العرس الجماعي.. طريق سلس إلى السجـــــــــن الذهبي - 3

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعاني غالبية الشباب في معظم الدول العربية من مشاكل عدة تحول دون تحقيق احلامهم في حياة هانئة وطموحاتهم بمستقبل مشرق. وفي مقدمة تلك المشاكل البطالة وانعدام فرص العمل أو ايجاد السكن الملائم أو اكمال نصف دينهم نظرا للتكاليف الباهظة لإتمام الزواج.

وقد فطنت بعض الدول لتلك المشاكل ومنها الامارات حيث أنشأت صناديق للإسكان وأخرى للزواج مع مساعدة الراغبين في الارتباط وتحول امكاناتهم المادية الشحيحة دون ذلك فعممت فكرة العرس الجماعي وتبارت الحكومات المحلية والخيرون في اقامة أكثر من تجمع.

وهي خطوة ايجابية وتعتبر من افضل الحلول العصرية لمواجهة الغلاء الذي اجتاح كل نواحي الحياة، لأنها تحقق الاحتياجات الانسانية بتكوين الأسرة، وإنجاب أطفال، بجانب الاستقرار النفسي والاجتماعي، باعتبار ان الزواج مطلب أساسي وضرورة اجتماعية. وحتى يصبح ناجحاً ويحقق أهدافه لا بد من الاختيار السليم لشريك الحياة...

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: »تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك«، فالاختيار الخاطئ يقود لمشاكل عدة بسبب التناقض في شخصية الزوج والزوجة، ويؤدي لانهيار العلاقة بالطلاق أو الانفصال عاطفيا ومعنويا. وتلعب الخلفية التربوية دورا فاعلا في دعم عملية الاختيار السليم من خلال التنشئة الصحيحة.

والزواج الجماعي تعميم الفكرة كمشروع مجتمعي مهم ومبادرة انسانية واجبة، والتعتيم عليها من بعض الأسر التي لاتزال تتمسك بالزواج التقليدي والمطالب الكثيرة التي تجعل تكاليفه باهظة وآثاره مدمرة كعزوف الشباب عن الزواج وتعرض الفتيات للعنوسة.

تيار مصري يتصاعد من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة

 

 مع تصاعد الأرقام الفلكية في بورصة العنوسة المصرية، التي جرفت أعدادا كبيرة من الفتيات خلال الأعوام الأخيرة، نتيجة لعزوف الشباب عن الزواج، مع موجة الغلاء التي طالت كل الطرق المؤدية إلى الزواج...

وفي مقدمتها أزمة السكن، ظهر أخيرا تيار معاكس أخذ على عاتقه محاربة العنوسة ومحاصرتها بشتى الوسائل الممكنة، للتغلب على كثير من الإشكاليات التي تطوق أعناق المقبلين على الزواج بعشرات الآلاف من الجنيهات...

وعلى رأسها إقامة حفلات الخطوبة وأخرى لعقد القران وثالثة للزفاف، فاختصرت المسألة في إقامة عُرس جماعي يوفر للمقبلين على دخول السجن الذهبي الكثير من النفقات، وبالتالي يختصر عليهم شهورا وربما سنوات كانوا يقضونها لتوفير نفقات مظاهر شكلية.

عدد من الفتيات طرحن آراء متباينة حول الظاهرة، وتقول الموظفة منى هشام »23 عامًا«، للأسف كان من الممكن أن أنضم لقائمة العوانس لو وافقت والدتي على ضرورة إقامة حفلات للخطبة وعقد القران والزفاف، والتي تتكلف مبالغ طائلة، الا انني اقتنعت بفكرة إحدى صديقاتي بجعل زواجي ضمن حفل عرس جماعي، وقد رحب به عريسي جدا، ما ساعدنا على اختصار سنوات كان يمكن أن تضيع في سراب.

بينما ترى زميلتها هادية حسن »33 عاما« ان الفكرة لن تلقى قبولا، إلا بين الأسر الفقيرة التي تضطرها الظروف الاقتصادية بالتخلي عن خصوصية فرحة العمر، والقبول بإتمامها جماعيا، وكأنها مباراة يشاهدها الجمهور في الاستاد.

