إهمال أنهار البصرة يدق ناقوس الخطر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عزت لجنة التطوير والإعمار في مجلس البصرة، ارتفاع منسوب مياه نهر العشار في الآونة الأخيرة إلى تشغيل مضخات ضخمة تعمل على تدوير مياه النهر بعد ركودها لأعوام كثيرة.

وأكدت اللجنة أن الأزمة المالية حالت دون تنفيذ مشروع متكامل يقضي بتأهيل الأنهار المتفرعة من شط العرب باتجاه مركز المحافظة، فيما حذر نائب عن المحافظة من خطورة إهمال تلك الأنهار لما تشكله من تهديد لصحة المجتمع.

وتشتهر البصرة بكثرة الأنهار، فيما يمتد فيها نهر دجلة لمسافة 90 كيلومتراً والفرات بمسافة 40 كيلومتراً، قبل أن يلتقيا ليكونا شط العرب، البالغ طوله من القرنة، شمال المدينة، حتى مصبه في الخليج 195 كيلومتراً..

وكانت تحتوي على 635 نهراً متفرعاً، حتى أطلق عليها الكلدانيون تسمية «بصرياثا»، أي القنوات، لكثرة الأنهار فيها منذ تلك الأزمنة، ومع ذلك فالبصرة تشكو الآن من انحسار الزراعة بسبب شح المياه.

مدن كبيرة

ومنحت الأنهار في البصرة أسماءها للأحياء السكنية، وصارت مدناً كبيرة، العشار، والمعقل والجبيلة، والسراجي، والرباط، والخورة، والخندق، وهي الأنهر السبعة التي تخترق مركز المدينة، والتي حفرت في العصر العباسي لأغراض الري، ويتراوح طول الواحد منها ما بين 10 إلى 12 كيلومتراً، حتى تبدو المدينة من الجو كأنها شبه جزيرة تلتف حولها الأنهار من كل الجهات، كما لقبت المدينة باسم بندقية الشرق بسبب كثرة الأنهار فيها.

ويشير سهيل جاسم (77 عاماً) ويسكن منطقة العشار، إلى أن «ماء نهر العشار كان صالحاً للشرب في ستينيات القرن الماضي، حتى الناظر كان يشاهد قاعه لشدة صفاء المياه فيه»، مضيفاً أن «من الذكريات الجميلة للنهر أن الملكة عالية والدة ملك العراق فيصل الثاني ركبت زورقاً في مطلع الخمسينيات وانتقلت به من شط العرب إلى منطقة البصرة القديمة حيث تطل بيوت الشناشيل».

وعبر عن أسفه للتردي الذي وصلت إليه أنهار البصرة حتى أصبحت المياه فيها «ملونة بلون الملوثات بعد أن كانت رقراقة تسبح فيها أنواع الأسماك، مؤكداً أن «أنهار البصرة تموت حالياً بشكل جماعي».

ويقول النائب عن محافظة البصرة فالح الخزعلي إن «مديرية البيئة أجرت في ضوء طلب منا فحوصات ومسوحات بيئية للأنهار المتفرعة من شط العرب باتجاه مدينة البصرة (مركز المحافظة) وتبين أنها ملوثة بيئياً بشكل كبير وخطير»، مبيناً أن «تلك الأنهار أصبحت تهدد سلامة العراقيين بسبب تلوثها الشديد، أصبحت عبارة عن قنوات مفتوحة لتصريف المجاري بعد أن كانت قديماً تتميز بجمالها ونقاء مياهها».

ويلفت الخزعلي إلى أن «مديريات الماء والبلدية والمجاري عليها تحمل المسؤولية، إذ يجب القضاء على ظاهرة تصريف المجاري في تلك الأنهار»، مضيفاً أن «مياه الأمطار فقط ينبغي تصريفها في الأنهار الممتدة ضمن مركز المحافظة».

Email