ميركل وماي لا تتعجلان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حظيت زيارة رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة تيريزا ماي إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أخيرا، بالترحيب باعتبارها لقاء بين امرأتين من أقوى نساء العالم، ولم تبدد هاتان المرأتان هذه الفكرة. فصرحت ماي بقولها: لدينا امرأتان هنا تعملان معاً، وقد أقامتا حواراً بناء، وردت ميركل «بالضبط».

مهما كان آسراً موضوع التركيز على أوجه الشبه بين المرأتين اللتين تقودان اثنتين من القوى الكبرى في أوروبا، فإن أول لقاء بينهما كان بداية مشاحنة لا يمكن تفاديها حول شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الصدد، كانت الإشارات الواعدة التي تمت قراءتها هي أن هاتين الفاعلتين الرئيسيتين بدتا مستعدتين لإطالة النقاش وكسب الوقت.

وتصر ميركل وغيرها من قادة الاتحاد الأوروبي على وجوب قبول بريطانيا بحرية التنقل من أجل مواصلة مشاركتها في السوق الحرة الأوروبية. لكن ماي لا يمكنها الموافقة على ذلك فوراً وكان السبب الرئيسي لتصويت بريطانيا لصالح المغادرة استعادة السيطرة على حدودها. وتعد بريطانيا أيضا سوقاً رئيسية وقاعدة تصنيعية لألمانيا وباقي القارة.

لا تبدو ماي في عجلة من أمرها لتطبيق المادة 50 في المعاهدة الأوروبية، التي تباشر عملية الانسحاب رسمياً من الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي أثار غضب الناشطين لصالح «الخروج» في بريطانيا، لكن أيضا قادة أوروبا مثل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي يريد إتمام الخروج في أقرب وقت ممكن.

ومن جانبها، تبدو ميركل سعيدة بالسماح لبريطانيا «بقليل من الوقت». وهذا يدل على أفضل حس سليم. وكان الاستفتاء البريطاني غير المدروس تصويتاً احتجاجياً مبهماً، يرافقه التخويف من المهاجرين، وما زال الإحساس بالعواقب الاقتصادية لذلك في بدايته. ويمكن أن تتغير المشاعر بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، وحتى إن لم تتغير، فإن تفادي إعلان موعد نهائي للخروج سيعطي ماي وميركل الوقت لإنجاز الاتفاق الأقل ضرراً.

Email