ومن جانبها أكدت هناء محمد »35 عاما« ان الأعراس الجماعية ظاهرة إيجابية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشباب، ويجب التوسع فيها بجميع المدن والمحافظات، وعدم اقتصارها على العاصمة فقط، وينبغي على الإعلام أن يهتم بمثل هذه المناسبات الاجتماعية.

وتشير مهندسة البرمجة ثناء مصطفى إلى اقتناعها بالفكرة وإيجابيتها، إلا أنها تؤكد أن خصوصية عائلتها تأبى عليها أن يتم زفافها جماعيا، وتؤكد أن مثل تلك الزيجات مهددة بتفاقم الخلافات في حال لم يكن الطرفان وخاصة العروسة على قناعة بالزفاف الجماعي، حتى لا تندم لاحقا على أنها لم تنعم بخصوصية ليلة عمرها.

ضرورة مجتمعية

إلى ذلك، تؤكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس الدكتورة سامية خضر، أن المجتمع المصري والعربي في حاجة ماسة إلى إقامة حفلات الزفاف الجماعي كنوع من تيسير الزواج؛ خاصة في ظل ارتفاع نسبة البطالة وتكاليف الزواج وعدم قدرة الشباب على تحمل نفقاته وبالتالي ارتفاع نسبة العنوسة.

وكلها أمور تزيد الحاجة إلى تيسير الزواج لحماية المجتمع من جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي التي تزداد يوما بعد يوم. وإقامة حفلات الأعراس، لا بد أن يتبعها تصحيح المفاهيم الخاطئة المتداولة عنه، وما يتعلق بارتباط إقامته للفقراء فقط، والإعلام مطالب بلعب الدور الإيجابي لزيادة الوعي بأهمية إلغاء مظاهر البذخ التي قيدت المجتمع وأفراده.

وفي الاتجاه ذاته يوضح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور عبد الفتاح إدريس أن الله عز وجل أمرنا بالتيسير، وجاء على لسان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم »يسروا ولا تعسروا«..

ولهذا فإقامة الأعراس الجماعية مستحبة دينيا واجتماعيا، لأنها تسهم في تقليل النفقات ومحاربة العادات والتقاليد الضارة التي تشترط إقامة حفلات زفاف باهظة الثمن لإتمام الزواج، وغير ذلك من الأفكار التي تناقض ما حثنا عليه الدين الإسلامي.

ممارسة تونسية في إطار ضيق

 

 رغم أن تونس عرفت الزواج الجماعي منذ عام 2008 عندما نظمت إحدى الجمعيات زفافاً جماعياً لعدد من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن بعض الأحزاب والجمعيات ذات المرجعيات الدينية حاولت بعد سقوط النظام السابق عام 2011 استخدام الزواج الجماعي كترويج لمشروعها الاجتماعي..

وعبر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عن ذلك بقوله »سنشجّع الشباب على الزواج حتى لا تبقى شابة إلا ولها زوج ولا شاب إلا له أسرة« معتبرا تزويج الشباب من أهداف الثورة.

وخلال فترة حكم الترويكا بقيادة »النهضة« نظمت بعض الجمعيات حفلات زواج جماعي تم تسليط الضوء عليها من قبل وسائل الإعلام، غير أن الظاهرة لم تجد إقبالاً كبيراً من قبل التونسيين نظراً لتصادمها مع العادات والتقاليد..

وكذلك مع اتجاه نسبة معتبرة من الشباب للزواج السهل والميسّر، الذي لا يتطلب أكثر من عقد القران وإقامة حفل صغير للمدعوين، في حين لا تزال القرى والأرياف تعتمد على إبراز الزواج كحفل كبير له خصوصياته التي تحمل تعريفاً بطبيعة أسرتي الزوج والزوجة.

