مؤكداً الانتقال قريباً إلى الغرب والجنوب للقضاء على الإرهابيين

خليفة حفتر لـ«البيان»: نستعد للسيطرة على طرابلس

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد قائد عملية «الكرامة» الليبية اللواء المتقاعد خليفة حفتر أن هناك تنسيقاً مع قبائل المنطقة الغربية والعسكريين للسيطرة على العاصمة طرابلس وتحريرها من الجماعات الإرهابية والميلشيات الخارجة عن القانون، مشيرا إلى أن عمليته لاقت دعما من قبل المواطنين الليبيين الذين خرجوا لتفويض الجيش الوطني لإنجاز مهمة طرد الإرهاب واستتباب الأمن من جديد.

وقال حفتر، في حوار هاتفي مع «البيان»، إن العملية العسكرية ستنتقل قريباً إلى مناطق الغرب والجنوب لتحرير ليبيا، مشيراً إلى أن الجيش الليبي يقود معركة ضد الإرهاب نيابة عن العالم ومن أجل عودة الأمن والاستقرار لليبيا وجيرانها.

ودعا حفتر إلى تجميد عمل المؤتمر الوطني العام وتقديم أعضائه إلى التحقيق أمام القضاء، وإلى استمرار الحكومة المؤقتة الحالية برئاسة عبدالله الثني في تسيير الأعمال حتى استكمال لجنة الستين عملها بوضع الدستور في 30 سبتمبر المقبل.

وفي ما يلي تفاصيل الحوار الذي خصّ به اللواء حفتر «البيان» والذي ركّز فيه على عمليته العسكرية التي يستهدف عبرها طرد الإرهاب من ليبيا قبل أن يدمرالبلد.

كيف تقيّمون نتائج عملية الكرامة إلى حد الآن؟

إن عملية الكرامة أصبحت حقيقة على الأرض. وهي مدعومة من كافة المناطق في المنطقة الشرقية ومؤيدة من المنطقة الغربية والجنوبية والدليل خروج المواطنين في طرابلس وبنغازي وتفويض القيادة العامة للجيش الوطني التي لا تزال تدك بالطائرات والمدفعية أوكار الإرهاب من معسكرات ومخازن للأسلحة والذخائر وخاصة في ضواحي بنغازي وقريباً يتم تحويل العمليات للمنطقة الغربية والجنوبية حتى تتحرر ليبيا كلها من قبضة الإرهاب، وحتى تباشر القوى السياسية الوطنية وضع قواعد الديمقراطية وخاصة انتخاب مجلس النواب بعيداً عن أي ضغط أو وخوف أو ترويع للآمنين، فهدفنا أولاً وأخيراً أن تنعم ليبيا بالاستقرار والأمان مثل بقية بلدان العالم.

وماهي الصعوبات الميدانية التي تواجه العملية؟

الجماعات الإرهابية لا تزال تمتلك الكثير من السلاح والذخائر وهي لا تهتم لقتل الأبرياء في أي مكان وبأي طريقة، والجيش الوطني ملزم بإتباع القوانين والأعراف العسكرية وأهمها تجنب دخول المدن والانتشار في الشوارع وترويع المواطنين، نحن مازلنا نتعامل مع الإرهابيين خارج المدن ونخاف أن ينتقلوا إلى المناطق والأحياء الشعبية.

ألا تخشون من وصول الإمدادات للمتطرفين؟

وضعنا هذا في الحسبان، ومنعنا عنهم طرق الإمداد البري وكذلك البحري عبر الرقابة الجوية المستمرة، فنحن نحارب الإرهاب نيابة عن العالم، دول العالم كانت تحارب الإرهاب منذ فترة طويلة وخاصة الولايات المتحدة. ولكن للأسف، غفلت هذه الدول أو غضت البصر عن دخول هؤلاء الإرهابيين إلى ليبيا بأعداد كبيرة، ونحن الآن مضطرون للتعامل معهم وطردهم من ليبيا قبل أن يدمروا البلد، نواجههم بإمكانياتنا الذاتية وبعزيمة شعبنا.

