الانقسام سيد الموقف في جنوب إفريقيا

المؤتمر الوطني الأفريقي تهاوت شعبيته عقب الانتخابات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال الانقسام بعد أكثر من عقدين على نهاية زمن التفرقة العنصرية سيد الموقف في جنوب أفريقيا. الهوة التي تفصل بين البيض والسود بالكاد تغيرت معالمها، وما كان يخضع سابقاً لحكم القانون تحدده اليوم شروط مألوفة أكثر يحتل الاقتصاد عنوانها والتفاصيل.

ويوجد بالطبع بعض السود في جنوب أفريقيا ممن باتوا يستطيعون اليوم أن يعيشوا في مناطق كانت حكراً فيما مضى على البيض وحدهم. وقد حقق بعضهم الثراء، إما بفضل الجهود الخاصة، أو الاستفادة بشكل من الأشكال من مبادرات تمكين السود في البلاد. كما أن جزءاً من الأفارقة السود وجد عملاً بأجر جيد في القطاع العام أو الخاص. وأصبح هؤلاء يشكلون النخبة الجديدة.

لقد أخفق المؤتمر الوطني الإفريقي بعد 22 عاماً في الحكم في التخلص من المعامل الجيني، الذي يحدد مقياس انعدام المساواة، حيث تمثل جنوب إفريقيا الدولة الأكثر تعبيراً عن غياب المساواة على الأرض، وفقاً للبنك الدولي. وقد تجلى ذلك في الانتخابات الأخيرة التي أظهرت تهاوي شعبيته.

ويساعد فشل المؤتمر الوطني الإفريقي المتنامي في خلق مزيد من الفرص على فهم أسباب تدني مستوى شعبيته في أوساط الغالبية السوداء. وعلى الرغم من أنه لا يزال يشكل الحزب الأكبر، فإن سمة الإحكام على السلطة بدأت تخبو على ما يظهر من نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة.

بالنظر إلى حالة الإفقار الممنهج لشريحة السود في جنوب إفريقيا التي يقابلها إثراء البيض، لم يكن هناك أي مانع أخلاقي يقف بوجه شن حملة صارمة لوضع اليد. وقد تم تصميم نظام التفرقة العنصرية للحرص على توزيع المكاسب الاقتصادية على أسس عرقية.

تحتاج جنوب إفريقيا اليوم إلى التخلص من معوقات البنى التحتية والتعليم وسوق العمل. وإنها تشكل ربما الدولة الأمثل موقعاً في القارة لتحقيق التحول الاقتصادي الحقيقي. إلا أن الفشل حليفها حتى الوقت الراهن.

Email