ويرى الاختصاصي الاجتماعي هشام الحاجي أن الزواج الجماعي في تونس يعتبر ظاهرة بدأت مع انتشارها في الدول العربية ووصولها الى التونسيين عبر الإعلام واتسعت نسبياً بعد وصول الإسلاميين الى الحكم وظهور مئات الجمعيات الإخوانية والسلفية الساعية إلى التغلغل في المجتمع بالأعمال الخيرية، غير أن الظاهرة انحصرت بإطار ضيق ولم تتحول لاجتماعية وما اختفاء الحفلات الجماعية إلا دليل على ذلك.

" العرفي"  السبب

ويشير الاعلامي عمر الحاج إلى أن الحديث عن العرس الجماعي بعد الثورة تزامن مع اتساع دائرة الجدل حول ظاهرة الزواج العرفي التي عرفتها البلاد بعد الإطاحة بالنظام السابق. والزواج الجماعي لا يمكن أن يكون حلا للعنوسة، وتأخر سن الزواج لأن القضية لم تعد تتعلق بعقد القران أو بالتكاليف، بل بمسائل أخرى منها العمل والدخل المادي والسكن والأسعار وتكاليف عش الزوجية فيما بعد القران.

ونظمت جمعية العفاف الخيرية حفلات عدة للزواج الجماعي، ويقول رئيسها بلحسن المبزع: هدفنا أن ينجح الفتيان والفتيات في تكوين أسر تقوم على المحبة والرحمة ولتصبح لبنة صالحة للمجتمع، مع السعي لنشر ثقافة الزواج والتشجيع عليه والمساهمة من ناحية أخرى في معالجة أسباب الطلاق وتعزيز الجهود الرامية للمحافظة على الأسرة وتماسكها وتوازنها، والصلح بين الأزواج وأفراد الأسرة لتستمر المسيرة.

وتنظم الجمعية ندوات ذات علاقة بنشاط الجمعية وتساعد بعض الأزواج عينياً ومالياً. ومن مشاريعها المستقبلية السعي إلى تأسيس مدرسة لتدريب الأزواج، وإقامة شقق سكنية اجتماعية لفائدة المرتبطين حديثاً، وتأجيرها بأسعار رمزية، وتحديد يوم وطني لمهرجان العفاف للزواج الجماعي في البلاد.

 قبول فلسطيني خجول

 

تعطل تكاليف الزواج الباهظة مشاريع الزواج في معظم الدول العربية سيما في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة وانتشار البطالة في صفوف الشباب أو تدني أجورهم على أقل تقدير بموازاة ارتفاع الأسعار وصعوبة توفير متطلبات الحياة.

ومن الحلول المطروحة لتجاوز المشكلة في فلسطين ظهرت فكرة العرس الجماعي التي لم تحقق انتشاراً واسعاً وإنما لقيت قبولاً خجولاً، نظراً لأسباب عدة من جهة، واختلاف المواقف حولها من جهة أخرى.

ورغم ذلك احتفلت مدينة أريحا بالضفة الغربية في العام المنصرم بأكبر عرس جماعي في الشرق الأوسط، لحوالي ستمائة شاب وشابة، بينهم مائتان وثمانية عشر زوجاً من الضفة وثمانية وتسعون من غزة، وبتمويل من مكتب الرئيس محمود عباس الذي تكفل بالنفقات كافة إضافة إلى هبة مالية بلغت أربعة آلاف دولار لكل زوج، وكان غالبية العرسان من الأسرى السابقين وأبناء الشهداء.

وأقيمت العديد من حفلات الزواج الجماعي بالضفة والقطاع، إلى جانب التوفير الكبير في الفكرة نفسها، حيث كانت الحفلات في معظمها ممولة، الأمر الذي منح العرسان انطلاقة صلبة لبداية حياة زوجية خالية من الديون، ونجحت أيضاً بعض المبادرات التي أشرفت عليها مؤسسات اجتماعية معروفة في منطقة محددة في تنظيم زيجات جماعية غير ممولــة إلا أنهــا وفــرت عليهــم الكثيــر.

والغريب في المسألة أن الشارع الفلسطيني وخاصة الشباب غير متحمسين للفكرة بدليل عدم رواجها بينهم رغم ظروفهم الصعبة التي يعيشونها مقارنة برصفائهم في المنطقة العربية.

