استبعدوها بعد سنوات طويلة من العمل في صحيفة «نيويورك تايمز»

أسرار 89 يوماً أمضتها صحافية أميركية في السجن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لدى أهل الغرب، في أوروبا وأميركا وغيرهما، أعراف تحض المخطئ على أن يجهر بالاعتراف بما يكون قد ارتكبه من ذنب أو ما أقدم عليه بفعل الضعف البشري من أخطاء، وهم يشيرون إلى هذه الاعراف - الاعترافات بعبارة شهيرة هي «ميا كولبا» وقد تنصرف في أصلها اللاتيني إلى معنى - هذا ما جنته يداي.

ويمكن تصنيف كتاب الصحافية الأميركية الشهيرة جوديث ميللر ضمن هذا الإطار من الاعتراف بخطأ ارتكبته خلال مسيرتها المهنية الحافلة بنجاحات وإنجازات مهنية لا سبيل إلى إنكارها، وخاصة في سياق عملها مراسلة لصحيفة «نيويورك تايمز» في مناطق من العالم العربي، منها مكتب الصحيفة في القاهرة خلال عقد الثمانينات الماضي، فضلاً عن اهتمامها الذي كان متواصلاً بقضية العراق وبالذات من منظور حكاية أسلحة الدمار الشامل التي تورطت فيها ميللر حين اعتمدت على مصادر من المحافظين الجدد في إدارة الرئيس السابق بوش ما أدى إلى انكشاف زيف مقولات أسلحة الدمار الشامل.

وهذا الانكشاف أدى إلى تدمير السمعة والمكانة المهنية للصحافية المذكورة التي لا يزال يسَّجل في حقها من ناحية أخرى رفضها الافصاح عن مصادرها، حيث كرست بذلك مبدأ جوهرياً من مبادئ العمل الصحافي، وقد عانت ميللر في سبيل ذلك من مشكلات عديدة منها الاحتجاز في السجن لأكثر من شهرين فضلاً عن استبعادها من العمل في صحيفتها «النيويورك تايمز». في كل الأحوال تروي جوديث ميللر حكايتها مع الصحافة والسياسة والاخبار والمصادر والصعوبات كدرس مستفاد أمام شباب الصحافيين والإعلاميين، من منطلق الفصول الثلاثة والعشرين التي تضمها صفحات هذا الكتاب.

 حارت البرية - كما أسلفنا - في توصيف هذه الآية التي بدأت كما هو معروف بالنص المطبوع، والحرف المصفوف، وما لبثت أن اتسعت آفاقها وتعددت وسائلها إلى الكلمة المذاعة على الوسائل المسموعة، وبعدها الصورة المنبثة على الشاشة، ثم عبر ما أصبح يوصف بأنه سجل التواصل الاجتماعي، حيث المولد منصوب كما يقولون لتفاعل الآراء واحتدام الرؤى التي ترجمت بحق ما قيل منذ الستينات الماضية بأن العالم في طريقه إلى أن يصبح قرية إلكترونية – هل نقول ضيعة اتصالية، في مستقبل الأيام.

وبقدر ما يصفون الصحافة من باب التوقير بأنها صاحبة الجلالة، بقدر ما يصفونها أيضاً بأنها مهنة البحث عن المتاعب.

وليس من تناقض بين أبهة الجلالة وشظف المتاعب، بل هي الكأس التي لا بد وأن يرضى باحتسائها المثقف الذي تسوّل له نفسه أن يحترف مهنة الصحافة، أو الإعلام بشكل عام.



حكاية الصحافية الأميركية

هي الكأس نفسها التي تختلط فيها حلاوة الإنجاز مع مرارة الظروف والملابسات. وقد تجرعتها منذ سنوات ليست بالبعيدة صحافية أميركية كان لها اسمها وإنجازها وشهرتها على امتداد العديد من سنوات العمل المهني داخل أميركا وخارجها على السواء، الصحافية اسمها جوديث ميللر، وقد أصدرت في أبريل الماضي أحدث كتبها الذي سردت على صفحاته خلاصة التجربة التي عاشتها بكل ما حفّ بهذه التجربة من نشوة النجاحات وأيضاً من قسوة المرارات.

