مؤشرات دالة وراء استعادة الرمادي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شكل رفع علم الحكومة العراقية وسط مدينة الرمادي، تقدماً مشجعاً في الحرب ضد تنظيم «داعش»، وليس من حيث الأراضي فحسب. وقد تحققت إعادة السيطرة على المدينة السنية عقب سبعة أشهر من احتلالها من قبل المتطرفين، بوساطة القوات العراقية التي تم تشكيلها وإعادة تدريبها بمساعدة الولايات المتحدة ودعمتها القوات الأميركية وقوات التحالف جواً.

نجاح الهجوم من دون تدخل الميليشيا الشيعية المدعومة من قبل القوات الإيرانية كان أمراً مهماً، كما كانت مساهمة قوات القبائل السنية التي تسيطر مع الشرطة المحلية على المدينة.

هزائم متكررة

عانى تنظيم «داعش» من ثلاث هزائم على يد ثلاث قوى مختلفة منذ منتصف أكتوبر الماضي. الميليشيات الشيعية قادت عمليات إعادة السيطرة على مصفاة نفط بيجي إلى الشمال من بغداد، بينما حرر المقاتلون الأكراد مدينة سنجار، قاطعين طريق الإمداد بين الرقة، عاصمة تنظيم «داعش» في سوريا، ومدينة الموصل العراقية التي تعتبر أكبر المدن الخاضعة للتنظيم من حيث عدد السكان.

وقالت حكومة حيدر العبادي، إن الموصل ستكون الهدف الرئيسي التالي للجيش، بينما تتجه القوات الكردية والعربية المدعومة أميركياً نحو الرقة.

الجانب الآخر من هذه الأخبار الإيجابية هو أن الولايات المتحدة وحلفاؤها ربما يقتربون من أقصى ما يستطيعون القيام بفعله لتدمير تنظيم «داعش» من دون حل المشكلة الكبيرة وسط الحرب، وهي غياب البديل السني المعتدل أو القوة القتالية المتماسكة التي تقاتل في أي من العراق أو سوريا.

ويخضع العبادي للضغط في العراق من قبل واشنطن، وقد وعد تكراراً بإيجاد متسع سياسي أكبر للقادة السنة، ولكنه فشل في فعل ذلك، ويرجع هذا في جانب كبير منه إلى الضغط من الأحزاب الشيعية التي تؤيدها إيران.

وفي سوريا، فإن ظهور قادة جدد يواجه عائقاً يتمثل في الحرب الأهلية متعددة الأطراف، والسنة العلمانيون والمعتدلون يعتبرون أهدافاً رئيسية لحكومة بشار الأسد وحلفائها الإيرانيين والروس. واعتبر تحالف المعارضة الذي تأسس، أخيراً، للتفاوض مع نظام الأسد خطوة إلى الأمام، إلا أنه يفتقر إلى تقديم بديل لتنظيم «داعش» ويركز على حربه مع دمشق.

تعزيز الحملة العسكرية

ووافق الرئيس الأميركي ببطء ومتأخراً على خطوات تدريجية لتعزيز الحملة العسكرية، بما فيها إيفاد قوات العمليات الخاصة إلى سوريا والعراق، وتصعيد وتيرة العمليات الجوية.

إلا أن استراتيجيته الساعية إلى التغلب على المشكلة السياسية السنية تركز الآن على جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدفع روسيا وإيران لدعم التسوية السياسية السورية.

ونجح أوباما في عام 2015 في وقف توسع تنظيم «داعش» وبدأ بدحره. ولكن في حال سعى خلال عامه الأخير في المنصب الرئاسي إلى المضي قدماً في تدمير التنظيم، فإنه سيضطر إلى العثور على القادة السياسيين الذين يمكنهم أن يحلوا محله ودعمهم.

 

Email