فعالية أكبر

محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام استحسنت فكرة العرس الجماعي، لأنها تهدف إلى التخفيف عن العرسان وذويهم في التكاليف المرهقة والمتزايدة وهي تعزز نهج التكافل والتكاتف الاجتماعي والترابط الأسري بفعالية أكبر، ما يزيد بدوره ترابط وتماسك البنية الداخلية للمجتمع، حيث يتشارك الغني والفقير، والصغير والكبير في الفرحة نفسها ودون أي تمييز.

وفي السياق ذاته يقول العريس محمد حامد الذي تزوج في فرح جماعي، هو الرابع من نوعه في بلدة سلواد شرقي رام الله »كنت أفكر كثيراً في الارتباط، إلا أن ارتفاع تكاليفه وتبعاته كانت عقبة جعلتني متردداً في الإقدام على الخطوة، نتيجة الصعوبة المتمثلة في سداد ديون الزواج والإنفاق على الأسرة بسبب تدني الأجور وارتفاع الأسعار..

والآن بحمد الله دخلي يكفيني للنفقة على أسرتي، خاصة وليست عليّ أي ديون نتيجة زواجي.

سلبيات وإيجابيات

وتوضح الخبيرة الاجتماعية فريال يوسف أن الزواج الجماعي يعتبر سلاحاً ذا حدين له إيجابياته وسلبياته، ومن أهم إيجابياته تقليل تكاليف الزواج الباهظة، وتأسيس حياة زوجية خالية من الديون..

الأمر الذي يضمن انطلاقة سليمة لحياة زوجية سعيدة وتجربة ناجحة. ومن الجهة الأخرى له آثار سلبية إذ يشجع بعض الشبان على اغتنام فرصة التقدم لزواج بلا نفقات، وهم ليست لديهم القدرة المالية للإنفاق على الأسرة التي يؤسسونها، ما يؤدي لفشل الشراكة ويشرد الأولاد في مرحلة لاحقة بجانب ظهور العديد من المشكلات الاجتماعية.

وحول أسباب عدم رواج الفكرة في الأراضي المحتلة، توضح فريال أن ذلك يعود لتغلغل العادات في مجتمعنا وثقافتنا المتعلقة بالزواج وطقوسه ومتطلباته، التي تزداد عاماً بعد عام تماشياً مع الموضة والعصر.

وهناك صعوبة تتمثل في ظهور العريسين إلى العلن بصورة الفقيرين أو غير المقتدرين، وهو ما يراه البعض مساً بكبريائهم وكرامتهم، ما يحول دون انتشار الفكرة رغم فاعليتها.

والأهم أن العروس وأهلها وحتى العريس في غالب الأحيان يعتبرون الزواج الفردي التقليدي ليلة فرح وحفلة العمر، ويجب أن تعطى حقها الشرعي إضافة لحقوقها التي تفرضها العادات والتقاليد الاجتماعية المحلية دون تقصير، وهناك ما يعزز ذلك من أقوال متداولة على غرار«اللي معوش بلزموش«.

إقبال جزائري واسع

 

 ينتشر الزواج الجماعي على نحو كبير في الجزائر، بعدما ظلّ تقليدا راسخا منذ مئات السنين، وتجمع فعاليات محلية على اعتباره »وصفة فعّالة لمعضلة مزمنة«، في بلد يستوعب تسعة ملايين عانس، ويعاني مواطنوه من انعكاسات الغلاء والاحتقان الاجتماعي.

وشدّد عالم الدين البارز جلول حجيمي على أنّ الزواج الجماعي يتمتع بقبول واسع لدى المواطنين، لأنّه جسر إلى العفة، ويزيل كثيرا من العقبات في مجتمع تلغّمه العنوسة..

ويتسبّب غلاء المهور في عزوف الشباب عن إكمال نصف دينهم، ما أفرز ظواهر انحرافات عدة. فالمشروع ناجح بكل المقاييس، ويحظى بإسهام عدد هائل من رجال الأعمال..

والمجتمع المدني، والجمعيات الخيرية، والمساجد. وفي المقابل قال حجيمي انني لا أويد المتحدثين عن سلبيات للعرس الجماعي في مراحل لاحقة، ونحن ننظر بإيجابية، فهذا النمط يرفع الغبن عن الفئات المهمشّة، ويعمّق روح التكافل الاجتماعي لإكمال نصف الدين وتكوين أسرة صالحة.