الكتاب الذي نعايشه في هذه السطور اختارت له المؤلفة عنواناً نترجمه حرفياً على النحو التالي: القصـــة: رحلة مخبر صحافي

والمعنى أن المؤلفة تروي حكايتها، خصوصاً ما يتعلق بتجربة بالغة القسوة تعرضت لها خلال ممارسة مهنتها باعتبارها مراسلاً، مخبراً، مندوباً منتمياً لواحدة من أكبر المؤسسات الصحافية في عالمنا وأوسعها انتشاراً وأعمقها نفوذاً وهي نيويورك نيويورك تايمز.

أما قسوة التجربة - على نحو ما تحكي جوديث ميللر في كتابنا - فترتبط ولا شك بفترة قوامها 89 يوماً أمضتها في السجن الأميركي لأنها رفضت أن تفصح عن المصادر التي كانت تحيل إليها في مقالاتها وتحليلاتها التي ظلت تنشرها على صفحات «نيويورك نيويورك تايمز» خلال ملابسات الغزو الأميركي لأرض العراق إبّان حكم المحافظين الجدد الذين كان أقطابهم، بكل تعصّبهم السياسي والايديولوجي، يشكلون أركان إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على مدار فترة ولايته الممتدة من فاتح القرن الجديد وحتي عام 2008.

22 فصلاً تشكل مادة هذا الكتاب الذي يأتي، في تصورنا، بمثابة مرافعة تجمع بين إسهاب التفصيل وبلاغة الاسلوب، بقدر ما أنها تأتي في التحليل الاخير أقرب إلى مذكرة دفاع عن مؤلفته – جوديث ميللر التي طالما أطلقوا عليها منذ التسعينات الماضية لقب نجمة التحقيقات الصحافية والتقارير الخارجية التي طالما حظيت بها النيويورك نيويورك تايمز واسترعت اهتمام الملايين ما بين جماهير القراء إلى صفوة المحللين وكبار مخططي السياسة على السواء.

والحق أن إلقاء نظرة استطلاعية على طروحات هذا الكتاب – على نحو ما يتبدى من عناوين الفصول الاثنين والعشرين، يكاد يَعِد القارئ- ناهيك عن المحلل أو المفكر – بوجبة سائغة من أصناف مائدة السياسة المعاصرة، خصوصاً أن الكاتبة تبدأ مثلاً بحديث عن منطقة الأنبار في العراق، إلى أن ينتهي الأمر بحديث عن رقم 45570083 – رقم نزيلة سجن ناحية ألكسندريا في الولايات المتحدة، وهي، وليس غيرها، نجمة الصحافة الشهيرة مؤلفة هذا الكتاب.

ومن فصول الكتاب أيضاً ما يحمل عناوين ما زالت تهم القارئ العربي مثل حرب الخليج أو القاعدة، أو البحث عن أسلحة الدمار الشامل أو الرعب ملفوفاً في عبّوة صغيرة (نقصد مادة أنثراكس الفادحة الخطورة) أو ظلال حادثة الحادي عشر من سبتمبر 2001.
من النيل إلى السين
ومن حق المؤلفة أن نعترف لها – كقارئين- بأنها لا تخطّ سطورها عبر هذه الفصول من خلال اطلاعها مثلاً على مراجع منشورة أو غير منشورة، ولا على مرويات تسردها على لسان الآخرين.

إن أهم ما تنطوي عليه صفحات الكتاب هو ما استندت فيه الكاتبة جوديث ميللر إلى خبرتها الشخصية وممارستها المهنية وتجاربها المباشرة المستقاة من وجودها في قلب منطقة الشرق الاوسط من جهة ثم في العاصمة الفرنسية من جهة أخرى بكل ما تضمه من تيارات لها تأثيراتها بدورها على المنطقة العربية والعالم، وهو ما يعرضه مثلاً الفصل السابع من كتابنا، ويحمل العنوان التالي: من النيل إلى السين.

