أبرزها الغلاء ودمج أطفالهم في المجتمع

صعوبات تعكّر حياة السوريين في الأردن

 لاجئون سوريون في الأردن

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتمنى المواطن السوري مهند. ط، اللاجئ في الأردن، لو لم يعان أطفاله في المدارس من صعوبات في الاندماج في المجتمع، لكنهم يعانون. ويرغب في أن تكون المعيشة في بلد اللجوء أسهل لكنها أيضا ليست ذلك، وقدره وقدر مئات الآلاف من أبناء وطنه كان في اللجوء إلى أغلى بلد في المنطقة.

يقول مهند لـ«البيان»: «يشتكي أطفالي من أنهم يعانون من صعوبة في الاندماج» بالمجتمع الأردني، وكثيرا ما يعود من المدرسة مرتبكاً ويشعر بالغربة جراء تعاطي زملائه التلاميذ معه بكونه غريباً».

لا يدري هذا الطفل وربما لا يدري والده أيضا أن المسألة أعمق من قدرة المجتمع الأردني على دمجه كسوري، فبينما لا يريد اللاجئ السوري سوى التعاطي معها بصفته مهند أو ابنه فقط من دون أوصاف، تشعر مكونات أردنية بمخاوف من الدمج فيما عرفوه سابقا بعملية التوطين.

صحيح أن السياسيين الأردنيين يقللون من جدية الأصوات التي تعرب عن خشيتها من توطين اللاجئين السوريين في المملكة، إلا أن عمليات الدمج في المقابل ستدخل في سياق هذه المخاوف. لكن بالنسبة الى مهند فإن هذه المعاناة ستهون أمام المعاناة المعيشية التي يعاني منها وأبناء وطنه ممن لجأوا الى المملكة التي تعرف بكون عاصمتها أغلى المدن معيشة.

يدرك مهند أن الأردنيين يعانون من صعوبات في العيش وأنه يقابل الفقراء الأردنيين ويرى أن حاجته لا تزيد عن حاجتهم بطلب العيش وتوفير مستلزماته.

لكن برامج رسمية وأهلية ودولية بدأت مبكرا العمل على محاولات لدمج الأطفال السوريين في المجتمع الجديد الذي لجأوا إليه.

ومن بين هذه البرامج ما يدعمه الاتحاد الأوروبي وبتنظيم من مؤسسة إنقاذ الطفل الدولية، الذي ينظم فعاليات مستمرة بمشاركة من أطفال أردنيين ولاجئين سوريين بهدف تسهيل التعايش والانخراط ودمج الأطفال اللاجئين في المجتمع.

وقالت منسقة البرنامج الذي تشرف عليه مؤسسة إنقاذ الطفل الدولية عبير الناطور ان عدداً من المشاريع ذات الصلة تستهدف الأطفال من عمر خمس سنوات الى 18 سنة.

وأضافت أن هذه البرامج تقدم الدعم النفسي والاجتماعي من خلال لجان منها لجنة حماية الطفل، وهي مكونة من أشخاص داعمين للمجتمع المحلي ويقومون بتوصيل الفكرة الى أطفال وأبناء المناطق الأخرى.

ولا يجري توجيه مثل هذه البرامج للأطفال فقط، بل لذويهم أيضا وتدريبهم على كيفية التعامل وتكيف أطفالهم مع مجتمع جديد بعيد عن وطنهم.

المشرف محمد البيطار وهو منسق بين الأطفال والقائمين على المشروع، ويشارك الأطفال فعاليتهم قال ان هذا المشروع يدعم الأطفال ويهيئهم نفسيا واجتماعيا وجسديا، ويمكنهم من الانخراط بالمجتمع السليم من خلال وسائل ترفيه عادية تسهل علينا مهمة دمج هؤلاء الأطفال.

الدمج ليس العقبة الوحيدة

هبة. ف فتاة سورية تبلغ من العمر 23 عاماً اضطرت إلى العمل وبأجر متدن للغاية لعلها تقدم شيئا من المساعدة لأسرتها التي يعاني فيها والدها وشقيقها الأمرين ليأتوا للأسرة باحتياجاتها.

«ما بين البيت المستأجر ومصاريف أكل ومستلزمات معيشة سيتوه السوري في الحياة وضنكها». تقول هبة، التي تردف القول إنّ والدها ممنوع من العمل إلا بتصريح، لكن المشكلة في التصريح أنه لا يعطى إلا لمزاولة عمل النظافة أو العتالة أو عامل باطون، ووالدي رجل كبير في السن لا يقوى على مثل هذه الأعمال.

وتضيف: «جئنا من سوريا بسيارة لكنها تقف في الشارع منذ أكثر من عامين بلا حراك وذلك كون شرط تجديد رخصة السواقة للسوري أن يكون مستثمرا ويملك رصيدا في البنك يقدر بـ100 ألف دينار أردني»، وهو لا يتوفر لمعظم السوريين اللاجئين في الأردن.

وقالت إنّ كثيراً من السوريين لم يستطيعوا المحافظة على سياراتهم واضطروا إما لبيعها أو عدم استخدامها، مشيرة الى صعوبة إعادة المركبة الى سوريا، وأن بيعها هناك غير متوفر.

Email