احتفاظ الجيش العراقي بتكريت أصعب من استعادتها

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد فوز الجيش العراقي في الصراع للسيطرة على مدينة تكريت تطورا بالغ الأهمية، لأنه يعد أول هجوم مضاد ناجح يحققه هذا الجيش منذ بداية السنة الماضية. وقد فشل في استعادة أي مدينة أو بلدة استولى عليها تنظيم داعش منذ سقوط الفلوجة في يناير 2014.

وتكريت لها قيمة رمزية بالنسبة لجميع الأطراف. كانت قد سقطت من دون قتال في 11 يونيو الماضي عندما فر الجنود العراقيون وقادتهم وقُتل حوالي 800 طالب عسكري شيعي أسرهم تنظيم داعش في مذبحة معسكر سبايكر.

وذكر الجيش العراقي أنه حشد 30 ألف جندي للهجوم على تكريت، وإذا صح ذلك، فإن هذا يعني أن عدداً كبيراً من جنوده قد انتشر على خط الجبهة الأمامي. وقدرت الولايات المتحدة أنه ليس هناك سوى بضع عشرات من الألوية التابعة للجيش العراقي، ما يوازي 48 ألف عنصر، لديها القدرة على القتال، وأنها ستكون مدعومة من قبل ميليشيات شيعية ومجندين من القبائل السنية.

وفي آخر مرة دخل الجيش العراقي إلى تكريت السنة الماضية تعرض لكمين، وأجبر على الانسحاب. وقد استبعد المراقبون أن يقع الجيش العراقي في الفخ، كما حصل في المرة السابقة. وعامل مهم في الأمر هو مدى تكثيف الولايات المتحدة قوتها الجوية.

وتنظيم داعش كان يمكن أن يختار التمسك بالمدينة إلى النهاية. وكان يشن هجمات في أجزاء عديدة من العراق لتشتيت الانتباه. لكنه قد لا يرغب في الدخول في مباريات ملاكمة منهكة مع قوات متفوقة عدة وعددا، حيث سيتكبد خسائر فادحة في صفوفه.

واستراتيجية أفضل بالنسبة لداعش قد تكون في التمسك بالمنطقة مستخدماً عدداً محدوداً من الوحدات، حيث يلجأ للعبوات الناسفة والقناصة مع شن هجمات مضادة بوحدات صغيرة مكونة من 100 رجل أو أكثر واستخدام كثيف للانتحاريين.

وحتى لو تمكنت حكومة بغداد من الاستيلاء على كل منطقة تكريت، فإنها لن تكون قد حلت مشكلتها الرئيسية التي تكمن في أن قوات شيعية، تدخل معاقل العرب السنة. والتمسك بتكريت قد يكون صعبا بصعوبة استعادة السيطرة عليها.

Email