسه مجموعات صغيرة من الانفصاليين وبالضغط العسكري الروسي عند الحدود الأوكرانية».

وقال: «أدعو روسيا إلى خفض الضغط في الأزمة وسحب قواتها من الحدود من أجل الكف عن زعزعة استقرار أوكرانيا، وأن تثبت أنها لا تدعم أعمال عنف الانفصاليين الموالين للروس».

في غضون ذلك، أبدى وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، استعداد بلاده لتقديم ما سماها «التضحيات الاقتصادية»، في إطار جهودها الرامية إلى منع روسيا من زعزعة استقرار أوكرانيا. وقال هيغ للمحطة الإذاعية الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «نحن مستعدون للقيام بدورنا على الرغم من حجم التجارة الواسع مع الشركات الروسية».

 وأضاف: «نحن مستعدون تماماً للتضحيات الاقتصادية بالتعاون مع الدول الأخرى والتي ستقدم تضحيات مشابهة، والأمر متروك الآن لرؤساء الحكومات الأوروبية ليقرروا شكل العقوبات الجديدة ضد روسيا بعد أن اتخذت أنشطتها في زعزعة استقرار أوكرانيا عدة أشكال».

موقف ألمانيا

 

نقلت صحيفة «دي تسايت» عن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قوله، أمس: إن روسيا ينبغي أن تنأى بنفسها عن انفصاليين موالين لموسكو احتلوا مباني حكومية في شرق أوكرانيا. وقال شتاينماير في مقابلة مع الصحيفة الألمانية الأسبوعية: «من مصلحة روسيا أن تنأى بنفسها عن أعمال العنف والأعمال غير القانونية للمتظاهرين الموالين لروسيا». برلين- رويترز

Email