نأمل من الدول المتحضرة والتي تدّعي أنها ضد الارهاب أن تساعدنا بدون قيد وشرط، لأن سقوط ليبيا في هذا المستنقع سيجعل الكثير من الدول تخسر اقتصاديا وسياسياً. كما أن الإرهاب في داخل ليبيا يمثّل خطراً على دول الجوار والإقليم وعلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.

تحذير من السيارات المفخخة

ماهي الجماعات المسلحة التي تقف في مواجهة الجيش؟

الجماعات المسلحة تنقسم الى قسمين: الأول، هو الكتائب والدروع وهي جماعات تشكلت بعد الانتفاضة على نظام القذافي ولم تكن لأفرادها ايديولوجيات وعقائد متطرفة، وتواجد هذه الجماعات ظرفي ومرتبط بالمصالح الوقتية وخاصة من حيث ابتزاز الدولة بعد ان وضعت يدها على السلاح واعتادت على تحصيل مبالغ مهمة من المال، وعناصر هذه الجماعات ليس لها تصور للاستمرار وإنما تحاول أن تحافظ على كياناتها في وجود الانفلات الامني وعدم تنظيم الدولة.

أما الثاني، فيتكون من الجماعات التي تحمل فكرا تكفيريا أو ما يسمى بالعقيدة الجهادية، مثل انصار الشريعة وتنظيم القاعدة، والمنتمون لهذه الجماعات معتادون على القتال والاغتيالات في بلدان عدّة، وقد تمكنوا في الفترة الماضية من استقطاب أعداد كبيرة من الشباب ودربوهم على القسوة والقتل وتكفير الناس، أسلوبهم كان الاغتيال الفردي وهم من اغتالوا عددا كبيرا من افراد الجيش والشرطة والناشطين السياسيين والاعلاميين، ونحن نتوقع منهم بعد أن تلقوا ضربات قاسية أن يعتمدوا على أسلوب السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية مثل تلك المستخدمة في العراق ولكن لا اعتقد أن ينجح هذا الاسلوب في ليبيا، نظرا لطبيعة الشعب الموحّد دينيا ومذهبيا واجتماعيا.

وجهان لعملة

وهل هذه الجماعات لها علاقة بالإخوان؟

هم والجماعات التكفيرية وجهان لعملة واحدة، سطوا على ثورات الربيع العربي ووجدوا من يدعمهم في إطار مخطط أعدته وتنفذه قوى إقليمية لم تعد خافية على أحد.

الشعب الليبي أدرك حجم المؤامرة التي تستهدف الوطن والمجتمع، ونحن لا نرى مستقبلا للإخوان في ليبيا، ونعتقد أنه سيأتي اليوم الذي يحاكمون فيه على كل الجرائم التي ارتكبوها في حق الليبيين.

الإخوان ليست لهم أوطان وليبيا لن تكون الاستثناء، هم أصحاب مصالح عابرة للدول والقارات ، ونحن لن نقبل بأن تكون بلادنا منطلقا لمغامراتهم ولا ساحة لمؤامراتهم.

إلى درنة

متى ستنطلق عملية «الكرامة» في تحرير درنة؟

درنة أحد المدن المسيطر عليها من قبل الجماعات الارهابية منذ مدة طويلة، والإرهابيون في درنة حاربهم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي بالطائرات ، وكانوا في مواجهة مستمرة مع قوات الجيش والأمن، كما أن درنة كانت أكثر المدن الليبية تصديرا للإرهابيين والانتحاريين إلى دول أخرى وخاصة العراق، والمسلحون يعتبرون درنة موقعا مهما لهم، وأعلنوا فيها عن تشكيل إمارة لهم منذ فترة طويلة، و بها معسكرات للتدريب وعناصر خطيرة بعضها موجود على لوائح المطلوبين عالميا.

والجيش الليبي انطلق فعلا في ضرب مواقع للإرهاب في درنة وقصف بعض معسكرات التدريب كما قام بقطع الامداد البحري خلال الاسبوع الماضي عندما أحبطنا عمليات تهجير مركبات صيد لنقل عناصر مسلحة إلى بنغازي.

فهناك حصار جوي لهذه المدينة من قبل الجيش الوطني ،وقد وضعنا الميدان تحت الرقابة الدائمة وأعلنا أننا سنستهدف كل المراكب المشبوهة التي تنطلق منه أو تصل إليه ،ولن نتردد في قصفها.