وبديهي أنها جاورت نهر السين عندما نقلوها مراسلة لصحيفة «نيويورك تايمز» في فرنسا، وكانت قد أمضت قبل ذلك أكثر من ثلاث سنوات بدأتها مع مستهل الثمانينات، حيث كان مقرها الرئيسي في العاصمة المصرية، فيما أتاح لها هذا الموقع المحوري أن تغطي الاحداث على صعيد 17 بلداً فيما كانت، كما تضيف أيضاً، تتمتع بقدر مرموق من الاستقلالية الذاتية فيما تكتب وما تدلي به من تعليقات وآراء – كانت رئيسة نفسها كما تقول على صفحات الكتاب (ص82).

في السياق نفسه، تلمح المؤلفة إلى أنها كانت أقرب إلى التردد في مفارقة مكتب القاهرة إلى مكتب الصحيفة الرئيسي في باريس.

وهي تفسر- والعهدة عليها - أسباب هذا التردد على النحو التالي: كنت منجذبة إلى متابعة تنامي التيار الذي بدأ يصعد ببطء في تلك الفترة، ويحمل وصف الاصولية الاسلامية، وبمعنى الاسلام المتشدد، المتصلب، وكان ذلك بمثابة رد فعل في مرحلة ما بعد الاستعمار إزاء النظم الديكتاتورية التي سبق لها وأن حكمت باسم القومية العربية والاستقلال في تلك المرحلة.

هنا أيضاً تمضي مؤلفة كتابنا قائلة: في تلك الفترة اكتشفت الكثير عن العرب بل وعن نفسي أنا أيضاً، عشت لحظات سحرية كثيرة، مشهد أشرعة مراكب النيل لحظة الغروب، جولات في بازارات دمشق المفعمة بروائح العطور وتعدد الالوان والاصوات، المسير على ضفة النهر الكبير عند مشارف الخرطوم بالسودان، وأمامي مشهد الصيادىن وقد فارقوا قواربهم وقت المغارب وهم يركعون ويسجدون وقد ولّوا وجوههم شطر مكـــة.

مقالات فصيحة وخادعة

وربما كان هذا كله مقدمة أفضت إلى أن كلفت نفسها - جوديث ميللر بكتابة سلسلة من المقالات - عند مطالع القرن الجديد بشأن ما كان مفترضاً من وجود أسلحة كيميائية وبيولوجية، بل واحتمال وجود مواد نووية في العراق، كان ذلك خلال الفترة 2002- 2003، وهنا نطالع كلمات تيري ماكدرموت في معرض التعليق النقدي على كتابنا (نيويورك نيويورك تايمز، 7/4/2015): في تلك الفترة كان النقاد يعتقدون أن هذه المقالات، بكل نبرتها الزاعقة، كانت جزءاً من استعدادات إدارة بوش لإعلان الحرب على العراق، صحيح أن المقالات كانت حافلة بآليات التدقيق والتمحيص، إلا أن رسالتها الغالبة كانت تقول بالفم المليان إن صدام حسين يشكل تهديداً.

ولقد نضيف – كقارئين للكتاب ما يلي: إن مؤلفتنا جوديث ميللر ما لبثت أن دافعت عن نفسها، وبالتحديد عن هذه النبرة الزاعقة الاقرب إلى صخب البروباغاندا كما قد نتصور- قائلة إنها كانت تدّون وتحكي ما أبلغتها به مصادرها (في إدارة جورج بوش بالذات). ولكن منتقديها عابوا عليها أنها لم تستثمر خبراتها ولا نهضت بمسؤولياتها أمام الرأي العام بل استسلمت لتلك المصادر دون أن تعمد إلى فرز المادة وتمحيص المعلومات التي أفادت بها تلك المصادر قبل أن تعمد بحماس - غير مهني فيما نتصور- إلى تبني ما نمي إلى علمها، رغم أن تكشّفت الامور فيما بعد لتشهد بأن هناك من استخدم ما نشرته لتعزيز مقولات وتبريرات ادعاءات إدارة بوش في شنّ الحرب على أرض العراق.