ويثمّن الخبير الاجتماعي محمد بوكراس، اتساع رقعة الزواج الجماعي في البلاد، ويرى ان فوائده كبيرة اجتماعيا واقتصاديا ونفسانيا، لان الخطوة تقوّي التضامن الاجتماعي، وتمتّن الأواصر..

فضلا عن اسهامها في حلّ مشكلات عويصة، ودرجت العادة أن يتحمّل الميسورون أعباء زفاف الفقراء، في صورة راقية تكرّس عرى التماسك وتحقّق أحلاما ظلت تراود شبابا وشابات منذ فترة طويلة. ويتفق الاختصاصي النفساني فريد قبيلي مع بوكراس في ان الأعراس الجماعية تمثّل دواءً لعلاج الاضطرابات الاجتماعية والنفسية...

وتعدّ حصنا يحول دون ارتكاب حماقات قد تقود صاحبها إلى التهلكة، ناهيك عن ان تطبيق الفكرة يمنح المشاركين فيها شعورا جماعيا بالطمأنينة لعدد غير قليل من الشباب الذين نال منهم اليأس، تماما مثل خمسة ملايين عانس تجاوزن عتبة 35 عاما.

وعن اصطدام ذوي الدخل الضعيف بنفقات الحياة الزوجية، يقلّل بوكراس من التوقعات التي تشير إلى امكانية حدوث تداعيات عند المعايشة الحقيقية بعد الارتباط الرسمي ومواجهة ظروف الحياة الصعبة، بقوله: يمنح الزواج شعورا مضاعفا بالمسؤولية، ويحوّل المتزوّجين إلى إيجابيين، وهو إضافة نوعية أيضا.

تطوع في الخير

وفي السياق ذاته يؤكد الداعية الحاج حجاج أنّ الأعراس الجماعية مرحّب بها على نحو واسع، طالما انها تسهم في رفع عدد المتزوجين من عام إلى آخر. ويرتبط الأمر بما يترتّب عن هذا العمل التطوعي الخيري من بناء أسر على الشريعة والأخلاق، وفي الوقت نفسه يعتبر عملا تربويا يعنى بالمعوزين والشباب المُثقلين بالتكاليف الباهظة، حيث يتولى الخيّرون دفع المهور وتسديد تكاليف غرف النوم، وكذا إقامة الولائم.

وما يؤسف له ان ظاهرة الزواج الجماعي، بجانب ازدهارها في ربيع وصيف كل عام، إلا أنه لا يستفاد من الدعاية والتشجيع، حتى يتم تبديد هاجس الخلافات الزوجية، ولا بد من ضرورة دعم الفكرة بالمتابعة، حيث يتعين التعهّد بزراعة هذه البذرة الطيبة، والاستمرار في التكفل بعقيقة الأبناء وتربيتهم.

وفي الطرف الآخر المعني بالقضية وهو الشارع المحلي المتجاوب مع أهمية الزواج الجماعي، ومريم مثال والتي عجزت عن تزويج أربعة أبناء، ووجدت ضالتها، حينما اقترح عليها خيّرون تزويجهم رفقة العشرات من أبناء المنطقة.

ويكشف عبد الله عن تزوّج بناته الست في مبادرة جماعية أعفته من كافة التكاليف بداية من طقوس الاحتفال، إلى تجهيز بناته وتوفير الأزياء التقليدية لهن ولأزواجهن..

وقد اظهر تماما مثل مريم، تفاؤلا بمستقبل العائلات الصغيرة لفلذات أكبادهم. والمدهش حقا قيام رشيد وزهير وإسماعيل الذين يتطلعون لإكمال مراسم ارتباطهم لاكمال كل واحد منهم نصف دينه عبر احدى حفلات الزواج الجماعي التي ستقام غربي العاصمة الجزائرية مطلع الصيف المقبل، في مبادرة لـ»تخليص« 500 شاب من مشكلة العزوبية.

Email