فاكهة الربيع وهدية موسم الصيف

الإكيدنيا.. علامة زراعية لبنانية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إنه موسم فاكهة الربيع وهديته للصيف. موسم ثمرة الإكيدنيا أو «الأكي دنيا» شبيهة الذهب الأصفر، الذي وإن أشرف على نهايته في لبنان، في المناطق القريبة من الساحل أو المشرفة عليه، خاصة على أكتاف مدينة صيدا، شمالاً وشرقاً وجنوباً، حيث تكاد لا تخلو حديقة منزل قديم من منازلها من وجود الشجرة..

إلا أن الحديث عنه وما يرافقه من خبريات يبقى قائماً في الموسم وخارجه، خصوصاً أنه يحتلّ في ذاكرة الجنوبيّين مساحة لا يطمسها مرور الأيام، مرفقةً ببعض الصور التراثية التي لطالما أضفت على الموسم طابع الخير والبركة.

وخبريات قطاف هذه الثمرة تبدأ بالعادات التي ترافق موسمها، بدءاً من اجتماع كل أفراد الأسرة إستعداداً لقطاف المحصول، والذي يبدأ من منتصف شهر مارس ويمتدّ حتى الأسبوع الأول من شهر مايو، إذا أسعفه المناخ الربيعي الدافئ ولم يصبه ثلج كانوني أو حرّ خماسيني..

ومن الخبريات أيضاً، أن «الأكي دنيا» جزء من تراث أهالي الساحل، وشجرته من حواضر كل بيت. أما موسم قطافه، فيعتمد على «العونة» بين أفراد العائلة والجيران: يقطفون المحصول، ثم ينقلونه الى مراكز التوضيب في سلال القشّ ثم في صناديق البلاستيك.

وطاويط صيدا

يوصف البعض أهل صيدا بـ«وطاويط الإكيدنيا»، حيث يحفظ الكثير منهم موسوعة الأكو دنيا، بحسب اللفظ المحلي لهم: «جاءت من الصين إلى المنطقة العربية، قبل عشرات السنين، لتزرع كأشجار زينة، كونها تنتمي الى الأشجار الدائمة الخضرة..

ولشكل أوراقها الكبيرة العريضة الخضراء، ولسهولة زراعتها من بذرة واحدة، وتعطي شجرة كبيرة بعد 5 سنوات،وزرعت بمناطق الساحل السوري واللبناني، ليكتشف الناس أنها تحمل ثماراً لذيذة، فقرّروا زراعتها بشكل أوسع، وتقرّ المراجع التاريخية أن أهل صيدا كانوا أول من نشر زراعتها في منطقتهم.

ولا يمكن التمييز بين أنواع المزروعات في لبنان، بسبب غياب الأسس العلمية التي من شأنها أن تحدّد الفروقات بينها، فغالباً ما تُزرع نوعيات عدّة في كرم واحد، ومن الأنواع الأكثر شهرة، بشأن »الأكي دنيا«، بحسب التسميات المحليّة: الأحمر الممتاز »الوطني«، وهو افضلها، التركي ذو الحبّة الكبيرة، الأسباني والرازياني الأبيض الحلو.

ويتفنّن الصيداويون في تعداد أسمائها الكثيرة: »الأكي دنيا« وتعني الدنيا الجديدة باللغة التركية بسبب مذاقها اللذيذ وفوائدها الغذائية العديدة، بشملة (في العالم العربي)، أسكي، لمزاح، ناسبولي، بوصاع، عرنوط، المشمش الهندي، الخوخ المالطي، المدلار الياباني، والبرتقال القصبي. وذلك، وفقاً لمذاقها، فمنهم من يفضّلها خضراء قاسية، ومنهم من يشتهيها »ملوحة« في أول نضجها، ومنهم من ينتظر آخر الموسم ليتناولها »معجمزة«.

ومهما تعدّدت الأسماء، فإن ثمار الإكي دنيا تضمّ سكريات بنسبة تصل إلى 10%، قليلاً من حمض الماليك والسترات والأوكساليك، فيتامين »ث« بنسبة قليلة، كما تحوي بروتينات بنسبة حوالي 35% وأليافاً بنسبة 37%.. لذلك، تتميز الثمار بطعم لذيذ وبفوائد غذائية وصحيّة عديدة، وضررها قليل بالمقارنة مع أنواع الفاكهة الأخرى بالنسبة لمرضى السكري..

فوائد جمة

تنظيم عملية الجهاز التنفسي، تنظيف الكلية والمعدة والأمعاء، المساعدة على التئام الجروح وشفاء الأمراض الجلديّة، معالجة إرتفاع ضغط الدمّ، تقوية الأسنان وإزالة بعض أمراض اللثة في الفمّ، تقوية العظام والأظافر والشعر والأسنان، تقوية الجهاز العصبي، وتنظيم عمل العضلات.

Email