صحيح أن المؤلفة كانت تعتز كثيراً بكونها مراسلاً ومندوباً ومخبراً صحافياً شديد الحيوية واسع الاتصالات وجمّ النشاط، وهي تقول في كتابها إنها لم تكن من ذلك النوع الذي يخلد إلى جدران مكتبه قابعاً بانتظار أن يدق جرس الهاتف، كي تحصل على ما يحتاجه مقالها المنتظر من معلومات، بل كانت تغادر المكتب لتدرج في همة ونشاط على أرصفة الشوارع، مستخدمة في ذلك ما ظلت تتميز به من طموح وحيوية ونفوذ ومكانة لدي العديد من المصادر، فضلاً عن استنادها إلى مؤسسة صحافية - إخبارية كبري تحمل اسم النيويورك نيويورك تايمز.

بداية الانحسار

هنا توضح المؤلفة أن انكشاف أكاذيب الإدارة الأميركية الحاكمة بشأن حكاية أسلحة الدمار الشامل بالعراق بدأت معالمه، أو لنقل معاركه الصحافية ومن ثم القانونية – القضائية مع المقال الذي نشره الكاتب مايكل ماسنغ في مجلة «نيويورك رﻳفيو أوف بوكس» المعنية بداهة بعروض وتحليلات أهم الكتب الصادرة في الاسواق، كان ذلك في فبراير 2004. والمقال الذي تحدد مؤلفتنا جوديث ميللر عدد الكلمات في حدود 8 آلاف كلمة- اختار له كاتبه العنوان التالي: «والان – ها هم يخبروننا».

جاء المقال المذكور بمثابة الطلقة الأولى التي دفعت عجلة الانتقاد إلى الدوران، وخلال هذا الدوران ترددت اسماء مجموعات عديدة من الشخصيات والمصادر، وكانت مجموعات متنافرة على نحو ما نطالعه بالذات من سطور الفصل المحوري في هذا الكتاب وهو الذي اختارت له المؤلفة عنواناً واضح الدلالة إلى حد لا يخفي: هو الفصل التاسع عشر من الكتاب. والعنوان هو: كبش الفداء (أو كبش المحرقة).

أما الدلالة، فتشير، بالطبع، إلى أن هناك من قرر التضحية بالصحافية جوديث ميللر من أجل إنقاذ سمعة ومصداقية المؤسسة الصحافية الأميركية، وخاصة صحيفة النيويورك نيويورك تايمز التي نشرت على صفحاتها، قبل وبعد غزو العراق العديد من التحقيقات التي احتوت معلومات وبيانات أسندتها إلى مصادر غير محددة الاسماء.

وهنا أيضاً تلمح المؤلفة إلى أن مصادرها اختلطت فيها عناصر الاستخبارات المركزية مع إفادات مسؤولين من دوائر البنتاغون العسكرية فضلاً عن أسماء لعناصر من داخل العراق وخارجه على السواء.

في كل الأحوال، يسجل للمؤلفة أنها برغم كل شيء رفضت أن تفصح أمام القضاء عن المصادر التي كانت تستمد منها معلوماتها. وعندما أصرت على هذا الرفض، متذرعة في ذلك بمبدأ حرية التعبير الذي قالت أنه يكفله التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة، أمر القاضي هوغان باحتجازها في مركز اعتقال ألكسندريا (أو الاسكندرية)، حيث أمضت كما أسلفنا أيامها التسعة والثمانين إلى أن أفرجوا عنها كي تقدم استقالتها من صحيفة نيويورك نيويورك تايمز، فيما سجلت لنفسها مأثرة امتناع الصحافي عن الإفضاء باسماء وأسرار مصادره، وتضحيته من أجل حماية هذه المصادر وما كانت تملكه من بيانات ومعلومات.

استقالت جوديث ميللر من صحيفتها العتيدة بتاريخ 8 نوفمبر من عام 2005. بعدها تحولت إلى مجالات البحث العلمي، ثم استخدمتها قناة فوكس التلفزيونية في عام 2008 في موقع التعليق على الأخبار السياسية، وكانت في هذا كله تدفع الثمن.

الالتزام إزاء رسالة الصحافة

تختم جوديث ميللر كتابها الحافل بسطور تقول فيها: «ما زلت أشعر بالالتزام إزاء مهام الصحافة ورسالتها، سواء من حيث الكشف عن الأخطاء أو توخي التوازن الدقيق بين انطلاق الحرية ودواعي الحفاظ على الأمن، فضلاً عن تسليط الاضواء على ما تقوم به الحكومة أو ما تفشل في القيام به، حاولت أن استعرض ما وقعت فيه من أخطاء، وأعمل على إصلاحها، وأن أضيف إلى معارفي حقائق جديدة، وما زلت أحاول حكاية قصتي، على نحو ما يتّبدى في سطور هذا الكتاب».


