«عروس المتوسّط» تطارد استعادة ألقها القديم

هي اليوم ليست كما قبل خمسة أعوام، كانت الإسكندرية عروس البحر المتوسّط، مدينة مصرية بنكهة أوروبية عنوانها النظافة والنظام والتحضر، بينما يتحسر زائروها على حالها الآن بعد أن باتت تئن من انتشار القمامة والإهمال في ربوعها، الأمر الذي دعا محافظ المدينة إلى استنفار الجهود لإنقاذ العروس وإعادتها إلى سابق تألقها وبهائها وحضورها.

ويعقد محافظ الإسكندرية هاني المسيري سلسلة من اللقاءات لرفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين والزائرين للمحافظة، ومن تلك المحاولات كان لقاؤه مع رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء بالإسكندرية المهندس محمد علي بكر لمناقشة ما تم إنجازه من قبل الشركة في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

ضبط إيقاع

وأكّد المحافظ خلال الاجتماع، أن تلك اللقاءات ستتكرّر بشكل دوري في القطاعات كافة بالمدينة لضبط إيقاع الخدمة، ورصد أية مخالفات تهدّد حياة المواطنين، وبشكل خاص التحكم في ظاهرة البناء المخالف، بعد أن تم حصر العقارات المخالفة التي تم بناؤها خلال السنوات الماضية استغلالًا لحالة الانفلات الأمني.

كما عقد المسيري اجتماعًا مع رئيس هيئة الصرف الصحي لمناقشة طرق وأساليب رفع خدمة الهيئة، مؤكدًا أنّه تمّ إطلاق بوابة إلكترونية للمحافظة ليتمكن كل مواطن من تقييم أداء المؤسسات ومؤشرات سرعة الاستجابة ونسبة تحقيق الخطط الموضوعة لتطوير المحافظة، مشيرًا إلى أنه «تم إحالة عدد من موظفي الأحياء للتحقيق بعد اكتشاف تورطهم في مخالفات فساد، وكذلك إطلاق حملة «عيش إسكندرية» التي تهدف لتجميل وتنظيف أحياء المحافظة كافة وتجميلها وإعادة تلوين الأرصفة، ونشر صناديق القمامة لاستعادة نظافة المدينة.

مافيا بناء

بدوره، يقول الناشط محمد سعد خيرالله، إن «الإسكندرية هي إحدى أهم الوجهات السياحية والحضارية لمصر كلها، ما يفرض ضرورة تكثيف جهود تطويرها، منها التنمية الخدمية وتكثيف حملات رفع القمامة، والقضاء على مافيا البناء، ووضع خطط محددة ورؤى واضحة لتطوير الميادين العامة والشوارع الرئيسية، والترع التي تحتاج لحملات نظافة مكثفة، وأخيرًا الاهتمام برفع مستوى المستشفيات العامة والوحدات الصحية التي تعالج الفقراء في المحافظة».

خطط إنقاذ

في السياق، أشار رئيس ائتلاف «تحيا مصر» بالإسكندرية المستشار طارق محمود، إلى أنّ «المدينة تحتاج إلى خطط إنقاذ عاجلة على أصعدة عدة ليتم النهوض بها، بدءًا من أزمة العقارات غير القانونية، والتي تمثل خطرًا كبيرًا على المواطنين والمباني من حولها، لافتاً إلى أنّ «من شأن سقوط أي من تلك العقارات التسبّب في حدوث كارثة إنسانية، مشدّداً على ضرورة وضع خطة لإزالة تلك العقارات وتعويض ساكنيها أو إيجاد بدائل لهم».

وأبان محمود أنّ «هناك أزمة القمامة التي انتشرت مؤخرًا في الشوارع العامة في المحافظة، والتي لابد من وضع خطة شاملة لرفع القمامة وإعادة تدويرها وتوفير منظومة قوية لمنع تكرار الأزمة»، فضلاً عن ضرورة تجميل وإعادة تلوين الشوارع الرئيسة والمباني العامة، لاستعادة مظهر المدينة الحضاري.

إضاءة

تعتبر الإسكندرية مدينة سياحية مفتوحة تضم العديد من الشواطئ المميزة والمناطق الأثرية الشاهدة على تعاقب الحضارات على «عروس البحر المتوسط»، منها الآثار الرومانية مثل المسرح الروماني، والقلاع التي تعود لحقبة المماليك مثل قلعة قايتباي التي بناها الملك الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي في العام 1477 للميلاد.

الأكثر مشاركة