تنسيق مع القبائل

هل هناك اتصال بالمناطق والقبائل الغربية؟

نعم، هناك اتصال وتنسيق مع قبائل الغرب الليبي وهي مؤيدة جدا لعملية «الكرامة»، ولنا اتصالات مستمرة مع وجهاء واعيان تلك المناطق، وكذلك مع العسكريين بهدف التنسيق معهم والتخطيط لكيفية السيطرة على طرابلس وتحريرها من الجماعات الإرهابية والميلشيات الخارجة.

وماذا عن الترتيبات الجديدة لحماية القادة العسكريين بعد نجاتكم من محاولة اغتيال؟

الأعمار بيد الله، ولكن الحرص واجب، وفعلا أعددنا عدة أمنية للحيلولة دون استهداف الإرهابيين لقيادات الجيش، ومحاولة استهدافي لم تزدني وقادة وضباط وجنود الجيش غير الإصرار على اقتلاع جذور التطرف والإرهاب من بلادنا، معنوياتنا عالية ورؤيتنا واضحة، وقضيتنا قضية وطن وشعب وليست قضية أفراد.

مرحلة طوارئ

ماهو الحل الأمثل للأزمة الليبية الحالية؟

اليوم بعد هذه الانتصارات التي حققتها عملية «الكرامة» وأهمها التأييد والدعم المعنوي من كافة افراد الشعب الليبي وبكل توجهاته وفي كل مناطقه، وبعد انضمام الغالبية العظمى من المؤسسات العسكرية والامنية وجماعات وافراد، ومن اجل بناء ليبيا الجديدة بلد الحضارة والمدنية والرقي والتقدم فإننا نرى أن يتم تجميد عمل المؤتمر منزوع الشرعية وتقديم أعضائه الى التحقيق امام القضاء.

كما ندعو الى استمرار الحكومة المؤقتة الحالية في تسيير الاعمال حتى استكمال لجنة الستين عملها بوضع الدستور في 30 سبتمبر المقبل، واعتبار المرحلة الزمنية حتى ذلك التاريخ مرحلة طوارئ يوقف خلالها اصدار أي قرارات أو تشريعات إلى حين اعتماد الدستور.

نطلب من جميع التشكيلات والدروع والكتائب المسلحة الانضمام الفوري لعملية «الكرامة» وتسليم ما بحوزتها من سلاح ومعسكرات. ويكون الجيش الوطني الليبي هو الراعي والحامي والمنفذ لهذه المرحلة السياسية إلى ان يتم اعتماد الدستور واجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الدائمة.

هدنة الانتخابات

 

كشف قائد عملية «الكرامة » الليبي اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أنه «استجابة لرغبة وإلحاح الحكماء وأعيان ووجهاء المناطق ومنظمات المجتمع المدني وبعض الشخصيات التي نحترمها كالمستشار مصطفى عبدالجليل ،نحن ندرس بالفعل امكانية ايقاف لإطلاق النار وقصف الطيران والمدفعية لمواقع الإرهابيين في بنغازي وضواحيها ،وذلك حتى يتمكن الناس من المشاركة في الانتخابات في ظروف مستقرة وخاصة اننا نقترب من شهر رمضان المبارك» .

وأضاف حفتر أن «أي قرار نتخذه في هذا الاتجاه سيكون مشروطا بأن تبادر الجماعات المسلحة بتسليم أسلحتها في فترة محددة وبضمان الحكماء والاعيان».

لكنه استدرك بأن العمليات خارج المدن ستتواصل في رصد طرق الامداد البحرية، مشيرا إلى أن «هناك تواجداً وتحركاً في المنطقة الغربية لعناصر تنظيم القاعدة تحت امرة الارهابي عمر المختار والدوادي وغيرهما ممن يتواجدون في منطقة صبراتة، وفي صرمان والحرشة، وقوتهم متواجدة في المدينة الاثرية في صبراتة، وهم يتحركون في منطقة الغرب الليبي بالقرب من الحدود مع تونس، ولكن أستطيع القول إن تلك العناصر محاصرة وليس أمامها إلا البحر».

Email