صحافة الاستقصاء تقوم على تمحيص الحقائق

تقول المؤلفة في موقع محدد من مقولات الكتاب: أنت كصحافي، إذا كانت مصادرك مخطئة، فأنت بهذا مخطئ أيضاً.

بيد أن نقاد كتابها يردّون على الفور موضحين أن قواعد الصحافة الاستقصائية كما أصبحوا يسمونها ما زالت توجب، بل تفرض، على الصحافي المخضرم ألا يتعامل مع المصادر- أي مصادر- بمنطق التكريس أو التسليم: وفي مقدمة هذه الجهود المطلوبة ما يتعلق بضرورة أن يعمد الصحافي الاستقصائي إلى تدقيق البيانات وتمحيص الحقائق، والموازنة بين المصادر ومضاهاة المعلومات، وهو ما فات على مؤلفة الكتاب أن تقوم به على النحو الواجب.

وربما كان الايقاع اللاهث للأحداث، فضلاً عن ضروب الخلط إلى حد المخادعة التي اتسمت بها سلوكيات الإدارة الجمهورية في البيت الرئاسي الأبيض، خصوصاً في مكتب ديك تشيني النائب الاسبق للرئيس بوش، كل هذه السلبيات تجمعت وتكاثفت فأدت أولاً إلى شنّ الحرب على العراق فيما أفضت أيضاً إلى عواصف من الانتقادات السياسية، ومن ثم الصحافية التي انتفضت بها وسائل الإعلام في أميركا والعالم ضد بوش وكبار مساعديه، ابتداء من نائبه تشيني وليس انتهاء بأفراد الدائرة المؤثرة على قرارات رئيس الدولة، خصوصاً ما يتعلق منها بقضايا الحرب والسلام وفي مقدمة هؤلاء الأفراد من كان ينتمي على نحو أو آخر إلى فصيل المحافظين الجدد (النيو كونز) ممن كانوا يصدرون عن روح من الاستعلاء المتعصب إزاء شعوب العالم، ومنهم مثلاً دونالد رمسفيلد وزير الدفاع وكوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي فضلاً عن طغمة النيو كونز المسيطرة وقتها على مقاليد المؤسسة الحربية في البنتاغون.

المؤلفة في سطور

تصنَّف جوديث ميللر ضمن قائمة أهم العاملين في أميركا في مجال الصحافة الاستقصائية، خصوصاً حين ظلت تعمل في السابق ضمن هيئة محرري صحيفة «نيويورك نيويورك تايمز» التي كانت تكلفها بمهام عديدة حققت فيها نجاحات مهنية لا تنكر، سواء حين كانت مراسلة في مكتب الصحيفة الأميركية في القاهرة (والعالم العربي) أو في العاصمة الفرنسية باريس. وبفضل هذه الانجازات التي كانت مرموقة من المنظور المهني – حصلت ميللر على جائزة بولتزر الأميركية الرفيعة في مجال الصحافة. وقد تلقت المؤلفة دراساتها الجامعية في جامعة أوهايو ثم في كلية برنارد بأميركا وبعد ذلك درست في معهد الدراسات الاوروبية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، إلى أن حصلت على درجة الماجستير من كلية الشؤون الدولية بجامعة برنستون.

تبلغ المؤلفة من العمر 67 عاماً. وقد أصدرت حتى الآن 4 كتب حاز اثنان منهما على مرتبة أكثر الكتب مبيعاً. ويلاحظ أن هذه الكتب تتناول في مجموعها قضايا الحرب والسلام والامن القومي الأميركي فضلاً عن ظاهرة انتشار مد العنف تحت الشعارات المنتسبة ظلماً إلى عقيدة الإسلام.

حكاية في بلاط الصحافة

عدد الصفحات: 383 صفحة
تأليف: جوديث ميللر
عرض ومناقشة: محمد الخولي
الناشر: مؤسسة سيمون آند شوستر، نيويورك، 2015

Email