قبلة الملوك والزعماء و100 ألف زائر يومياً

سيدي بوسعيد بين أجمل قرى العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتلت قرية سيدي بوسعيد التونسية المرتبة 13 ضمن قائمة القرى الأكثر جمالاً في العالم، وفق تقرير نشره الموقع الإلكتروني المتخصّص في الأسفار «وين أون أوروث»، إذ جاءت ضمن قائمة تضم عديد القرى الرائعة من بلدان عدة على غرار كولمار في فرنسا التي جاءت في المرتبة الأولى وجوسكار في إسبانيا في المرتبة الثانية وألبيروبالو بإيطاليا في المرتبة الثالثة.

وتقع سيدي بوسعيد في الضاحية الشمالية الشرقية للعاصمة تونس، وتحديداً في أعالي المنحدر الصخري المطل على قرطاج وخليج تونس وتبعد عن وسط مدينة تونس 17 كلم، ويتميز موقعها بعلوه عن البحر 126 متراً، فيما تبلغ مساحة المنطقة البلدية بسيدي بوسعيد 164 هكتاراً تقريباً، ويصل عدد سكانها إلى 5000 نسمة ينتمون إلى 1458 أسرة، بينما يبلغ عدد المساكن 1737 مسكناً حسب إحصائيات المجلس البلدي.

وتعد سيدي بوسعيد أول موقع محمــي فــي العــالــم، كما تمثّل مكاناً سياحياً رائعاً وتتميز بفن معماري خاص بها تتعانق فيه الجدران البيضاء بأبواب خشبية عتيقة يغلب عليها اللون الأزرق وتزينها نقوش وزخارف غاية في الدقة والجمال.

100.000 زائر

ونظراً لأهميتها السياحية، فإنّ عدد الوافدين على مدينة سيدي بوسعيد في فصل الصيف وأيام الراحة والعطل يتجاوز 100 ألف زائر يومياً، إذ عرفت بأنها قبلة الفنانين والكتاب ورجال الأدب والموسيقى، كما زارها قادة وزعماء وملوك العالم ليتمتعوا بجمالها الساحر. ويجد الفنانون التشكيليون في قرية سيدي بو سعيد مصدر إلهام لاسيّما من خلال النقوش التي تعود إلى القرن السابع عشر. وانطلاقاً من القرن التاسع عشر لم ينفك الرسامون عن رسم المناظر الطبيعية التي أصبحت اليوم أسطورة لـ«مقهى الحصر» وخليج تونس وفي آخر الأفق يظهر جبل بوقرنين، ومن بين أبرز الفنانين الذين خلدوا سيدي بوسعيد بول كلي وأوغيست ماد وبوشرل أولي مونييه وألبرت ماركت، وكتب مؤلفون وشعراء ومؤرخون كثيرون عن قرية سيدي بوسعيد من بينهم جورج دوهامل، وأندريه جيد، وشارل لالمان، وج.ل لي مونييه، وجاك رفولت وماكس بول فوشت.

قرون وسطى

ويعود تأسيس القرية إلى القرون الوسطى، إذ كان جبل سيدي بوسعيد يسمى «جبل المرسى» ويسمى أيضاً «جبل المنار»، كما كان يقوم بدور الحصن الذي يوفر الأمن والمراقبة والدفاع عن قرطاج الفينيقية في القرن السابع قبل الميلاد، وعن مدينة تونس منذ بداية الفتح الإسلامي إلى القرن الثاني عشر، ومنذ نهاية القرن التاسع عشر عوضت هذه التسمية جبل المنار رسمياً باسم سيدي بوسعيد لدى إحداث بلدية في المكان في العام 1893.

معالم قرية

تثير سيدي بوسعيد إعجاب زائريها بجمالها الخلاب وأجوائها الساحرة وبخصوصياتها العمرانية والثقافية وبأكواب الشاي المعطرّ بالنعنع وأطواق الفل والياسمين وزرقة البحر وعذوبة نسائمه، وتعتبر القهوة العالية رمزاً وعنواناً للقرية، حيث يبدو هذا المقهى مشهور جداً بواجهته الأمامية المطلة من أعلى سلمه المعلمي على ساحة السوق والمسلك المتصاعد المؤدي إلى القرية.

أصل تسمية

يعود أصل التسمية إلى رجل دين متصوّف وولي صالح اسمه أبوسعيد الباجي وهو أبوسعيد خلف ابن يحيى التميمي الباجي (1231-1156). ولد في باجة القديمة وهي قرية صغيرة كانت في أحواز مدينة تونس قرب منوبة واندثرت الآن. وقد أقام في بداية حياته بتونس لتلقي الدروس الدينية بجامع الزيتونة في زمن انتشرت فيه ظاهرة التصوف في شمال إفريقيا بعد ظهورها في الشرق الأدنى إلى أن تجذرت في المغرب العربي.

Email